معاناة شديدة يعيشها الفلاحون ومربو الماشية هذه الأيام في مدينة حاجب العيون نتيجة غلاء أسعار العلف الشيء الذي زاد في مضاعفة تخوفاتهم خاصة نتيجة الإنعكاسات السلبية التي خلفها إنحباس الأمطار خلال الموسم الماضي بالجهة التي يوجد بها ما لا يقل عن 50 ألف رأس من الأغنام اعتادت أن تقتات من المراعي الممتدة بولاية القيروان . يقول الفلاح عمار المنيسي " لقد أصبحت النعجة تأكل أختها ...حيث أنني أبيعها لأشتري بثمنها علفا للأخرى ". و في محاولة لرصد ظاهرة الإحتكار والنقص الحاصل في العلف اتصلنا بالسيد محمود وناس وكيل ديوان الحبوب بحاجب العيون الذي يتعامل مباشرة مع قرابة 700 فلاح بالمنطقة فأفادنا بأنه لا صحة لوجود نقص حاصل في مادة الشعير الذي تتزود به المنطقة تقريبا بصفة يومية حيث تصل إلى مدينة حاجب العيون شاحنات من الديوان الوطني للحبوب تأتي مباشرة من موانئ كل من قابس وصفاقس ، لكنه تحدث في المقابل عن مادة "السداري" التي يقع إقتطاعها مباشرة من الإدارة الجهوية بالقيروان عبر 5 نيابات خاصة في معتمدية حاجب العيون متوزعة على كل من عمادات الهدايا والسرجة ووادي الحجل والغويبة والتي يشهد توزيعها من حين لآخر بعض الإضطرابات نتيجة الإحتكار مشيرا إلى أن حصة حاجب العيون منها شهريا تفوق 1200 قنطار بكلفة 248 دينارا للطن الواحد ملاحظا أنه هنا تكمن ظاهرة الوسطاء والدخلاء المتعاونين مع أصحاب النيابات حيث يعمدون إلى الترفيع في هامش الربح المخول لهم وهو ما يثقل كاهل المربين وصغار الفلاحين الذين تتضاعف معاناتهم مع العلف المركب من خلال بعض نقاط البيع الخاصة حيث يتزود بها التجار من المعامل المختصة مباشرة . وأضاف السيد محمود وناس أن ديوان الحبوب بحاجب العيون يفتقر إلى أكياس خزن الحبوب التي كثيرا ما يطلبها الفلاح ولكن منذ سنتين تقريبا لم يعد بالإمكان الحصول عليها مباشرة من إدارة ديوان الحبوب لذلك وجب تدارك مثل هذا النقص الحاصل في الأكياس وذلك في محاولة لتقريب مختلف الخدمات الضرورية من الفلاح الذي إكتوى بنار العلف وهو اليوم وأكثر من اي وقت مضى ينتظر المزيد من تدخل الدولة لدعم هذا القطاع الذي أجبر بعض الفلاحين على إستغلال مادة "الفيتورة" وبقايا "الزبيرة" (الصريع) كعلف للحيوان في ظل منافسة قوية مع مادة "التبن" الذي بلغ سعره هو الآخر أربعة دنانير ولم يعد بالتالي في متناول الجميع لمحدودية مردوديته على الطاقة الإنتاجية للحيوانات .فهل تتدخل الجهات المسؤولة لمزيد دعم هذا القطاع حتى يتنفس الفلاحون الصعداء وتنقص حدة غلاء أسعار العلف ؟