متابعة لحادث المرور القاتل الذي هز عمادة عبيدة الشرقية التابعة لمعتمدية الشبيكة من ولاية القيروان فجر يوم الجمعة الفارط والتي نشرت «التونسية» البعض من تفاصيله الأولية ووعدت بمتابعته. تحولنا إلى منزل الضحية أين حصلنا على تصريحات من والد الضحية وشقيقه الى جانب عينة من شهود عيان حضروا كل وقائع الحادث حيث ذكر لنا شاهدا العيان مهدي الدرعي ومنير محمدي أنه: «ليلة الواقعة وتقريبا ما بين الساعة الحادية عشرة ليلا ومنتصف الليل كنا في طريق العودة إلى منازلنا بعد ان استوفينا السهر في المقهى فشاهدنا سيارة «ايسيزي» وبجانبها الدراجة النارية, كما سمعنا نقاشا وحديثا يدور بين (الهالك) جلال وشخصين آخرين كانا يركبان على متن السيارة وهما في حالة سكر, وبعد ذلك ذهب كل واحد في حال سبيله بعد ان تبادلوا التحية». ويواصل مهدي ومنير سرد وقائع اللحظات الحاسمة والخطيرة والنهائية في حياة « جلال», فقالا: «كنا مع المرحوم جلال بالقرب من الباب الرئيسي لمنزله نتبادل آخر أحاديثنا قبل الفراق وفجأة مرت من أمامنا هذه السيارة التي وكأننا بها بقيت تتربص بالهالك وكانت تسير بسرعة جنونية لتخطف جلال بقوة, حيث ارتطم رأسه بحجرة كبيرة الحجم ثم لاذت السيارة بالفرار, فتم إعلام عائلته التي أسرعت به إلى مستشفى معتمدية الشبيكة ومنه إلى مستشفى القيروان لكنه توفي في الطريق». ماذا قال الأب؟ أما العائلة فقد بقيت تتجرع كأس الألم والحسرة على رحيل ابنها. الأب (خميس الحميدي) تحدث إلينا بكلمات متقطعة يمزجها البكاء وذهنه شارد فقال :» لقد غدروا بابني وأريد القصاص.. أريد العدل وإظهار حق ابني فقط ولا أريد تأمينا أو أموالا مثلما اقترحوا عليّ ذلك.. من قتل ابني ولماذا؟ وبحول الله لن يذهب دم ابني جلال هدرا..ثورتنا قامت على أساس العدل وضد الظلم». ثم سكت لبضع اللحظات قبل ان يواصل قائلا : « تخيل لي ان هناك من يريد الالتفاف ولملمة حق ابني عبر بعض المجرمين الآخرين من أزلام النظام البائد, لكن ليكن في علمهم ان عدالة الثورة ستطالهم بإذن الله». هنا توقف الأب عن الحديث ليدخل في صراع مع البكاء ويترك مكانه لابنه الثاني «صالح» الذي واصل الكلام متوعدا برد قوي من قبل عرشه تجاه من قتل شقيقه مطالبا في نفس الوقت بالحقيقة ولا شيء غيرها. وختم صالح حديثه حول القضية بأنه أحس ان هناك شيئا ما يحاك ضد قضية موت شقيقه, وهناك من يريد توجيهها واستشهد بأربعة شهود عيان امضوا له على وثائق كتابية تروي تفاصيل الجريمة وتدين المعتدي حسب قوله بما ان جميع الأطراف ( الهالك والجاني ) من نفس العمادة والمنطقة تقريبا وهي «الحميدات» التابعة لعمادة عبيدة الشرقية ( 25 كلم عن القيروان ) من معتمدية الشبيكة, بينما تم الزج بطرف آخر لا دخل له في القضية أصلا.