إثر الاعتداءات المتكرّرة التي استهدفت منذ مدة الصحافيين وخاصة ما تعرّضوا له يوم السبت الفارط خلال مسيرة دعا إليها اتحاد الشغل عقد الصحافيون أمس بمقرّ نقابتهم بالعاصمة تجمعا لتدارس وضعهم وتحديد «خارطة طريق» للردّ على ممارسات التضييق على عملهم. جل الحاضرين في الاجتماع اكدوا أن ما تعرضوا له وما يتعرضون اليه يدخل في نطاق حملة ممنهجة لتشويه الإعلام وتركيعه ومنعه من القيام بعمله في إطار الحرية. فسيدة شلبية (رئيسة جمعية الصحفيين الشبان) قالت: إن ما يحصل اليوم هو هجمة واضحة لتركيع الاعلاميين لكن هذه المحاولات فاشلة ولن تثنينا عن مواصلة عملنا بحيادية وموضوعية قد لا تعجب البعض لكنّنا سنواصل ارضاء لضمائرنا ولشعبنا. وهذا التمشي عبر عنه ايضا وليد الماجري (صحفي ب«الصريح») حيث اكد ان هذا الاجتماع هو غيض من فيض للردّ على محاولات تركيع الاعلام فنحن اليوم يقول وليد: «تحررنا ومحاولة ارجاعنا لبيت الطاعة فاشلة ولن ينجحوا في مخططاتهم مهما مارسوا من عنف". فيما ذهب السيد يوسف الوسلاتي(رئيس نقابة الصحف الحزبية والمستقلة) الى ابعد من ذلك واتهم السلطة بأنها وراء ما يحدث للصحفيين من خلال تصريحات مسؤوليها واتهام الاعلام بأنه مازال «بنفسجيا» اضافة الى تجييش شباب المواقع الاجتماعية ضد الاعلاميين. واكد جمع من الصحفيين الذين تم الاعتداء عليهم من قبل الشرطة ان كل تصريحات وبيانات الداخلية مغلوطة. فقد قال ايمن الرزقي(المكلف بالحريات في نقابة الصحفيين) ان الداخلية افترت في ما قالته مضيفا أن الاعتداء على الصحفيين جاء بعد تفريق المتظاهرين وملاحظا أن من يدعي ان الاعلاميين غير واضحين وسط الجماهير فهو كاذب مؤكدا: «لقد ادليت بهويتي الصحفية لكن ماراعني الا ووابل من السب والشتم وكلام يندى له الجبين ينهال عليّ إضافة الى تلك العصا الغليظة التي تم ضربي بها». ويضيف أيمن انه استغرب وجود افراد غير أمنيين ينسقون مع البوليس لضرب الصحفيين كما أكد أيمن أن بيانات الداخلية الكاذبة لن تصلح الضرر الذي تعرضت له الزميلات من كلام ناب لا يحط من قيمة الزميلات بل من قيمة كل النساء التونسيات اللاتي خرجن وأخرجن أولادهن للمطالبة بالحرية اليوم يتعرّضن لأبشع النعوت من قبل فئة ضالة من البوليس الذي مازال لم يتأقلم مع مناخ الحرية. أمّا زهير الزويدي الذي تعرض للاعتداء من قبل البوليس رغم ارتدائه لصدرية تدل على انه صحفي فقال إنه كان بعد تفريق المتظاهرين بالقوة يصور الاعتداءات الوحشية على المواطنين والصحفيين فما راعه الا ومجموعة من البوليس مرفوقة ببعض الملتحين وبعض الاعوان بالزي المدني ينهالون عليه ضربا ويقذفونه بأبشع النعوت. كما تحدثت السيدة فاطمة الكراي عن العنف اللفظي الذي تعرضت له الصحفيات مشيرة إلى أنه كلام غير معقول وغير مقبول من أناس يجرّمون كل من يجاهر بالفاحشة في الشارع ويمارسون نفس الأفعال في حق الصحفيين والمواطنين. التدرج نحو الإضراب العام في قطاع الإعلام أكدت نقابة الصحفيين انها سترفع قضية في الاعتداءات الحاصلة على الصحفيين يوم السبت وطالبت كل الاعلاميين بأن يخبروا عن كل تجاوز يحصل لهم وتقديم قضايا في الغرض كي لا يفلت المذنبون من العقاب. وأكد جميع من حضر الاجتماع انه لا مجال للتراجع او التنازل عن الحرية ولذلك اقترح العديد من الصحفيين اضرابا عاما في كامل المؤسسات الاعلامية وتشريك كل مكونات المجتمع المدني في الدفاع عن الحقوق والحريات وخاصة حرية الصحافة التي لا يستفيد منها الصحفي بقدر ما يستفيد منها المجتمع ككل فلا ديمقراطية بلا صحافة حرّة.