إكرام الميت دفنه.. لست أدري لماذا حضرتني هذه المقولة وأنا أتابع مشهدا سرياليا اسمه القمة العربية.. بل هو كرنفال المقبلين على دفن جثة شبعت موتا.. في ظل الجامعة العربية غرقت القضية الفلسطينية في بحر من طين ودم.. حرب عالمية ضد العراق واحتلال مزق الأكباد وأعاد بلاد الرافدين إلى العصور الحجرية.. في ظل الجامعة العربية زادت القبضة الحديدية على فلسطين.. في ظل الجامعة العربية مزقت السودان.. في ظل الجامعة حربان على لبنان.. في ظل الجامعة تفرق الإخوة الأعداء ومنهم من كان يخرب المؤسسة من الداخل وحولها إلى مخلب لأجندة مسقطة من الغرب.. يجتمع العرب هناك.. في العراق ورايات المحتل مازالت تتلحف بنسيم بغداد.. وفي زمن يتآمر فيه إخوة يوسف على يوسف... منذ تحولت الجامعة إلى شركة معلومة الاسم يتملّكها أصحاب المال زاد العقل العربي فقرا.. دويلات تحولت إلى عرابة الحروب تعملقت لما وقفت على كومة الجثث المتفحمة.. هذا هو رصيدها النضالي.. لو سألتكم من المستفيد من كل الكوارث التي حدثت في العقدين الأخيرين لقلتم إسرائيل.. من العرّاب ومن العميل.. بالوكالة يدمر النسيج العربي.. بالحصار.. بالتسليح.. بالكذب.. بالمتاجرة بالدين وتصدير الفتنة بين الإخوة.. إنهم يحررون الشيطان من أغلاله.. هل مازال هناك أمل في هذه الؤسسة.. نسأل العراقيين أولا.. وهم أدرى الناس بحالهم.. ونسأل الفلسطينيين.. هذه قمة العشاء الأخير.. قمة الغباء إذا انتظرنا منها شيئا إيجابيا بعد رحيل الجيل الأول المتوهج بنفحات الاستقلال والمدرك لأهمية حماية الاستقلال بالجامعة.. اليوم يؤخذ العرب فرادى.. بل صاروا أداة طيعة، تشتري مناعتها ببيع الإخوة.. ليتحول النفط إلى «كرطوش» موجه إلى صدور المغدورين..