يمكن اعتبار الجولة 11 لبطولة الرابطة المحترفة الأولى خاصة جدا لا على مستوى مردود الحكام الذين أداروا مختلف المقابلات بل على مستوى بعض الأحداث والقرارات التي أعطت ميزة خاصة لهذه الجولة وفي مقدمتها إصابة الحكم لطفي الشريف خلال قيامه بالحركات الإحمائية وتعويضه بالحكم الرابع سليم القيزاني وكذلك ضربة الجزاء التي أعلن عنها محمد بن حسانة في قمة الجولة بين الإفريقي والنجم والتي خلناها حكرا على الحكام الأوروبيين لغض حكامنا النظر في كل اللقاءات عن تصفير مثل هذه الهفوات. القيزاني قام بواجبه نبدأ بالحادثة التي نادرا ما تحصل في ملاعبنا ونتمنى حقيقة ألا تتكرر لأن صحة كل الأطراف المعنية بالمقابلات تهمنا كثيرا والمتمثلة في الإصابة العضلية التي تعرض لها الحكم لطفي الشريف خلال الحركات الاحمائية ومنعته من إدارة لقاء القوافل والنادي الصفاقسي وبالتالي ترك مهمة قيادتها للحكم الرابع سليم القيزاني الذي قام بواجبه على الرغم من بعض الإحتجاجات والتذمرات خصوصا من النادي الصفاقسي ، كما تسلح بشجاعة غابت مرارا وتكرارا عن الحكام أصحاب الخبرة وأعاد تنفيذ ضربة الجزاء للقوافل على خلفية دخول أحد لاعبي هذا الفريق في المنطقة المحرمة قبل عملية التسديد وهي لقطة أكدها لنا شهود عيان في الملعب ولم تصورها كاميرا القناة الوطنية لاكتفائها بالتركيز على جانب واحد من منطقة الجزاء والحال أن الإمكانية كانت واردة بحكم بعد هذه المنطقة على وسط الميدان وهو مكان التصوير . درس من حكم القمة حكم قمة الجولة بين الإفريقي والنجم كان موفقا في إدارة هذا اللقاء.. جل القرارات صائبة بما فيها الإدارية... الحضور البدني ممتاز ما أهله بأن يكون دائما في مكان العملية ... صرامة عند الحاجة ولين وابتسامة تطمئن اللاعبين عند الحاجة كذلك... أعلن عن ضربة جزاء صحيحة لم نألف مع الأسف الشديد أن نرى حكامنا يقرونها في عدة مقابلات رغم تكرر مثل هذه الهفوات لا في كل مباراة فقط بل في كل كرة ثابتة في لقاء واحد حتى خلناها حكرا على الحكام الأوروبيين.. بمثل هذا القرار فتح بن حسانة الطريق أمام زملائه لمعاقبة مثل هذه الهفوات مستقبلا والإعلان عن ضربات جزاء بهذه الكيفية وأعطى بحق درسا في التحكيم المثالي وكيفية إدارة قمة في البطولة.. رفض النقاش والإحتجاجات المجانية والتلفظ بالعبارات المشينة واتخذ قرارات صائبة في كل هذه الحالات مؤكدا مرة أخرى أنه من خيرة حكامنا وأن مشوارا مشرقا وناجحا ينتظره على المستوى القاري ولم لا العالمي كذلك بما أن الأناقة التي تمثل إحدى الشروط التي يجب أن تتوفر في الحكام على الصعيد الدولي موجودة لدى بن حسانة. بولخواص وحروش وسعد الله والرحموني: مباريات عادية أربعة حكام قاموا بمباريات عادية دون أخطاء تذكر أو تأثير على نتائج المقابلات وهم عصام الرحموني في لقاء النجم الخلادي والإتحاد المنستيري وياسين حروش في مواجهة حمام سوسة ومستقبل قابس وسليم بولخواص في مباراة رادس بين الهمهاما والترجي الرياضي وكذلك يسري سعد الله في لقاء الشبيبة والبقلاوة وهو ثاني حكم دولي يعين في هذه الجولة من الرابطة الأولى بعد بن حسانة.. بن غزيل في حاجة إلى التأكيد حكم لقاء البنزرتي والترجي الجرجيسي غازي بن غزيل الذي تحول هذه السنة للمرة الثانية إلى عاصمة الجلاء لإدارة مباراة للأسود والأصفر بعد مقابلة حمام الأنف لم يقم في الحقيقة بهفوات أثرت على النتيجة لكنه في حاجة كبيرة إلى تأكيد جدارته بإدارة لقاءات الرابطة الأولى بما أنه أصبح يعين لها أكثر من ذي قبل وهي فرصة للقضاء على بعض السلبيات والنقائص سواء البدنية منها ليكون في مكان العملية ويتخذ القرار المناسب أو التقييمية المتمثلة في اتخاذ القرار الإداري اللازم في بعض العمليات. متى كان مستوى الحكم الرابع في قيمة الأول ؟ حادثة ملعب قفصة في نهاية الأسبوع المنقضي والمتمثلة في إصابة الحكم لطفي الشريف وتعويضه بالحكم الرابع سليم القيزاني فتحت موضوعا هاما للغاية كنا لا نعيره أي اهتمام وهو موضوع الحكم الرابع الذي نعتبره مع الأسف الشديد «عجلة خامسة» بل إننا لا نسأل بتاتا عن اسم الحكم الرابع في التعيينات.. كما تعودنا في تعيينات الحكام في بطولتنا على شيء ما وهو خاطئ وخطير في الآن نفسه وهو أن يكون الحكم الرابع في مستوى بعيد عن الحكم الأول رغم أن طبيعة المقابلات تستوجب أن يكون المستوى متقاربا لتفادي أي مفاجأة يمكن أن تعرقل السير الطبيعي للقاء.. خبير الموفيولا يونس السلمي طرح الموضوع والإشكال لكن يا سي يونس متى كان الحكام الرابعون في مستوى الحكام الرئيسيين في مقابلاتنا؟.. هذا لم يحصل قط لأننا مع الأسف لا نعير اهتماما كافيا للحكم الرابع من جهة ولأن رقعة حكام النخبة في بلادنا صغيرة جدا ولا تسمح بتعيين حكم رابع في قيمة ومستوى الحكم الأول ليفرض موضوع التكوين نفسه من جديد في هذا الميدان.