تناقلت العديد من الصفحات التونسية صورة الطالبة التونسية الأكثر شهرة ومجدا هذه الأيام الشابة خولة الرشيدي التي لقيت تكريما وتوسيما رسميا في رئاسة الجمهورية لوقوفها في وجه الشاب الذي أنزل العلم الوطني من مدخل كلية منوبة لتعويضه بعلم السلفية. ومنذ صبيحة أمس، برزت الصفحة الرسمية لرئاسة الجمهورية بتوفير المعلومات والصور عن خطاب الرئيس المرزوقي وتطورات الموقف الرسمي من حادثة العلم، وخصوصا النص الكامل لخطاب الرئيس. ونذكر أن الصفحة الرسمية لرئاسة الجمهورية تجمع قرابة خمسين ألف معجب، وهي توفر معلومات جيدة وآنية حول مختلف مواقف مؤسسة الرئاسة. وتناقل ناشطون كثيرون مقتطفات من الخطاب الرئاسي وخصوصا الموقف الذي اعتبر إنزال العلم الوطني جريمة، طالب الشاب الذي اقترفها بتسليم نفسه إلى القضاء وتقديم اعتذار علني. غير أن الطالبة خولة الرشيدي هي التي كانت نجمة الصفحات التونسية يوم أمس، وكتب مناضل حقوقي من ولاية قفصة تعليقا على صورتها: «يتمنى الواحد منا لو كانت ابنته»، ورفعت ناشطة حقوقية في صفحتها شعارا مرفوقا بصورة هذه الطالبة جاء فيه: «بنت بلادي عز النساء، خولة الرشيدي رمز الفتاة التونسية»، كما كتب ناشط نقابي في صفحته: «هنيئا لنا بهذه الفتاة، لنا جميعا لأنها لم تتحدث باسم أي حزب أو تيار سياسي أو فكري، إنها تونسيةأصيلة انتماؤها للوطن، فكانت أكبر من الأحزاب ومن النخب التي تكسر رؤوسنا بالخطب ولا تفعل شيئا في الواقع». ولقيت عبارة «أجمل ما في هذه الطالبة أنها لا تتحدث بسم أي حزب» الكثير من الإعجاب والتعاليق المساندة، حيث يكشف المزيد من التونسيين عن مللهم من السياسية والتوظيف السياسي لكل ما يحدث في إطار العراك اليومي بين النهضة والإسلاميين من جهة واليسار وأنصاره من جهة أخرى. ثمة أيضا تعاليق كثيرة تفتخر بهذه الطالبة البسيطة ذات الملامح التونسية العفوية، والتي لا تدعي البطولة ولا تقدم أي توظيف سياسي لما فعلته من انتصار لرمز الوطن، هذا وتم تداول مقال قصير كتبته ناشطة يسارية من جامعة صفاقس تلوم فيه «شباب الجامعة التونسية على سلبيته وتقصيره إزاء حادثة إنزال العلم، لولا حضور هذه الفتاة الشجاعة لظل علم السلفية مرفوعا، ولبقي علم البلاد مرميا في الأرض». والحقيقة أن ناشطين كثيرين تورطوا في توظيف الحادثة سياسيا في الاتجاهين، وثمة كثيرون نسبوا انتماء هذه الطالبة إلى تيارات سياسية دون علمها، هذا بالإضافة إلى المعركة الضارية التي يشنها ناشطو اليسار انطلاقا من حادثة إنزال العلم في كلية منوبة. عموما، حظي الموقف الرئاسي بتوسيم وتكريم الطالبة خولة رشيدي بالكثير من المساندة في الصفحات التونسية وخصوصا موقف الرئيس من إنزال العلم ومن السلفية، فيما كتب ناشطون يساريون تعاليق تلوم الحكومة على تقصيرها في الوقوف بصرامة إزاء انفلات السلفية في تونس وتراجع هيبة الدولة وتتالي الأحداث التي تدفع إلى الخوف في هذا المجال.