تحدثت بعض الأطراف المطلعة على كواليس قنوات الجزيرة الرياضية القطرية عن وجود رزمة من الخلافات داخل كتيبة الوفد الإعلامي التونسي المقيم هناك وتحديدا بين الوجه الإعلامي المعروف هشام الخلصي والمحلل الرياضي نبيل معلول الذي عاد مؤخرا إلى أجواء القناة وفي جرابه ثلاثية تاريخية حصدها بألوان الترجي التونسي شرّعت له فلسفة التنظير والتحليل الكروي بعد أن كان ملاحقا بوصف فاقد الشيء لا يعطيه... الأمر كان يمكن أن يكون مجرّد سوء تفاهم بين «التوانسة» على اعتبار انه ما من مجلس يؤثثه التونسيون في الداخل أو في الخارج إلا وتمخض عنه القيل والقال وتولدت عنه حسابات تكرّس مفهوم المؤامرة التي يتحدث عنها خاصة كل مطرود من «جنة» القطريين...اليوم قد لا يكون الخلاف عاديا لأن طرفي النزاع فيه هما ركيزتان أساسيتان من ركائز القناة ونعني هشام الخلصي ونبيل معلول والميزة المشتركة بينهما أنهما يحملان نفس الهوية ويتنفسان ذات الألوان... الخلاف بين الرجلين ليس وليد اللحظة وإنما يرجع إلى تاريخ بعيد وهو ليس نابعا من قناعات جوهرية واختلافات في المضامين و التحاليل وإنما يعود إلى صراع أزلي بين الطرفين لتأكيد علوية هذا الإسم على حساب الآخر فالخلصي الذي يعتبر نفسه فارس الجزيرة الرياضية الأوحد كان يتندر دوما من نبيل معلول ويضعه ضمن مدربي الصف الثاني على اعتبار وان هذا الأخير كان يفترش طريق الفشل في كل محطة تدريبية يخوضها قبل أن يهبه الله إشارات ربانية واستخارة صائبة جعلت منه المدرب رقم واحد في إفريقيا... هشام الخلصي لا يحب معلول وهذا الكلام يعرفه كل من عاشر الرجل فهو لا يتردد في الإفصاح عن ذلك خصوصا في جلساته الضيقة و كان يتجاهل دائما الحديث عن انجازات «البلبل» ويرفض حتى مجرد البوح باسمه ولعل ما حدث في «بلاتوه» الجزيرة عقب تتويج الترجي التونسي بكأس رابطة الأبطال الإفريقية والرسالة المشفرة التي ساقها مدرب الترجي حينها عبر كاميرا الجزيرة تكفي مؤونة التعليق وتلخص طبيعة العلاقة التي تجمع بين الاسمين... اليوم تتراقص الكرة في ملعب معلول ولأن المايسترو يجيد مداعبة الكرة أكثر من غيره فقد سعى لرد الصاع صاعين إلى ابن جلدته وتضييق الخناق على الخلصي الذي سحب منه البساط على غفلة وحرمه حتى من مجرّد الوقوف أمام الكاميرا...الأخبار القادمة من هناك تؤكد أن القطيعة بين الجزيرة الرياضية وهشام الخلصي هي من تحصيل الحاصل وأنها مسألة وقت لا غير فالذي يربط بينهما الآن هو ما تبقى من مدة العقد وبعدها سيعاد ترتيب الأوراق من جديد وستوزع الأدوار وفق ما يشتهيه مستشار الأمير... تكتيك نبيل معلول لم يقتصر على عزل هشام الخلصي فحسب بل أن قبضة الرجل طالت لتشمل بعض «التوانسة» الموجودين هناك على غرار المحلل الرياضي خالد حسني الذي يبدو انه دعي إلى مهام أخرى داخل كواليس القناة في انتظار ترحيله نهائيا...الخوف من بطش معلول أصبح علنيا والكل يتسابق حاليا لكسب وده ونيل رضاه حتى لا تطالهم اللعنة...خوف مبرّر ومشروع طالما ان بلبل السلطان مقرب جدا من باعث القناة القطرية الأمير ناصر الخليفي ويعتبر مستشاره الشخصي ولسانه الذي ينطق به... لا يختلف عاقلان في أن نبيل معلول كان في ما مضى لاعبا مميّزا كما أن جميعنا لا ينكر أن للرجل «كاريزما» ساطعة تنير عدسة الكاميرا كما انه محاور بارع طليق اللسان متسلسل الأفكار واضح المعالم والملامح غير أن أهم ما يميّزه ويجعله متفردا عن بقية الركب هو انه يجيد تصيّد الفرص ويعرف من أين تؤكل الكتف و أّيّ كتف...