احتضن فضاء نزل «الكونكورد» بالبحيرة مساء الخميس لقاء جمع نخبة من ممثلي وسائل الاعلام بأنواعها بالشيخ راشد الغنوشي وطغت عليه ملامح الاختلاف الهادئ وغابت عنه «قوالب» الرسميات والكلفة... اللقاء أدرج تحت عنوان مسامرة مع الشيخ راشد الغنوشي الذي استهل اللقاء بالترحيب بالاعلاميين ثم كشف بعفوية عن الخشية التي تملكته وهو يعاين خلو القاعة من الحضور رغم حلول موعد اللقاء...! مداخلات الاعلاميين تمحورت حول أهم المسائل المطروحة على الساحة السياسية وفي الشارع التونسي حيث تناولت بالخصوص حرية الاعلام ومشروع الدستور ومكاسب المرأة وأداء الحكومة وقضية السلفيين.. الشيخ راشد احتوى المشاغل المطروحة بابتسامة ثابتة وبروح دعابة تخلص بهما من عديد الاحراجات لكنه بدد جميع المخاوف حيث أكد على حرصه على تأمين مكاسب حرية الاعلام معلنا رفضه الشديد تسليط العقوبات البدنية على الاعلاميين، وقد تدخل السيد عامر العريض للحديث عن بعض التعديلات المبرمجة في قانون الصحافة والتي من المنتظر أن تقع مناقشها وعرضها على المجلس التأسيسي ثم واصل الشيخ راشد الغنوشي اجاباته، فأكد حرص «النهضة» على الالتزام بمجلة الأحوال الشخصية وفسر بعض المآخذ على أداء الحكومة بقصر المدة التي مسكت خلالها «النهضة» بزمام السلطة وأرجع بعض حالات الفوضى والخروج عن القانون بالنقلة الفجئية التي عرفتها البلاد والتي دفعت البعض للثأر من عقود طويلة من القهر والاستبداد والديكتاتورية بعد استنشاق نسائم الحرية. وبخصوص قضية السلفيين التي احتلت نصيبا هاما من تدخلات الاعلاميين كان موقف الشيخ راشد واضحا حيث تحدث بصراحة قائلا أن لا أحد فوق القانون وأن السلفيين ليسوا الابن المدلل ل «النهضة» مؤكدا أن القانون يأخذ مجراه دون انسياق وراء المواقف المتشنجة باعتبار أن نشاط الحركة السلفية لا يقتصر على تونس بل هو مشكلة تعاني منها عديد الدول غير أن تونس تحرص على حماية أبنائها وهي حريصة على تونسة نشاط هذه الحركة وجرها الى الاعتدال والحوار مثلما تمت تونسة عديد القضايا العويصة. و«التونسة» التي تحدث عنها الغنوشي هي أسلوب تونس في معالجة المسائل ذات الخصوصيات الدينية والسلوكية بالاعتدال والحوار والوسطية. اللقاء كان فرصة للحوار الذي يؤسس لوحدة وطنية يجب أن تنخرط في المساهمة في تثبيت أركانها جميع مكونات المجتمع المدني مما يؤسس لنقلة ناجحة في نمط النشاط السياسي في تونس وفي تأمين مستقبل آمن لتونسالجديدة.