أثار تصريح رئيس المجلس الوطني الانتقالي مصطفى عبد الجليل مساء السبت من أن "الشعب الليبي لن يغفر أبدا لمن يحجمون عن تسليمه المجرمين" من نظام العقيد الليبي الراحل معمر القذافي, خشية التونسيين وخاصة من العاملين وذوي المصالح بها باعتبار أن تونس معنية بقرار عدم تسليم البغدادي المحمودي للسلطات الليبية بعد اعتراض منظمات حقوقية على ذلك . كما أبدى البعض مخاوفه من تأثير أي قرار قد ينتج عن المجلس الانتقالي الليبي خاصة بعد تأكيد عبد الجليل على إعادة النظر في العلاقات الدبلوماسية بين طرابلس وجيرانها ممن يستقبلون وجوه نظام العقيد الليبي مشددا على ذلك بقوله "علاقاتنا المستقبلية ستستند الى مستوى تعاون هذه الدول حول هذه القضية" وهو تصريح مضمّن بالتهديد بضرب مصالح بعض الدول ومنها تونس على اعتبار أن ليبيا فتحت أبوابها للتونسيين وأعربت في الفترة المنقضية عن اعتزامها انتداب ما يزيد عن 140 ألف تونسي للعمل . هذا فضلا عمّا قد ينتج عنه من تهديد لسلامة التونسيين الموجودين هناك خلال هذه الفترة خاصة أن الثوار الليبيين سبق لهم أن هددوا بتنفيذ عمليات اختطاف ضدّ تونسيين في صورة عدم تسليم الوزير الأول في حكومة القذافي "البغدادي المحمودي" للمحاكمة في ليبيا قصد مقايضتهم. وكانت السلطات الليبية قد رفعت مذكرات اعتقال إلى الشرطة الدولية "الأنتربول" تطالبها بضرورة التواصل مع الجزائروتونس والنيجر لتسليم أفراد عائلة العقيد الليبي معمر القذافي والبغدادي المحمودي. ورفضت الجزائر والنيجر رسميا تسليم المطلوبين لديها إلى ليبيا، كما عرقل القضاء التونسي والمنظمات الحقوقية تسليم البغدادي المحمودي للسلطات الليبية وحصلت عائلته على حق اللجوء السياسي في جمهورية إفريقيا الوسطى .