وجد سكان قرية الريايشية التابعة لمعتمدية نصر الله(القيروان) منذ يوم السبت 26 مارس الجاري أنفسهم بلا ماء للشرب بسبب انقطاعه عنهم ورغم اتصالهم بالجهات المعنية من أجل التدخل لحل المشكلة لكن نداءاتهم لم تلق صدى من قبل المسؤولين مما اضطرهم الى قطع الطريق الرئيسية الرابطة بين سيدي بوزيدوالقيروان بهدف لفت الانتباه. وذكر شهود عيان ان عشرات المواطنين من أبناء منطقة الريايشية (4 كلم عن مركز معتمدية نصر الله) اعتصموا وسط الطريق مما أدى الى عرقلة سير حركة المرور. وذكر شهود عيان ان قوات الجيش والحرس الوطنيين تحولوا الى عين المكان قصد فض الاعتصام بالطرق السلمية والتفاوض مع المواطنين وقد تواصلت المسألة الى ما بعد ظهر أول أمس كما تدخل مجلس حماية الثورة لحل المشكل الى جانب التوصل الى حل بخصوص تعيين المعتمد. وذكر احد المواطنين ان مياه الشرب التي تصل الى سكان المنطقة عن طريق احدى الجمعيات المحلية، انقطعت منذ أيام دون سابق إنذار او إعلام وقد استغرب متساكنو المنطقة هذه العملية في حين تواصل تدفق المياه لفائدة القرى المجاورة التي تشرف نفس الجمعية على تزويدها بماء الشرب، وأكدوا ان حصولهم على مياه الشرب اصبح شبه معدوم مشيرا الى أن بعض السكان يتمكنون من جلب ما يروي عطشهم بشق الانفس من القرى المجاورة ومن بعض الآبار النازحة. ولعل مازاد الحنفيات جفافا وعطل المسألة هو غياب المسؤول المحلي اي المعتمد للتدخل من أجل معالجة المسألة والتنسيق مع الجمعية المائية المشرفة ويذكر ان مصدر التزود بالمياه لا يبعد عن القرية سوى بضع مئات الامتار، وينتظر المواطنون ان تعود اليهم مياه الشرب بسبب تفاقم الأوضاع وتعطل حياة المواطنين. مشكل مياه الشرب يعود الى ساحة العطاشى من جديد في معتمدية نصر الله وتعد مياه الشرب مشكلا مزمنا ومعضلة حقيقية تكاد تكون دائمة في منطقة تضم عيونا وينابيع تمول المناطق المجاورة وفي منطقة جرى فيها الماء منذ القديم على قدر وبقدرات فنية عالية تشهد عليها العين الارتوازية الرومانية التي أذهلت العقلاء وخربها الجهلاء وأفسدوها كما افسدوا القرى بدعوى إصلاحها. ومن غير المقبول ان تتواصل مشاكل نقص وانقطاع مياه الشرب في مرحلة ما بعد الثورة التي يرجى ان يعم خيرها ويروي ضمأ العطاشى!