جل النزل المصنفة وغير المصنفة امتلأت بما في ذلك الإقامات العائلية وكل محلات الصناعات التقليدية اكتظت بحرفائها وأبواب حدائق الحيوانات التي كانت شبه موصودة فتحت والعربات السياحية المجرورة التي كانت شبه رابضة ب «مأواها» نشطت والمنتزهات ازدهرت والمطاعم السياحة والشعبية فاحت روائح مأكولاتها وتنوعت والجريد استيقظ منذ اليوم الأول من عطلة الربيع ليعيش على وقع حركية سياحية نشيطة فاستقبلت مدائنه ضيوفها الذين توافدوا عليها بلا موعد وفتحت ذراعيها لاحتضانهم بكل حفاوة كما تفعل دائما لتحقق السياحة الداخلية نشاطا لم تعهده من قبل فتعزز المشهد السياحي والاقتصادي ومثلت هذه الحركية التي تواصلت إلى آخر يوم من أيام عطلة الربيع عامل إنعاش لمختلف القطاعات لاسيما قطاع الصناعات التقليدية الذي تضرر كثيرا بفعل الأزمة السياحية فكانت علامات التفاؤل والسعادة بارزة على أصحاب هؤلاء المهنيين والحرفيين. وقد وجد الضيوف ضالتهم في عديد المواقع السياحية على غرار المدينة العتيقة بتوزر والمنتزه الحضري برأس العين والواحات وغيرها من المواقع الأخرى التي استقبلت القادمين من العاصمة وبنزرت ومن سوسة والمنستير والكاف وباجة والقصرين ومن قابس وقفصة وقبلي ومدنين وتطاوين فكانت توزر نقطة لقاء جمعت بين الجنوب والشمال والشرق والغرب لتعيش أجواء متميزة وتوفر لضيوفها إقامة طيبة وأطباقا فرجوية متنوعة من خلال إقامة عديد التظاهرات والمهرجانات على غرار مهرجاني الخيام بحزوة والواحات الجبلية بتمغزة. عنق الجمل ... وأشياء أخرى ومن أجل مزيد التعريف بالمخزون التراثي والحضاري بتوزر نظمت الأطراف المعنية في إطار الحملات الترويجية عدة رحلات استطلاعية لفائدة عديد الوفود الإعلامية ووكلاء الأسفار ورجال الأعمال من فرنسا وبعض البلدان الأوروبية الأخرى. فبالإضافة إلى السياح التونسيين أبدى عدد هام من السياح الأجانب الذين توفرت لهم الفرصة لزيارة ربوع الجريد خلال عطلة الربيع لأول مرة إعجابهم وانبهارهم بخصوصيات هذه الجهة وعاداتها وتقاليدها ومهرجاناتها السياحية والفرجوية والأكلات الشعبية. «شاق واق» ... الأمل الغامض تداعيات الركود الذي شل حركة القطاع السياحي بولاية توزر عصفت بأحلام 120 عاملا وعاملة كانوا ينتسبون للمركب الثقافي والسياحي دار شريط ومثلهم بشاق واق. ويبدو أن هناك جهودا محمودة تبذلها بعض الأطراف الفاعلة لتتوصل إلى حلول ترضي جميع الأطراف وتفضي بالتالي إلى إعادة فتح أبواب هذين الفضاءين.