في ندوة هي الثانية خلال تظاهرة معرض صفاقس لكتاب الطفل لهذا العام اختارت جمعية معرض صفاقس لكتاب الطفل أن يكون المحور هذه المرة "الحقوق الثقافية للطفل : الطفل متلقيا الطفل مبدعا بعد الندوة الأولى التي كان محورها صورة المرأة في المنتوج الثقافي الموجه للطفل و يأتي هذا الاهتمام بالطفل كنتيجة لرؤية بعيدة المدى لما يحيط به من أحداث خارجية يصعب عليه في غالب الأحيان استيعابها و فهم دلالاتها مثل التغيرات الحاصلة اثر أحداث 17 ديسمبر التي واجهها الطفل بالخوف و الحيرة و السؤال دون مجيب هذا اضافة الى بعض الأحداث التي استحوذت على الاهتمام و التي لم يكن الطفل طرفا فيها لكنها وصلته بشكل أو بآخر كعرض فيلم " بيرسي بوليس " و كذلك مسألة الانفلات السلوكي و الأخلاقي في المدرسة أو في الشارع و ما تشهده المؤسسات التربوية اليوم من مظاهر للعنف و من اعتداءات على الإطارات التربوية وتم التطرق من خلال المداخلات التي قدمتها كل من الحقوقية نعمة النصيري و مندوبة حماية الطفولة بصفاقس جيهان الهرابي الى أنه لابد من ايجاد رؤية و تصور لحقوق الطفل من خلال تنزيلها في الدستور التونسي الجديد لاسيما أن دولا كالعراق و سوريا و غيرها قد وضعت أبوابا خاصة بالطفل في دساتيرها و بالتالي منح الطفل المكانة التي يستحق داخل المجتمع بتجريم من يعتدي على حقوقه النفسية و الجسدية اضافة الى تأمين حقه في التعليم دون تمييز مع تحميل المسؤولية للأولياء في توفير كل الضروريات لتأمين مناخ سليم يتوفر على وسائل الراحة و اللعب و الترفيه وحرية التعبير مع ضمان حقه في الحماية المدنية . كما تطرقت مندوبة حماية الطفولة الى دور المندوب الجهوي في حماية الطفل بشكل نظري لم يرق الى تطلعات الحاضرين الذين كانوا يمنون النفس بالحصول على معطيات و أرقام دقيقة عمّا قام به مندوب الثقافة على أرض الواقع لا على ما يمليه الجانب المهني و على ما يجب عليه القيام به و قد بررت مندوبة حماية الطفولة أنه من المستحيل أن يكون الاداري على علم بكل التجاوزات التي تقع ما لم يقع اخطاره بها و هذا قدره المتدخلون بأنه نقيصة لغياب لجان الانصات و المتابعة و التقصي داخل هذا الهيكل الهام و اعتبر هؤلاء أن الخطر الحقيقي الذي يحيط بالطفل هو في الواقع انتشار المحاضن الخاصة البعيدة تماما عن الحد الأدنى البيداغوجي بتحولها الى سجون صغيرة يخرج منها الاطفال كالقنابل الموقوتة الى المدارس في محاولة منهم لتعويض النقص في الحركة و اللعب الضروريين لنمو ذهني و بدني سليمين للطفل وقد خلصت هذه الجلسة الى أن مسألة الحديث عن الطفل المبدع لابد أن تمر حتما بتوفير الأرضية المناسبة للطفل المتلقي من خلال دراسة محيطه بما هو عائلي و مدرسي و التركيز على احكام التواصل معه من خلال حسن الاصغاء اليه و حسن توجيهه ليكون مبدعا لأن الحديث عن الحق الثقافي هو حديث عن جانب كمالي اذا تم تجاهل الحق في الحد الأدنى للعيش و الحق في التعليم و الحق في الصحة و جميع الحقوق الأساسية الأخرى .