أوردت صحيفة الفجر الجزائرية في عدد اليوم الثلاثاء أن تونس تنازلت عن رأس بن علي مقابل مصالح إقتصادية مفترضة مع المملكة العربية السعودية، وقد جاء في المقال أنه خلافا لما أكد عليه الرئيس التونسي المؤقت منصف المرزوقي خلال زيارته الأخيرة إلى الجزائر، تجاهل رئيس الوزراء التونسي حمادي الجبالي ملف الرئيس الهارب زين العابدين بن علي الذي فر إلى المملكة عقب اندلاع الثورة التونسية الشعبية ضد نظامه. وأضافت الفجر الجزائرية التي كانت وصفت زيارة المرزوقي إلى الجزائر بزيارة البوس والبرنوس بأن رئيس الوزراء التونسي اختزل زيارته الأخيرة التي قام بها إلى المملكة في المصالح الاقتصادية التي تحتاجها تونس في هذه الفترة الحرجة التي لا يزال يعاني منها الاقتصاد التونسي، وأوضح الجبالي أن تونس ستقوم بتذليل جميع الصعوبات أمام المستثمر السعودي، كما أوضح في تصريحات نشرتها وسائل الإعلام السعودية، أمس، في هذا الصدد "هناك مثل فرنسي يقول العميل ملك"، مستدركا القول: "فما بالك إذا كان مستثمرا سعوديا". وأعطى حمادي الجبالي أعلى مستوى من الضمانات للمستثمرين السعوديين الذين يرغبون في الاستثمار في بلاده، مثنيا على دور المملكة في دعم مسيرة الربيع العربي وتفاؤله بحصول دعم مالي لبلاده من قبل الجانب العربي وخاصة المملكة لدعم الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية التونسية، مؤكدا أن بلاده تحتاج لمساعدات تبلغ قيمتها مليار يورو للعامين القادمين. وفي ملف الرئيس التونسي الهارب، أوضحت زيارة رئيس الوزراء التونسي إلى المملكة أن تونس اليوم تراقب المستقبل بعين المصالح الاقتصادية، وهو ما يستلزم حسب الجبالي طي صفحة بن علي وعدم فتحها او مطالبة السعودية بدعم هذا المسعى رغم أنه لا يزال مطلبا أساسيا ينادي به الشارع التونسي، سيما وأن بن علي وعائلته لا يزالون يحتكمون على ثروة كبيرة من أموال الشعب التونسي. وكانت للمرزوقي مواقف جد متشددة في هذا الشأن خلال زيارته الأخيرة إلى الجزائر والتي قال فيها: ”نطالب المملكة بتسليم بن علي الذي سرق". وامتد دعم رئيس الوزراء التونسي لسياسة المملكة العربية السعودية الخارجية، تحديدا في الشأن السوري، رغم أنه لا يزال يواجه انقساما في المواقف العربية، ووصف الجبالي التغطية الإعلامية للأحداث في سوريا والتي تقوم بها القنوات العربية في مقدمتها "الجزيرة" القطرية و"العربية" السعودية، بانها تغطية تتسم بالموضوعية والحيادية. وقال: ”المشاهد التي نراها عبر وسائل الإعلام المختلفة لا يمكن أن نصدق بأنها تكون منحازة إلى الشعب السوري بل هي تقارير صحفية محايدة تماما”، مضيفا أنه لا يمكن الوقوف والتفرج على ما يحدث في سوريا.