لماذا لم يتدخل الأمن لمنع ما حصل بمنوبة؟ وكيف ستتحرك وزارة الداخلية تجاه حادثة انزال العلم التونسي؟ وهل يمكن أن يعود التواجد الأمني إلى الحرم الجامعي؟ وكيف ستعالج ظاهرة التطرف؟ هاته الأسئلة وأسئلة أخرى يجيبنا عنها السيد علي العريض وزير الداخلية. أكد وزير الداخلية السيد علي العريض ان الوزارة تسعى لايقاف المتسببين في حادثة انزال العلم بكلية منوبة وأحداث العنف التي رافقتها وإحالة الملف الى القضاء ليقول كلمته مشيرا الى أن هناك طرفين متطرفين في منوبة وهما مجموعة الطلبة السلفيين ومجموعة العميد. واعتبر الوزير في حوار أجرته معه «الشروق» مساء أمس الأول أنه لا مجال لعودة التواجد الأمني الى الحرم الجامعي وإن ما حصل في منوبة سيتم التصدي له بالأمن والقانون والتربية والاعلام والقضاء وفي ما يلي نص الحوار: لماذا لم يتدخل الأمن في مشكل منوبة خاصة وأن الصراع كان في الشارع؟ الأحداث صارت داخل الكلية وليس خارجها وجزء منها صار في الخارج ورجال الأمن لم يعتادوا الوقوف خارج الكليات لأن وجودهم يصبح حراسة والطلبة لا يحبذون ذلك ونحن لا نحبذه أيضا. طلبتنا هم النخبة وتركناهم يحلون مشاكلهم بأنفسهم، نحن لا نتدخل إلاّ عندما يكون هناك خطر داهم أو يتم طلبنا، كان الأمن بعيدا والأحداث تسارعت مرة في الداخل ومرة في الخارج. عندما حضر الأمن كانت الأحداث وقعت وانتهت، ولكن بصفة عامة نحن كرجال أمن لا نقف أمام الكليات فلا الطلبة ولا الأساتذة يحبذون ذلك وهو مظهر من مظاهر التحضر وبالتالي الأمن يكون على مسافة ولكن متهيئ ولم تكن الأوضاع تنذر بالخطر وعندما صارت الأحداث أرسلنا الأمن وحاول فض الاشتباكات وأرسلنا الحماية المدنية لنقل الجرحى. والآن نحن نسعى لايقاف المتسببين في هاته الحادثة واحالتهم على القضاء ليقول فيهم كلمته. قبل حصول الهجوم على الطلبة في الشارع توجهت احدى الصحفيات الى أعوان الأمن وطالبتهم بالتدخل لأن استعدادات أحد الأطراف تنذر بالخطر، لكنهم رفضوا كيف تفسرون ذلك؟ أنا لم أكن حاضرا هناك لأذكر التفاصيل ولا أستطيع أن أقول إلا ما وردني في التقارير بالنسبة للحرس الوطني الذي كان موجودا على الساحة وقد تدخلنا في هذه الكلية حوالي خمس مرات لفكّ الاعتصامات وتدخلنا عندما حصلت مشكلات كبيرة في الطريق العام. أما هاته الأحداث التي تقع بسرعة أو عندما يكون العدد غير كاف أو أن يتحول كل الطلبة ضدّ الأمن يمكن للحرس أن يبقى على بعد مسافة، لكن عندما وقعت الأحداث أرسلنا الحماية المدنية وكل ما يتطلبه الأمر. كيف ستتحرك وزارة الداخلية تجاه حادثة انزال علم تونس؟ سيمر الأمر الى القضاء، هذه جريمة تُمرّر الى القضاء كغيرها من الجرائم ولا يجب أن يحصل الخلط بين هذه القضية وقضية الموضوع الديني وموضوع السلاح، هذه قضايا وكل قضية تأخذ طريقها قانونيا والعدالة ستقول كلمتها. هل تمّ ايقاف من قام بانزال العلم؟ لم يتم ايقافه بعد، بل تمّ تحديد اسمه وأين يمكن أن يتواجد ونحن نتابعه وإن شاء اللّه سنوقفه. أكد لنا السيد وزير التعليم العالي انه سيطالب المجلس باتخاذ موقف حول كيفية التعامل مع هاته الوضعيات في الجامعة، ما رأيكم في هذا المشروع؟ هذا شيء يهم المجلس وهناك وزارة التعليم العالي، وهذا شأنها. أصلا ما كان ينبغي أن يوجد الأمن بجانب الكلية، الأمن يوجد في المواقع التي يُفترض أن يُوجد فيها، مع الأسف حتى مع شبابنا ونخبتنا أصبح من الواجب علينا أن نضع رجال الأمن في باب الكلية وغيره وأصبحنا نرى عمداء بهذه الطريقة وشبابا بهذا الشكل الذي يمثل خطورة، واحد يزيل العلم والآخر يرفع الحجارة والآخر جلب لا أعرف أي سلاح هذا وضع يؤسف له على المستوى التربوي على ما وصلت إليه أوضاعه. لكن هذا لا يجب أن يؤدي بنا الى اليأس أو الخوف. نحن نسير الى الأمام وهاته الظواهر مآلها أن نحاصرها بشكل تدريجي، نحاصرها بالقانون وبالأمن وأيضا بالتربية والتكوين والاعلام والقضاء. هل تعتبرون اقرار حق الداخلية بأن تدخل في الجامعة لفض الاشتباكات المماثلة دون الرجوع الى وكيل الجمهورية؟ ليس وكيل الجمهورية هو الذي يأذن لنا بالدخول من عدمه، الكليات حرمة ولا يدخلها أي أحد إلا إذا كان بطلب من العميد وإلا لا قدر اللّه أمور فاتت العميد ولم يعد من الممكن الانتظار وهذا مستبعد. بالتالي نحن عندما يطلبوننا داخل الكلية ويكون هناك مبرّر لنتدخل نتدخل لكن بالنسبة لكلية الآداب تعامل السيد العميد ليس تعاملا يُراد منه حلّ المشكل وإنما الأمن تعب من هذا العميد من كثرة قوله للشيء ونقيضه وكثر التحامل على رجال الأمن والتصريحات اللامسؤولة التي يبثها في التلفزات وغيرها حيث هناك حملة لصالحه كشخص وضدّ الحكومة وضدّ الأمن في حين أن الأمن طوال اليوم متواجد ومرة يقول لنا ادخلوا الى الجامعة وعندما نأتي يقول لا تدخلوا ثم يتجاوز حتى رئيس الجامعة أي رئيس وحتى رئيس رئيسه ان صحّ التعبير، اي الوزير، بحيث أصبحنا كالكرة. لذلك رجال الأمن ليسوا مرتاحين للسلوك الذي يتبعه السيد العميد وهم يشعرون بقلق شديد من تصرفاته التي أهينوا بسببها ووقع التشنيع بهم بينما هم الذين حموا الكلية ودخلوا فيها خمس مرات لكي يفضوا الاعتصام. ومازال هناك استغلال سياسي لهذه القضية، والعميد لا يريد لهذه القضية أن تنتهي يريد ان تظل دائما مبرّرا لخروجه في وسائل الاعلام. هل يعني هذا أن العميد هو المشكل في كلية منوبة؟ هذا لا يعني أن العميد هو المشكل الوحيد في الكلية، لدينا مشكلتان في منوبة العميد ومن معه، وبهاته التصرفات يقود نحو بقاء المشكل والتراتيب الجاري بها العمل والذين هم بصدد ارتكاب أشياء خطيرة مثلما فعلوه أمس عندما أنزلوا العلم ووضعوا مكانه علما آخر. هذان الطرفان، الاثنان في الأطراف كل طرف يجذب نحو الأقصى ونحن نريد أن يكثر الوسطيون لكي لا يدمر الوسط إن شاء الله.