عقد صباح اليوم الاتحاد التونسي للفلاحة و الصيد البحري ندوة صحفية بنزل "البيت الابيض" بشارع محمد الخامس بالعاصمة للتنديد بتدخل وزير الفلاحة السيد "محمد بن سالم" في الشأن الداخلي للمنظمة الفلاحية و لتدارس وضعية الفلاحين التي وصفوها بالمزرية . و اشرف على هذه الندوة السيد "منجي الشريف" الناطق الرسمي للاتحاد و مجموعة من أعضاء المنظمة كشكيب التريكي و علي السحيري و مصطفى بن جميلة .... و انتقد منجي الشريف ما وصفه بالوصاية الحكومية على اتحاد الفلاحين و التدخل السافر في الشأن الهيكلي للمنظمة الفلاحية جراء موقف السيد "محمد بن سالم" وزير الفلاحة خلال اجتماع بمقر الوزارة و مطالبته بانتخاب رئيس جديد للمنظمة عوضا عن مصطفى لسود الموقوف في السجن لمدة شهرين , من قبل هيئة غير شرعية كما قال عنها الشريف و اعتبر هذا القرار تجاوزا للخطوط الحمراء . و طلب الشريف من الحكومة الحالية التزام الحياد و عدم تبجيل طرف على طرف آخر و دعاها إلى عدم التدخل في الشؤون الداخلية للمنظمة و ان لا تعمل على شل عملها باعتماد سياسة لي الذراع . مساءلة وزير الفلاحة كما دعا الحاضرون رئيس المجلس الوطني التأسيسي و رئيس الحكومة و رئيس الدولة الى مساءلة وزير الفلاحة و اتخاذ موقف حاسم من تصريحاته التي وصفوها بالمقزمة لدور المنظمة الفلاحية و المسيئة لشخصيتها النقابية التي سيستردها الاتحاد كرها أو طوعا و أكدوا أن هياكل الاتحاد ستكون حاضرة بقوة للدفاع عن استقلالية منظمتهم . و من جانبه استغرب الناطق الرسمي باسم الاتحاد تصريحات وزير الفلاحة التي اتهم فيها الاتحاد بعدم المشاركة في الثورة و اضاف ان الاتحاد هو من اعرق المنظمات الوطنية و ان كوادره في سيدي بوزيد و سليانة و القصرين كانت اول من شارك في الثورة كما بين ان الاتحاد كان اول من بارك الثورة و عمل جاهدا على توفير الخضر و السلع الفلاحية للشعب التونسي في أصعب الظروف ورغم الانفلات الأمني الذي رافق الثورة . اعتداءات على مقرات الاتحاد اكد السيد الحبيب الفقيه ، فلاح و عضو مجلس مركزي سابقا ، ان مقرات الاتحاد التونسي للفلاحة تعرضت لاعتداءات متكررة من قبل عدد من المجهولين و الذين لا صلة لهم بالقطاع الفلاحي ففي المنستير اقتحم اشخاص حاملين اسلحة بيضاء مقر الاتحاد و طردوا العاملين فيه و هشموا واجهته كما اتلفوا معدات المكاتب . استخدام الاتحاد للترويج للنهضة خلال الانتخابات و اضاف الفقيه ان وزير الفلاحة بحكم انتمائه لحركة النهضة سعى جاهدا للسيطرة و الهيمنة على المنظمات الكبيرة و الشعبية على غرار اتحاد الفلاحة لخدمة أجندة سياسية و للمساهمة في الترويج لحزبه "حركة النهضة" في الانتخابات القادمة بحكم ان الاتحاد له فروع محلية و جهوية في كل الولايات و تتصل مباشرة بالفلاحين و أبنائهم و أقاربهم للتأثير و كسب أصواتهم في الانتخابات الرئاسية القادمة . و انتقد الفقيه استعمال المنظمة الفلاحية لخدمة غايات سياسية ضيقة من خلال اقحام اشخاص لا ينتمون الى قطاع الفلاحة صلب الاتحاد كما ذكر ان الوزير الجديد لم يقدم اي برنامج عمل للنهوض بالفلاحة والصيد البحري و اكتفى بالتدخل في شؤون الاتحاد الداخلية . مشاكل الاتحاد و سياسة لي الذراع اكد المنجي الشريف ان الحكومة امتنعت عن صرف المنحة الخاصة بالاتحاد باعتبار ان كل المنظمات و الاتحادات تتلقى منحا من الدولة و اضاف ان الحكومة اعتمدت سياسة لي الذراع و اشترطت اقامة علاقة توافقية مع اطراف لا ينتمون الى المجال الفلاحي لصرف المنحة . و اضاف الشريف ان المنظمة الفلاحية تمر بوضعية صعبة نتيجة اقصائها و عدم اخذ رايها في العديد من الامور و القرارات ما سبب اصابة هياكلها بالشلل التام و عجزت عن القيام بمهامها كالعادة وهو ما انجر عنه ارتفاع اسعار الخضر و الانفلات في الاسعار الفلاحية يدل دلالة كبيرة على ان ترشيد الاسعار الذي كانت تقوم به المنظمة غاب نتيجة وضعها المتردي . و كشف الشريف ان موظفي واعوان الاتحاد لم يتقاضوا رواتبهم طيلة ثلاثة اشهر و اكد ان هذه العراقيل و المصاعب التي تواجهها المنظمة لها نفس سياسي كما رفض الوصاية على الاتحاد و ابرز ان الاتحاد مستقل ولا يمثل اي جهة سياسية و انما يقتصر دوره على حماية الفلاحين و خدمتهم في احسن الظروف .