أشرفت السيدة سهام بادي ، وزيرة شؤون المرأة والأسرة ، اليوم الجمعة بمقر الوزارة ، على إجتماع مع قرابة 30 من رؤساء جمعيات رعاية المسنين وممثلين عن جمعيات ناشطة في المجال من كافة ولايات الجمهورية وكان اللقاء فرصة للإستماع إلى مشاغل هذه الجمعيات وإنتظاراتها ولبحث سبل تدعيم الشراكة مع الوزارة حتى تقوم بدورها في مجال الإحاطة والعناية بكبار السن . وأكدت الوزيرة بالمناسبة على أهمية دور مكونات المجتمع المدني في معاضدة الجهود الوطنية بإعتبارها جسور وقنوات تواصل بين السلطة التنفيذية والمواطن بحكم عملها الميداني الذي يضمن الإتصال المباشر مع أفراد المجتمع . وأوضحت أن الوزارة مستعدة للمساهمة وفقا للإمكانيات المتاحة في دعم جهود الجمعيات الناشطة في مجال المسنين ، مؤكدة حرصها على تفعيل وتطوير العلاقة بين الوزارة والمنظمات والجمعيات في هذه المرحلة الدقيقة التي تعيشها البلاد من خلال العمل على تجاوز العقبات الراهنة والإصغاء لمشاغل مختلف مكونات المجتمع المدني من أجل تسهيل عملهم للقيام بواجبهم الإنساني في أفضل الظروف . ومن جهتهم استعرض الحاضرون مشاغلهم والعوائق الماثلة أمامهم لا سيما في مجال إفتقاد جمعياتهم لمقرات أو نقص على المستوى اللوجيستي مؤكدين على أهمية تعزيز العمل ضمن الشبكات الناشطة في مجال المسنين بالإضافة إلى توفير الدعم المادي واللوجيستي الذي يمكنهم من القرب أكثر فأكثر من فئة كبار السن خاصة في المناطق الداخلية والنائية . كما عبروا عن إستعدادهم لمواصلة العمل في كنف التشاور والتكامل مع الوزارة ، مؤكدين أن العناية بفئة كبار السن هي مسؤولية مشتركة بين جميع الأطراف وتقتضي مزيد تحسيس أهل الخير بالجانب الإنساني الذي تكتسيه مهمتهم حتى يساهموا ولو بقسط بسيط في العناية بالمسنين خاصة الفاقدين للسند . وتجدر الإشارة إلى أن الهيكلة العمرية في تونس تشهد تزايدا مستمرا في حجم فئة كبار السن البالغين 60 سنة فما فوق ، كما سيتواصل تشيخ الهرم السكاني بالبلاد حيث تشير التوقعات السكانية إلى أن عدد المسنين سيرتفع من نسبة 10.9% سنة 2014 إلى حدود نسبة 12.4 % ليصل في حدود سنة 2029 إلى أكثر 16.8 % من مجموع السكان . وتتجه سياسة الوزارة في هذا المجال إلى تمكين المسن من المكوث في وسطه الطبيعي أيا كانت الظروف التي تلم به في شيخوخته ، إلا من كان فاقدا للسند العائلي ، عبر معاضدة مجهود الأسر في التكفل بمسنيها ، وذلك بتمكين المسنين المعوزين المقيمين داخل أسرهم من مساعدات مالية قارة لتلبية إحتياجاتهم الأساسية . ومن هذا المنطلق ستواصل الوزارة تعزيز الفرق المتنقلة متعددة الإختصاصات التي تقدم خدمات صحية وإجتماعية ومساعدات عينية للمسنين في بيوتهم ، تؤمنها إطارات طبية وشبه طبية وأعوان إجتماعيون وأعوان إحاطة حياتية يتنقلون بصفة دورية إلى مقر إقامة المسنين .