تبقى الحياة الطلابية مشوار حياة تطيب ذكراه حيث تؤلف ردهاتها باقة من الذكريات رغم حلوها ومرها تمثل مصدر افتخار للمستجوب بقطع النظر عن المحطة التي اختارها أو اختارته. ضيفنا اليوم هو السيد عبد الرؤوف العيادي أمين عام حزب المؤتمر من أجل الجمهورية متزوج وأب لثلاثة أطفال. عن حياته الجامعية تحدث فقال: «درست اختصاص الحقوق بكلية الحقوق بالمركب الجامعي بالمنار وذلك من سنة 1970 إلى 1972 ثم سجنت 5 سنوات عدت بعدها إلى الجامعة لأواصل دراسة المرحلة الثانية في نفس الاختصاص. كما درست علم الاجتماع لمدة سنة نجحت فيها في الاختبار الكتابي لكني لم أتمكن من اجتياز الامتحان الشفوي لأن البوليس السياسي كان يتربص بي وتمكن من إيقافي. كما كنت من بين المشاركين في حركة فيفري 1972 وتم إيقافي على خلفية هذا النشاط وأودعت السجن من مارس 1972 حتى سبتمبر من السنة نفسها بعد أن أذاقني البوليس شتى أنواع التعذيب، لقد تم تعليقي في وضعية «الدجاجة المصلية» كما دخلت «بيت الصابون» وهناك نكلوا بي تنكيلا. لقد كانت فترة دراستي الجامعية فترة صعبة للغاية تخللتها بعض المشاكل المادية، هذا إضافة إلى أن أغلب الدروس كانت تعطى باللغة الفرنسية وذلك حتى لا ينجح أبناء الشعب الفقير وخاصة القادمين من الجهات الداخلية حيث لا توجد المدارس الفرنسية بكثرة. لقد كنت وبعض زملائي الطلبة ممنوعين نهائيا من مواصلة الدراسة الجامعية لولا قرار «مزالي» الذي سمح لنا بالرجوع إلى الجامعة وهي حركة نبيلة تحسب له رحمه الله". وبخصوص حصوله على المنحة الجامعية قال محدثنا: «حصلت على المنحة على امتداد سنوات الدراسة الجامعية وكانت تساوي 30 دينارا. كما كنت أحصل على مبلغ يساوي 70 دينارا مقابل مقالاتي في نشرية رابطة حقوق الإنسان وبهذا أحصل على 100 دينار شهريا أخصص 60 منها لمصاريف الكراء والبقية لمصروفي الشخصي. كما أقمت بمبيت رأس الطابية وتمت محاصرتنا من قبل رجال الأمن الذين داهمونا في ساعة متأخرة من الليل ودخلوا غرفنا ولما حاولنا الهروب إلى أسطح المبيت لاحقونا وعنفوا بعضنا وكانت مواقف لا تنسى. وعموما كانت حياتي الجامعية محطات عذاب متكررة.