أجرت الحوار: أم شيماء خولة الرشيدي تحصلت على منحة سنوية من النقابة العامة للتعليم الثانوي....خولة تعرضت لتهديدات من السلفيين... خولة صنعت لها هالة إعلامية وشعبية وحظيت باهتمام كبير في الوقت الذي همش فيه ضحايا وجرحى الثورة الحقيقيين... خولة تحضر فعاليات مؤتمر المنستير الذي وصفه شق اليمين بمؤتمر التآمر على تونس...». هذه قطرة من السيول التي اجتاحت حياة خولة الرشيدي طالبة الفرنسية بكلية الآداب بمنوبة والتي أقحمتها في دائرة تجاذبات إيديولوجية وسياسية نأت بنفسها عنها, إشاعات واتهامات خرجت عن الإطار العفوي الذي قامت فيه بالدفاع عن العلم المفدى والذي غابت فيه الحسابات بعيداً عن التزلف والنفاق والدهاء الذي غالبا ما يحضر لدى أصحاب المطامح السياسية والمتسلقين الراكبين على الأحداث.. «التونسية» التقت خولة على هامش تكريمها من قبل والي منوبة فكان معها الحوار التالي: خولة بعد حادثة إنزال العلَم...كيف ترى نفسها؟ أنا (باللهجة القفصية) أنا خولة الرشيدي طالبة الماجستير فرنسية بمنوبة طموحي إتمام دراستي والحصول على فرصة عمل.. آخر همّي ان أكون سياسية او فنانة أو خريجة ماكينة الشهرة... لكن الشهرة طرقت بابك... هل استقبلتها بالأحضان أم كانت ضيفك الثقيل؟ لم أسع لدور البطولة كما يشاع ولم ابحث عن الشهرة كل ما في الأمر أن الرأي العام رأى في تصرفي العفوي موقفا بطوليا وقد أخذ حيزا إعلاميا كبيرا وصيتا واسعا على صفحات «الفايس بوك» وهذا أمر عادي أربك حياتي في حقيقة الأمر وأثر على دراستي وأدخلني في متاهات لم احسب لها حسابا فلم يهمني يوما أن اظهر على شاشة التلفزة وعلى غلاف المجلات والصحف.. كيف تقبلت الهجوم على شخصك بعد حادثة إنزال العلَم؟ البعض وظف الأمر على أنني انتهزت الفرصة للظهور وحصلت على امتيازات على حساب ضحايا وجرحى الثورة واستحوذت على اهتمام آخرين أحق به مني, ولكن في ذلك تجنّيا في حقي لأنني منذ أول تصريح إعلامي أهديت تكريمي إلى ضحايا وجرحى الثورة وكل عائلاتهم الذين اعتبرهم الأجدر بالاهتمام فعلا لأنهم سبب ما نحن فيه من حرية وديمقراطية.. أما في ما يتعلق بما راج حول حصولي على امتيازات ومنحة من نقابة التعليم الثانوي فأؤكد أنني لم أتلق أي إشعار من أي جهة بالأمر وقد قرأت ما كتب على الصحف شأني شأن باقي القرّاء واستغربته فعلا فلم يعلمني أي مسؤول لحد هذا التاريخ بمسألة المنحة والتي جاء إعلان الأمر عنها بعد حضوري لتكريم اتحاد الشغل لشخصي وللطالبتين آمال العلوي وأمل عطية وهو حفل كرمت فيه بهدية شأني شأنهما... وهنا أؤكد من جديد أنني لست في حاجة لمنحة من أي طرف وما قمت به واجب وطني لا انتظر من ورائه مكافأة ولا جزاء. فهناك من أحق مني بها في صفوف الطلبة وجرحى الثورة وغيرهم». تم تقديم ياسين البديري للمحاكمة بعد تسليم نفسه لو قدمت كشاهدة ماذا تصرحين ؟ وماهو موقفك من الأمر؟ أولا أؤكد أن ياسين بريء مما نسب إليه من تهمة تمزيق العلم التونسي لأنه فعلا لم يمزق العلم فعندما صعد ياسين على السطح وبدأ الطلبة بالاحتجاج على محاولة وضعه الراية السوداء بجانب العلم استدرت محاولة الكلام معه ثم صعدت وعند وصولي سألته معاتبة: بأي حق تمس العلم..إنه علم بلادي وبلادك وعلى الأقل إذا أردت أن تضع علمك...