تبقى الحياة الطلابية مشوار حياة تطيب ذكراها، حيث تؤلف ردهاتها باقة من الذكريات، رغم حلوها ومرها تمثل مصدر افتخار للمستجوب بقطع النظر عن المحطة التي اختارها أو اختارته. ضيفنا اليوم هو السيد منير بوعتور رئيس حزب الأحرار التونسي، محام ، متزوج وأب لطفل. تحدث عن حياته الجامعية فقال: «درست الحقوق لمدّة 4 سنوات بالمغرب وذلك من 1988 إلى 1992، وتوجهت إلى الجامعة المغربية في إطار التبادل الطلابي بين تونس والمغرب وكنت محظوظا لما وافقت وزارة الإشراف على دراستي بذلك البلد. تحصّلت على الأستاذية سنة 1992 ودرست المرحلة الثالثة في اختصاص القانون الخاص والعلوم الجنائية بفرنسا، ولأنني لم أحصل على المنحة الجامعية اضطررت للعمل بالنزل والمقاهي والحانات واشتغلت نادلا بمقهى بفرنسا حتى أوفر مصاريف دراسة المرحلة الثالثة، أما عن دراستي بالمغرب فإنني لم أضطر للعمل نظرا لأن ظروف المعيشة كانت مناسبة لطالب مثلي وكانت عائلتي تزوّدني بالمال اللازم كلما احتجت إلى ذلك، وهو ما جعلني أعيش نوعا من الرفاه افتقدته لما انتقلت إلى فرنسا. كما كنت متسوّغا لشقة مع عدد من الطلبة وكانت المعينة المنزلية تهتم بكل شؤون البيت من الغسل إلى الطبخ. كنت أخصص أغلب الوقت لدراسة مادة القانون وتعلم الإعلامية، أما وقت الفراغ فكنت أقضيه في تعلّم العزف على العود. إضافة إلى أنني كنت قريبا من طلبة الاتحاد الوطني لطلبة المغرب وكنت أحضر اجتماعاتهم وأنشطتهم السياسية والاتحاد الوطني لطلبة المغرب هو منظمة طلابية يسارية. وعن ذكريات الدراسة قال محدثنا: هي ذكريات جميلة جدا وفترة لا تنسى فقد كانت علاقتنا بالطلبة المغاربة جيّدة وكانوا يعاملوننا معاملة خاصة.