أعدت شريط الفيديو أكثر من عشر مرات.. لأتأكد من الصورة.. ثبتها حتى أرى جيدا ما تهيأ لي.. علي العريض تحت الضغط العالي في المجلس التأسيسي.. وكان أحد النواب يتحدث عن الرجل الذي عرف دهاليز الداخلية قبل أن يعرف الطوابق العليا.. ولا يمكن أن يقبل بما حدث في يوم 9 أفريل.. زووم على الوزير.. عينان خلف النظارة امتلأتا بالدموع وأبى أن يتركها تنزل على خديه.. من ظُلم لا يَظْلم.. مقولة عزيزة عليّ أرددها كلما استبد بي الغضب.. بعيدا عن السياسة لأنها مهلكة الأخلاق الانسانية حيث يُقتل الإنسان دون إراقة دم.. ما جرى في 9 أفريل تجاوز كل الحدود وترك آثارا مؤذية وانطباعات سلبية أيقظت شبح الخوف.. ولكن هل كان الوزير يريد هذا؟.. هل كان هو من شحن الأمن بكم هائل من القسوة.. والضغينة..؟ والحال أن الأمن استرجع مكانته وهفتت حملات التشهير بدوره في النظام السابق.. هل يستفيد الوزير من عودة القطيعة بين المواطن ورجال الأمن.. لذلك تعاطفت بالطبع مع المتظاهرين الذين عنفوا بحقد كبير.. وأنا أتعاطف مع تلك الصورة التي ثبتها لأرى الوزير تهرب منه دمعة القهر.. نعم هي دمعة القهر لرجل صدم بما حدث وما دام صدم فإن ذلك يعني أن الرجل متألم.. موجوع.. وبلغه وجع الآخرين فزاد ألما.. الرجل الذي سرق منه جزء من عمره في الزنزانة الإنفرادية لا يتحول إلى جلاد ولا أحد يشك في أنه قادر على أن يكون جلادا.. من ظلم لا يظلم.. ولكن ما جرى كل ما جرى حمل على أكتافه.. من أعطى الأوامر.. ومن شرع التجاوزات.. ومن لعب لصالحه لا لصالح الأمن العام.. وزير أجمع الكثيرون على أنه خلافا لبعض الوزراء الآخرين له مؤهلات رجل الدولة.. رجل وعد بأنه في خدمة الدولة لا في خدمة حزب.. وهو أول من أصدر أقوى تصريح في قضية السلفيين والمغالين.. رجل يسهر على أخطر جهاز في مرحلة محفوفة بالخطر.. هناك لجنة ستتقصى الحقائق وسنعرف من شرع هذا الإنفلات.. هل هي الأوامر الداخلية؟ أم المليشيات الخارجية.. من شجع الإنفلات لحاجة في نفس يعقوب؟ هل كان استهداف المتظاهرين بالعنف متعمدا لاستهداف الوزير نفسه.. سواء من نيران الخصوم أو النيران الصديقة ؟؟