شهدت ولاية سليانة في المدة الأخيرة نزول كميات هائلة من الأمطار والثلوج استبشر بها الفلاحون الذين باتوا مطمئنين على الموسم الفلاحي بعد أن أرّقتهم السنوات العجاف بجفافها وشحّ أمطارها غير أن هذه البشائر بدأت تتبدد مع ظهور شبح الانزلاقات الأرضية. فبعد انقطاع الطريق الوطنية الجديدة عدد 4 الرابطة بين تونسوسليانة في مستوى منطقة «يهبو» منذ الأسبوع الماضي بسبب الانزلاقات تم فتح الطريق القديمة لتسهيل حركة المرور وإعادة الحياة إلى طبيعتها إلا أنها لم تصمد طويلا وشهدت بداية من الليلة الفاصلة بين السبت والأحد انزلاقات كبيرة تسببت في قطع الطريق نهائيا في النقطة الكيلومترية 58، وحدوث ارتجاجات في الأراضي الزراعية المحاذية للطريق إلى جانب انحناء الأعمدة الكهربائية. «التونسية» تحولت صباح أمس إلى منطقة «يهبو» لمعاينة حجم الأضرار التي شهدتها المنطقة حيث أفادنا السيد فرج القاسمي أن العائلات القاطنة قريبا من الطريق عاشت حالة من الهلع بداية من الليلة قبل الماضية خصوصا مع توسع دائرة الانزلاقات التي أحاطت بهم من الجانبين، وأمام تصدع بعض الأعمدة الكهربائية. وأشاروا إلى أن ما يحدث هو عبارة عن رجة أرضية وهم متوجسون من إمكانية تأزم الأوضاع.أما السيد خالد منصور سائق «سيارة تاكسي» فأكد أن نقل المسافرين من معتمدية برقو إلى مركز الولاية أصبح يمثل مشقة كبيرة بالنسبة لأصحاب السيارات وكذلك المواطنين الذين يضطرون إلى قطع مسافة على الأقدام في الوحل والأمطار للوصول إلى الضفة الثانية حيث تقبع سيارات أخرى عزلتها الهوات والفتحات العميقة التي حدثت بالطريق. من جهته أكد المدير الجهوي للتجهيز السيد عماد البكوش ل «التونسية» أن الطريق الوطنية عدد 4 في مستوى الكلم 104 الرابطة بين مكثر والروحية انقطعت بسبب الانزلاقات ولا يمكن استعمالها. أما بالنسبة لما حدث في منطقة «يهبو» فقال إن الوضع خطير وأنه بالرغم من محاولة أعوان التجهيز القيام ببعض الإصلاحات الاستعجالية لإعادة الحياة إلى طبيعتها وفك عزلة المسافرين وأصحاب السيارات فان حجم الأضرار وامتدادها ونقص التجهيزات وبساطتها حال دون ذلك. وأمام تواصل الانزلاقات الأرضية وإمكانية توسعها أفادنا السيد عماد البكوش أنه حفاظا على سلامة مستعملي الطريق، وبعد التنسيق مع الوزارة تم غلق الطريق بصفة نهائية، وأنه من المنتظر أن يتحول اليوم فريق من الفنيين والمختصين إلى جهة سليانة لمعاينة الأوضاع والنظر في إمكانية اتخاذ إجراءات فورية وإعادة فتح الطريق وتحديد جدول الأشغال المستقبلية. وتجدر الإشارة إلى أن الطريق الوطنية عدد 4 الرابطة بين تونسوسليانة تشهد عديد التصدعات بداية من حدود الولاية في مستوى منطقة سيدي عمارة وصولا إلى المدينة بالرغم من أن الأشغال لم يمض عليها وقت طويل وهو ما دعا بالبعض إلى التساؤل عما سيختفي نصف الطريق إذا تواصلت الانزلاقات.