تحول موضوع الاعلام بعد أحداث 17 ديسمبر 2010 الى أحد أكثر المواضيع طرقا و تناولا في تونس سواء في المجالس الضيقة أو المفتوحة لحساسية هذا القطاع و قدرته على النفاذ الى المتلقي سواء كان مكتوبا أو مسموعا أو مرئيا و لأن الذاكرة الشعبية ستحفظ في طياتها تعامل الاعلام مع نظام المخلوع و مع مسار الأحداث من 17 ديسمبر الى 14 جانفي فمن الذي حوله الى نصف اله الى الذي عد خطاب 13 جانفي طوق نجاة تلقفه التونسيون بكل حزم لينقلب هؤلاء لينعتوه بالمخلوع و لتتحول أياديهم الناعمة والمستكينة زمن الجمر الى مخالب ضارية زمن الرماد و لينقلبوا على صاحب الأمر يكشفون عيوبه و يعددون أساليب قمعه لهم و تجنيه عليهم بصفتهم الاعلامية و الانسانية و في هذا السياق تم عشية الاثنين 9 أفريل 2012 عقد ندوة حول موضوع الاعلام أسس لها منتدى قرمدة الثقافي دعا لها الزميل حافظ كسكاس وبإشراف الشاعر نادر بن سالم وقدم حلالها الزميلان راشد شعور ورضا السويسي مداخلتين تم التطرق فيهما الى واقع الاعلام التونسي بما هو استمرار لمنظومة موجودة و قائمة الذات و ليست وليدة التغير السياسي الذي طرأ في تونس غير أن ما تغير فيها هو العلاقة بين السلطوي و الاعلامي بتحولها من علاقة سيطرة وولاء الى نوع من التحرر و من ذلك الانفلات الكمي الذي شهدته تونس بتعدد العناوين الورقية و الالكترونية و المسموعة و المرئية و تحول المتلقي الى أداة تحليلية سياسية يتلقف كل خبر سياسي بالنقد و التحليل كما كان يمارس ذلك في علاقته بكرة القدم و بتواتر المداخلات من قبل الحضور المحدود لهذه الندوة بان جليا أن الخطاب الفوقي و عدم نجاح الاعلام اليوم في تحقيق تطلعات الشعب الذي تحول الى مصدر افتاء في ما يتعلق بالإعلام لم يفلح في أن يصل الى سقف التطلعات الجماهيرية اذ كثر المنتقدون والمطالبون بالاعتذار عن ممارسات الزمن الذي سقط بفضل ارادة الشعب