ابق الأصل في مكانه... ولا تهينه عندها رماني على الأرض بشدة وقام زميلي بالالتحاق بي محاولا حمايتي ليلتحق به أيضا عدد من السلفيين وكثر العدد على السطح فقام احدهم وكان غاضبا من موقفي بالتوجه إلى العلم وإنزاله وتمزيقه في الوقت الذي كنت أناقش فيه ياسين...» وأوضح في الإطار أنني لم أتقدم بأية شكوى ضده وانفي كل ما قيل حول اعتدائه علي بالعنف فكل مافعله هو دفعي أرضا كتصرف اعتبره عفويا ردا على تصرفي». زج بك البعض في عالم السياسة زجّا... ولقّنوك دروسا في السياسة لم تكوني ترغبين فيها يوما بعد سوء فهم فيما يتعلق بعدم مقابلتك للسيد حمادي الجبالي؟ هذا صحيح لأن ما حصل كان سوء فهم فعلا. فقد فوجئت بالسيد سمير ديلو يعلن أنني رفضت مقابلة السيد الوزير الأول ليأخذ الأمر اتجاها سلبيا وتأويلات مغلوطة زجت بي فعلا في مسائل سياسية في حين أن الأمر ليس إلا سوء تفاهم فحين كنت في قصر الرئاسة لحضور موكب تحية العلم الرئاسي طلب مني الأمن الرئاسي غلق هاتفي وفعلا تم الأمر لاكتشف بعد فتحه ورود عشرات الاتصالات من هواتف قارة كان من الصعب على مواطنة بسيطة معرفة أي منها أرقام الوزارة الأولى أو غيرها خاصة أنني كنت حينها أتلقى عشرات المكالمات من وسائل الإعلام...فحصل سوء فهم اتصلت على إثره بالوزارة طلبا للقاء السيد ديلو للتوضيح كما التقيت السيد وزير الداخلية علي العريض وقدمت توضيحا ..واستغربت في الإطار ما شاع حول تعرض عائلتي لتهديدات بولاية قفصة على خلفية ما اعتبر رفضا مني لمقابلة الجبالي وهو أمر عار من الصحة تماما. وماذا عن حضورك في مؤتمر «نداء الوطن» الذي نظمته الجمعية الوطنية للفكر البورقيبي بإشراف الوزير الأول السابق الباجي قائد السبسي وآثار جدلا كبيرا...؟ بعد الجدل الكبير الذي خلفته مسألة لقاء الجبالي كانت احتياطاتي كبيرة من تأويل تصرفاتي مع الآخرين لذلك حين اتصل بي ممثل عن السيد الباجي ودعاني لحضور مؤتمر يحمل شعار «نداء الوطن» ولحضور موكب لقراءة الفاتحة على روح الزعيم بورقيبة, لبيتُ النداء من منطلق أن تونس فوق الجميع والوطن منزه عن الحسابات الحزبية.. ومع الأسف وقع تأويل حضوري من طرف البعض مع انه كان حضورا شكليا مقترنا بالوطنية وبعلم تونس ليس إلا وقد احتطت في رفضه من إمكانية التأويل المغلوط مع الإشارة الى أنني مستعدة لحضور أي نشاط وطني ولو تعلق الأمر بنشاط للسلفيين الذين اعتبرهم مواطنين يتساوون في الدرجة نفسها مع باقي التونسيين. ألا تعتبرين انه وقع استغلالك من البعض لأغراضهم الشخصية ولحملة انتخابية سابقة لأوانها؟ «أريد أن أوضح أمرا هنا وهو أني لن أكون هدفا في مرمى أية جهة ولن اقبل أي استغلال من أي طرف كان ولن انخرط في أي حزب أو أكون طرفا في حملة انتخابية أو غيرها كما لن أؤسس حزبا على عكس ما يعتقد البعض ولو تطلب الأمر نشاطا فسأخيّر نشاطا اجتماعيا لفائدة جمعية خيرية إنسانية هدفها خدمة الناس.. أكد البعض تعرضك لتهديدات بالقتل.. ما صحّة هذا الكلام؟ ليس صحيحا فلم يهددني السلفيون ولم يتعرضوا لي بأية طريقة فكل ما في الأمر ان شقيقي المقيم بتونس اصطحبني لقفصة بعد يوم من الحادثة وذلك بطلب من والديّ اللذين انزعجا بعد تواتر الأخبار عن الموضوع فعدت إليهما , كما خيرت الانسحاب بعيدا عن الهالة الإعلامية والجلبة التي أحدثت بعد الحادثة ...إلى أن اتخذ الأمر وجهة لم تكن في حسباني بتكريمي من طرف رئيس الجمهورية ووزير الداخلية واتحاد الشغل ونائبات حركة النهضة ووالي منوبة وجامعة منوبة .. كلمة أخيرة؟ تونس تتسع للجميع مهما كانت انتماءاتهم ومعتقداتهم وأجناسهم فاتركوها بعيدا عن تجاذبات المنابر السياسية والإعلامية وجميعنا للوطن لن ندخر قطرة من دمنا ولحظة من حياتنا للذود عنه ولحمايته ...