تظاهر اليوم العشرات من التونسيين الذين ينتمون إلى التيار السلفي أمام السفارة الأميركية للمطالبة بإطلاق سراح الباكستانية عافية صديقي التي حكم عليها بالسجن 86 عاما بتهمة محاولة قتل عسكريين أميركيين. ويذكر ان وقفة اولى كانت قد انتظمت الجمعة الفارط امام وزارة الخارجية بتونس للمطالبة بالافراج عن عافية .. وتجمع نحو 50 شخصا أغلبهم من الملتحين والمنقبات أمام السفارة الأميركية رافعين الرايات السوداء التي ترمز للخلافة الاسلامية، وشعارات مناهضة لأميركا، وأخرى مطالبة بإطلاق سراح الباكستانية عافية صديقي وسط التكبير "الله أكبر...الله أكبر". يذكر ان هي عافية امرأة باكستانية. في العقد الثالث من عمرها درست في الولاياتالمتحدة طب الأعصاب في "معهد ماسشوستس للتكنولوجيا" في مارس عام 2003 سافرت من (راولبندي) حيث مقر عملها إلى (كراتشي) لتزور والدتها وأختها ، وبعد انتهاء الزيارة خرجت من بيت أمها مع أولادها الثلاثة تقلُّها سيارة أجرة لتوصلها إلى المطار ، ولكنها لم تصل ، ولم يعلم عنها أحد شيئاً... غابت أخبار عافية.. وبقيت حكايتها طي الكتمان دون أن يعلم أحد عن مكان احتجازها أو التهمة التي احتجزت بسببها.. حتى أخذت تتسرب الأخبار عن امرأة مجهولة الهوية يشار إليها ب"سيدة باجرام الحزينة السجينة رقم "650 لطمس شخصيتها الحقيقية.. اعتقلت مع الرجال في (سجن بإجرام) الأفغاني - الأمريكي "السيئ الصيت"وعاشت فيه حياة بائسة ، فالحراس يتسلون بتعذيبها أمام بصر وسمع نظرائها من أكثر من خمسمائة شخص تم اختطافهم من بين أهاليهم وبيعهم إلى أمريكا بثمن بخس دولارات معدودة وأحاطت هذه السلطات أخبارهم بالتكتم الشديد. وبعد سنوات قرأت الصحفية البريطانية (إيفون ردلي) (السجينة السابقة لدى طالبان - التي أعلنت إسلامها بحثت عن هوية السجينة المجهولة الواردة بكتاب ألفه احد السجناء و اكتشفت أنها ليست إلا الدكتورة (عافية صدًّيقي) الطبيبة الباكستانية المتخصصة في علم الأعصاب التي اختفت من كراتشي في عام 2003 أعلنت (إيفون ريدلي) خبرها على العالم: ثم بدأت حملة مكثفة للتوعية بقضية عافية صديقي. وعبأت النشطاء للتحرك في هذه القضية التي تمثل قمة الظلم الأمريكي. وأخذت تتابع قضية "عافية صديقي" أعداد كبيرة من النشطاء والحقوقيين وكشف هؤلاء عن تعرض "عافية" خلال وجودها في السجن لأنواع شتى من التعذيب تفوق قدرة أقوى الرجال على تحمله وهي الآن في سجن الولاياتالمتحدةالأمريكية بعد أن فقدت الذاكرة ، نظرا للتعذيب الجسدي الجنسي والنفسي.