تبقى الحياة الطلابية مشوار حياة تطيب ذكراها حيث تؤلف ردهاتها باقة من الذكريات التي رغم حلوها و مرها تمثل مصدر افتخار للمستجوب بقطع النظر عن المحطة التي اختارها أو اختارته. ضيفنا اليوم هو السيد أحمد الرحموني من مواليد تونس وأصيل معتمدية تالة من ولاية القصرين. قاض بالمحكمة الابتدائية بتونس ورئيس جمعية القضاة التونسيين، متزوج من القاضية ليلى عبيد و أب لتوأم . عن مشواره الدراسي تحدث قائلا : «تحصلت على الأستاذية في الحقوق سنة 1978، وشهادة الكفاءة لمهنة المحاماة. لم يكن لي نشاط سياسي ولم أنتم إلى أي حزب، كنت ناشطا في الاتحاد العام التونسي للطلبة ، واكتفيت بمتابعة الأحداث و الوقائع التي تدور في الحرم الجامعي". وأذكر أنه و لأول مرة عرفت كلية الحقوق بالمركب الجامعي المنار عملية تسوير الجامعة وإحداث مراكز امن داخل المركب، وذلك أثناء تولي عبد العزيز بن ضياء حقيبة وزارة التعليم العالي حيث فرض الرقابة الأمنية من خلال إتباعه لسياسة الأمن الجامعي .كما تميزت تلك الفترة بضغط وتسييس كبيرين رافقهما وعي أكبر في صفوف الطلبة إضافة إلى تجاذبات كثيرة بين تيارات سياسية علمانية و دينية. ويتذكر ضيفنا حجرة سقراط و هي عبارة عن فضاء يضم جميع التيارات و منبر يعتليه الطلبة لإلقاء خطبهم . كما عايش محدثنا فترة بداية الدعوة لتعريب كلية الحقوق و مدرسة الحقوق الفرنسية حيث كانت التيارات تتصارع (تيار تعريبي وآخر فرنسي). وأضاف قائلا: «انتهى الصراع بين التيارين بتشكل كلية العلوم القانونية و السياسية بأريانة (10 ديسمبر 1984) والتي حافظت على الفرنكوفونية في التدريس لمادة القانون". وعن نشاطه الثقافي قال: « كنت أرتاد المنتديات الثقافية المنتظمة بدار الثقافة ابن رشيق و ابن خلدون ، وفي المجمل كانت الحياة الثقافية خاوية حيث لم يكن المسرح الجامعي متطورا آنذاك". ومن أبرز الأساتذة الذين جمعته بهم علاقات طيبة الأستاذ ساسي بن حليمة و الأستاذ علي المزغني، رضا الاجهوري والمرحوم محمد الشرفي .