بعد فشل كل المحاولات التي قاموا بها في الحصول على مستحقاتهم المالية أو استرجاع مصنع المصبرات الذي تم التفريط فيه من قبل مجلس الولاية في 7 جويلية 2007 لسيدة معروفة والتي حولته إلى مصنع زيت قرر عمال الوحدة الانتاجية للفلاحة «التضامن» الدخول في اضراب مفتوح الذي من المنتظر أن يتحول إلى اضراب جوع. وبحديثنا مع المعتصمين لمعرفة أكثر التفاصيل حول هذا الملف أكدوا أن القضية تعود إلى 30 مارس 1998 لما تمت تصفية الضيعة وتسريح العمال، وأن معمل المصبرات الذي بني من عرقهم يعتبر من أملاكهم حسب ما تبينه الوثائق التي بحوزتهم وأكدته الجلسة الختامية في تصفية الحسابات بتاريخ 7 جوان 2011 بمقر ولاية سليانة والتي حضرها كل من الكاتب العام ومعتمد الشؤون الاقتصادية ولجنة خلية التصفية من وزارة الفلاحة إضافة إلى 37 متعاضدا. وأما عن كيفية الصفقة التي تمت أثناء عملية البيع فقد ذكر المعتصمون أن المشترية أبرمت عقد بيع مع مجلس الولاية بتاريخ 7 جويلية 2007 بمبلغ 126 ألف دينار دفعت منه 80 ألف دينار كقسط أول وقامت آنذاك بتحويله إلى مصنع للزيت البيولوجي اشتغل قرابة السنة ثم أغلق. وأضافوا أنه من الغريب أنها تحصلت في عهد المخلوع على جائزة رئيس الجمهورية في الزيت البيولوجي لموسم 2009 والحال أنه مغلق. وما لاحظناه هو إصرار المعتصمين على فك هذا اللغز بعد أن تأكدوا أن مجلس الولاية هو من وقف وراء هذه الصفقة وأن واليا سابقا هو من نسق عملية البيع دون ادخاله في المزاد العلني بثمن زهيد والحال أن تكلفته الأولية بلغت 314 ألف دينار حسب ما أثبتته وثائق المعتصمين وقالوا «رغم ذلك وتحت طائلة الخوف في ذلك الوقت كنا نأمل أن يظل المعمل الذي ضحينا بدمائنا وخبز أولادنا من أجله قائم الذات، غير أن المشترية عوض أن تعمل على تدعيمه وتوسعته وتشغيل أبناء الجهة غادرت مدينة بوعرادة». ويظل المطلب الرئيسي للعمال هو استرجاع المصنع ومحاسبة الوالي المعني والكاتب العام وفتح تحقيق لمعرفة كل الأطراف التي ساهمت في هذه الصفقة وإحالتها للقضاء.