أفكار المتحيلين لاتنضب وقد يبتكر هؤلاء شتى الخدع للتحيل على الحرفاء وإبتزازهم مستغلين جهلهم ومشاعرهم الضعيفة' ولعل من أغرب ما جادت به قريحة هؤلاء المتحيلين إعتمادهم على الإرساليات القصيرة حيث فوجئ الكثير من المواطنين وخاصة في نهاية هذا الأسبوع بوصول إرساليات قصيرة قد تبدو للوهلة الأولى على وجه الخطأ لكنها بداية الفخ حيث تقول باللغة العامية " إراحي يا هادي ...راني لقيت جرة مملوءة بالذهب في هنشير عمار ...لا تخبر أحدا" . هذه الرسالة تدفع بمتلقيها إلى حلين: إما إخبار السلطات الأمنية وهو ما فعله البعض لكن تبين لاحقا أن رقم الهاتف الجوال "مسروق" وبالتالي من غير الممكن الوصول إلى الشخص الحقيقي 'أو الإتصال بصاحب الرقم لتنطلق عملية" الإبتزاز" 'وأمام غرابة هذه الإرساليات عمدت السلطات الأمنية في عدة جهات إلى نصب كمين لمرسلي هذه الإرساليات خاصة امام خطورة الموضوع وإتضح أن الأمر يتعلق بمجموعة من المتحيلين يبدو أن البعض منهم لا يزال طليقا ويحاول إصطياد أكبر عدد من الحرفاء حيث يخبرك صاحب الرقم نيته إقتسام "الغنيمة "ويتعين عليك إرسال مبلغ زهيد لا يتعدى 50 دينارا معلوم سفره وقدومه للقائك ومهما كانت الجهة التي تقطن بها يعلمك أنه في مكان غير بعيد عن بلدتك و من هنا يبدأ سيناريو الإبتزاز لتتحول ال 50 إلى 500 دينار ثم إلى مبالغ أرفع ...وفي كل مرة يجد لك "حكاية" وطبعا تختلف السيناريوهات حسب الأشخاص ومدى إستعدادهم للدفع مقابل حصولهم على "الذهب". مصادرنا الأمنية ذكرت أنه تم القبض على عدد هام من هؤلاء المتحيلين بعد أن قامت عناصر أمنية بإيهامهم أنهم "مواطنون" و طبعا سلموهم مبالغ مالية متفرقة قبل أن يتم القبض عليهم' لكن ومع ذلك يبدو أنه لم يتم القبض على جميع عناصر العصابة ولا زال بعضهم إلى غاية اليوم يرسل الإرساليات تباعا إلى المواطنين ' لذلك وجب الحذر وكل من ترده رسالة من هذا القبيل عليه توخي الحذر لكي لا يقع فريسة في فخ هؤلاء المتحيلين .