للعين الارتوازية الرومانية بجبل «الشراحيل» بمعتمدية نصر الله بالقيروان قيمة تاريخية أثرية كبرى إذ تسيل مياهها العذبة منذ سنوات طويلة دون أن ينضب عطاؤها أو تجف ينابيعها في أي فصل .. هذه العين التي كانت قلب المدينة النابض وروحها الفياضة التي تضفي عليها حركية باعتبار زوار مقام سيدي علي بن نصر الله الذين يأتون من كل صوب وحدب ويتهافتون على مائها العذب جفت ينابيعها وتوقف سيلانها لتظل مجرد اثر لايمكن نسيانه اذ يتذكره الأهالي وزوار المنطقة وحتى أشجار الزيتون والأشجار المثمرة والمناطق الفلاحية التي سقتها على مدى سنوات طويلة ودون انقطاع ليلا نهارا ستعترف بفضلها لو نطقت ... المتساكنون لا يعتبرون توقف سيلان مياهها أمرا طبيعيا بل يحملونه للأيادي البشرية التي عبثت بمكوناتها على حد تعبيرهم ,فعلى اثر بعض التعديلات التي طالتها على مستوى سواقي العين ومنابعها دون ضوابط أثرية تحترم مسارها ومكوناتها الأثرية وخصوصياتها نقص أداؤها وانخفض مستوى سيلانها يوما بعد يوم لتتحول إلى مكان يرمي فيه تجار السوق الأسبوعية فضلاتهم كما تحولت أحواضها التي كانت ملتقى فتيات المنطقة لغسل الأغطية الصوفية إلى مياه راكدة تملؤها الأوساخ والقذارات. هذه العين التي بات مأسوفا على مصيرها باتت مطلبا ملحا من اهالي المنطقة لإعادة الحياة لها وإيجاد الحلول الكفيلة بتدفق مياهها من جديد خاصة وإعادة نجاعة آبارها إلى ما كانت عليه سابقا خاصة وان المصالح المحلية المعنية بالمنطقة حاولت منذ سنوات حماية آبارها العميقة التي تمثل مصدر المياه بها فقامت بإغلاق فوهة بعضها بينما تركت بئرين مكشوفتين ومعتبرين ان خصوصياتها البيئية والمعمارية كان يجب ان تظل بعيدة عن الاجتهادات غير المدروسة والتي لم تقطع تدفق المياه فقط بل أضرت بالمناطق الفلاحية التي كانت تلك العين مصدر سقيها والمساهم الكبير في إنتاجها.