الحمامات 2 ديسمبر 2010 (وات) - انطلقت اليوم الخميس بالحمامات الجنوبية أعمال الملتقى المتوسطي الرابع حول النباتات البحرية الذي يتواصل إلى غاية 5 ديسمبر بمشاركة عدد من الخبراء والباحثين المختصين في التنوع البيولوجي البحري من عدد من البلدان المتوسطية. وتلتئم هذه التظاهرة التي تنتظم لأول مرة في تونس وفي الضفة الجنوبية للمتوسط ببادرة من مركز "الأنشطة الإقليمية للمناطق المتمتعة بحماية خاصة" الموجود بتونس وذلك في إطار تنفيذ خطة العمل المتوسطية لصيانة النباتات البحرية في البحر الأبيض المتوسط ولاسيما ما يتصل منها بدعم البحث العلمي ودفع التعاون وتبادل التجارب بين المختصين. ويتضمن برنامج الملتقى مجموعة من المداخلات سيتم خلالها تقديم آخر نتائج البحوث العلمية التي انجزت في المجال إلى جانب تقييم الوضع البيئي في المتوسط والسبل الكفيلة بالحد من استنزاف المعشبات وتحسين نوعية الأعشاب وإمكانية توسيع رقعتها. وابرز السيد نذير حمادة وزير البيئة والتنمية المستديمة في افتتاح الملتقى أن المتوسط يحتوي على ما بين 4 و18 بالمائة من التنوع البيولوجي البحري والساحلي العالمي وهو ما يمثل إرثا مشتركا هاما بين شعوب وحكومات ضفافه. وبين أن الاستراتيجيات المرسومة في إطار اتفاقية برشلونة لحماية البيئة البحرية والساحلية بالمتوسط تجسد حرص كل الأطراف المعنية على تعزيز التعاون بينها للمحافظة على المكونات الهشة في المنطقة وترشيد استغلالها وتامين توازن بيئتها. وأكد الوزير عزم تونس على ترسيخ مبادئ التنمية المستديمة المتضامنة التي تأخذ بعين الاعتبار تحسين ظروف العيش مع المحافظة على حق الأجيال القادمة في موارد طبيعية سليمة ومتجددة وباعتماد منوال تنمية مستدامة قوامها " نمو اقتصادي بمحتوى تكنولوجي رفيع صديق للبيئة مقتصد للطاقة" وفقا لما ورد في البرنامج الرئاسي 2009 -2014 . واستعرض المقاربة التونسية في مجال الحفاظ على البيئة والمحيط لاسيما في مجال التطهير الذي تدعم بتركيز 106 محطة لمعالجة 250 مليون متر مكعب من المياه سنويا وبلوغ نسبة ربط بالشبكة بنسبة 90 بالمائة وهي النسبة الأرفع في حوض جنوب المتوسط. ولاحظ انه انه تم وضع برنامج متكامل يهدف الى بعث 8500 هك إضافية من الأراضي الفلاحية المزمع ريها بالمياه المعالجة لاستيعاب حوالي 50 مليون متر مكعب من هذه المياه مع الرفع من استعمالها لبلوغ 50 بالمائة قبل موفى سنة 2014 والحد من تصريف المياه المعالجة بالوسط الطبيعي وخاصة بالبحر. وبعد أن ذكر بتركيز المصبات المراقبة والمنظومة المتكاملة للتصرف في النفايات حماية للبيئة أوضح ان مركز الأنشطة الاقليمية المتمتعة بحماية خاصة يعد المركز الوحيد الموجود بالضفة الجنوبية للمتوسط واحد المراكز الستة الموجودة في البلدان المتوسطية /فرنسا واسبانيا وايطاليا وكرواتيا ومالطا/ . وتنفذ هذه المراكز 8 خطط عمل لحماية أهم الأصناف المهددة من بينها الفقمة والسلحفاة البحرية وبعض الطيور بالإضافة إلى حماية الأعشاب البحرية وخاصة البوزيدونيا نظرا لأهميتها البيئية والاقتصادية وفق ما كدته عديد الدراسات العلمية.