انتظمت صباح أمس بقاعة الاجتماعات بمقر وزارة الشؤون الدينية مائدة مستديرة بعنوان «نحو خطة إستراتيجية لتسيير بيوت الله: التأصيل والتفعيل» لمعاينة التطورات التي جدت في المساجد. وترأس المائدة السيد حسن المناعي بمشاركة ثلة من المفكرين والجامعيين والمحامين, وكان من المقرر أن يفتتح وزير الشؤون الدينية «نور الدين الخادمي» أشغال المائدة المستديرة لكنه تغيب لاسباب مهنية. وأكد الحاضرون أن وظيفة المساجد لا تقتصر على التعبد فقط وإنما تتجاوز ذلك إذ هي مكان للتثقيف ونشر العلوم لتأهيل العنصر البشري إضافة الى الدور الروحي والإيماني والتربوي. وأضافوا أن المائدة المستديرة ستكون موعدا شهريا يلتقي فيها المثقفون والمختصون والجامعيون لتبادل الآراء والافكار حول موضوع معين يخص المساجد دون الاقتصار على موظفي الوزارة باعتبار أن المساجد موضوع يهم جميع التونسيون. «من يستخدم المساجد في الترويج لحملته الانتخابية سيفشل» وفي اتصال هاتفي أجرته معه «التونسية» على هامش المائدة المستديرة، أعرب وزير الشؤون الدينية السيد نور الدين الخادمي عن رفضه القاطع فكرة توظيف المساجد سياسيا لا من طرف حزب حركة «النهضة» أو من أي حزب آخر, وأكد ان كل من يستعمل بيوت الله في الترويج للحملات الانتخابية أو الأنشطة السياسية الأخرى سيفشل معللا ذلك بأن المصلين يريدون الاستماع الى خطاب إسلامي وديني تعليمي يخاطب القلب والعقل ولا يحبذون الانصات الى خطاب سياسي يدعو الى انتصار شخص على آخر لأن المساجد أمكنة للتعبد وليس لممارسة السياسة وقال: «إن المساجد لم ولن تكون أداة للترويج للحملات الانتخابية». وأضاف الوزير ل «التونسية» ان الحملات الانتخابية لها مواقعها ومؤسساتها ودعا الى عدم اقحام المساجد في المسائل السياسية مضيفا ان خطاب الامام يجب ان يجمع لا أن يفرق. مشاكل وقتية وكشف السيد نور الدين الخادمي أن المساجد شهدت موجة من الاضطرابات المتقطعة والتي امتد بعضها الى أسبوعين أو أكثر بسبب إنزال بعض الأيمة من المنابر وتكليف أيمة آخرين وهو الأمر الذي خلق جوا مشحونا وصل الى حد رفع الاصوات والتجادل بين أنصار الأيمة. وقلل الوزير في ذات الوقت من شأن هذه الاضطرابات التي بدأت تهدأ وأكد ان الوضع مستقر ومنتظم حيث أصبحت المساجد تؤدي وظيفتها الدينية على أكمل وجه، كما رفض الوزير التصرف في ممتلكات المساجد باعتباره ملكا للدولة ولا يجوز التصرف فيها إلا بإذن قانوني وإجرائي «حتى لا ندخل في متاهات ونقاشات نحن في غنى عنها». واعتذر السيد «نور الدين الخادمي» عن عدم مشاركته في المائدة المستديرة وقال انها ثمرة افكار وحوارات النخب والكوادر العلمية في هذا الميدان وأضاف أن من أهداف المائدة إرساء خطة وطنية لتسيير المساجد لتجنب خطر الانقسام والفرقة بين التونسيين.