تطالعك إعلانات كراء المنازل بمختلف أحياء تونس الكبرى وبعض المدن وحين تلتقي أصحابها تفاجئك نوعية الأسئلة عن جنسيتك ومدى استجابتك للأسعار الخيالية التي يملونها حينها تكتشف انك لست الزبون المناسب لهم وان هدفك المتمثل في البحث عن مقر للسكنى يختلف عن أهدافهم التي باتت مكشوفة... ففي الوقت الذي يخصص فيه البعض منازل للكراء ويصرون على اختيار "كاري " يحافظ على المسكن ويراعي سمعة المكان وحرمته ، وفر البعض شققا مؤثثة ومنازل مجهزة معدة للكراء لزبائن من جنسيات عربية يدفعون أموالا كثيرة مقابل كراء ليلة او أسبوع أومدة ليست بالطويلة مغمضين أعينهم عن تصرفات بعض "الكراية" التي باتت تزعج الجيران خاصة بالعمارات .. شقق باتت تعرف لدى الكثيرين بشقق الدعارة والفساد حيث يجلب إليها "الكراية" واغلبهم من دول عربية مجاورة عبر وسطاء تونسيين يكونون أحيانا أصحاب تلك الشقق والمنازل حيث يجلبون فتيات يوفرن خدمات للباحثين عن المتعة تكون غالبا بمقابل ومحور صفقات تطبخ وتنفذ كما تنتظم فيها حلقات القمار وجلسات استهلاك المخدرات والمشروبات الكحولية وغيرها من الأنشطة التي تمارس في سرية تماما وبعيدا عن أعين الأمن. بعض الأحياء بتونس الكبرى على غرار الأحياء الراقية بالنصر والمنازه وحتى بعض الأحياء الشعبية باتت معروفة بتلك النوعية من الشقق التي ارتفع معلوم كرائها بشكل خيالي يثير الريبة ويفوق معلوم الإقامة بنزل من فئة الخمس نجوم . الأمن كشف في السنوات الأخيرة عديد الشقق المعروفة بتقديم الخدمات المشبوهة ولعل آخرها قبض الإدارة الفرعية للوقاية الاجتماعية التابعة لإدارة الشرطة العدلية بتونس العاصمة على 30 فتاة تونسية و 18 ليبيا وأطراف من 5 جنسيات مختلفة بينهم جزائريون وكويتيون ومالي بتهمة ممارسة الرذيلة والبغاء السري وذلك في منطقة حي النصر,حيث اعترفت الفتيات أن الليبيين يقدمون 300 دولار للفتاة مقابل ممارسة الرذيلة وهو اعتراف قد يفسر اسباب تفشي الظاهرة وحجم خطورتها . الحديث بات في الإطار أيضا عن انتعاش هذا النشاط في ظل الانفلات الأمني ببلادنا بعد الثورة وإبان الثورة الليبية وخاصة مع التجاء الآلاف من الليبيين إلى بلادنا للسكن طوال أشهر انتفاضتهم وبات الحديث عن جزائريات حللن بتونس حيث تحدثت عديد الصحف عن ظاهرة تحولهن للإقامة على مدار السنة بالحمامات وسوسة والمنستير، وبعض المدن ليقمن باصطياد زبائنهن ويشاركنهم السكن في منازل معدة للغرض ...كما كشفت بعضهن للإعلام الجزائري في تحقيقات أجريت للغرض عن عملهن مع سماسرة اختاروا الخدمات المشبوهة مصدرا لكسب رزقهم . هذه الظاهرة وما تشكله من خطر على مجتمعنا التونسي تضرر منها عدد من متساكني العمارات الذين غالبا ما يستنجدون باعوان الامن نظرا للازعاج الكبير التي تسببه بإحداث الضجيج والتفوه بالكلام البذيء والعربدة التي تتواصل حتى مطلع الفجر دون احترام لقواعد الجيرة كما تشكل مصدر خلاف بين الجيران خاصة امام تجاهل اصحاب الشقق للتصرفات التي ياتي عليها "الكراية " فتعميهم مبالغ المال التي يقبضونها عن حقيقة ما يقدمون عليه في حق أنفسهم وجيرانهم متسببين في تشويه سمعة أحيائهم ومساهمين في ارتفاع معلوم الكراء الذي اصبح في السنوات الأخيرة خياليا ما أثر على التونسي الباحث عن مأوى للسكن والعمل .