نظمت جمعية «كلنا تونس» مساء أمس الأول عرضا فنيا لمسرحية «السجين الأخير» للمخرج والممثل رجاء فرحات الذي استحضر فيها شخصية الزعيم الحبيب بورقيبة. هذه المسرحية من نوع «ألوان مان شو» لمحمد رجاء فرحات نصا وإخراجا وآداء، يتناول فيها حياة بورقيبة في الفترة التي قضاها في السجن والتي قاربت 13 سنة وهو الذي عاش أطول اعتقال بعد انقلاب بن علي في 1987 في بيت الوالي بالمنستير دون السماح له بلقاء أي شخص. وأشار رجاء فرحات إلى أن هذا العمل يعتبر الموقف المسرحي من خلال مشهد السجين «الشيخ» الذي يحمل ذاكرة التاريخ التونسي من كفاح وتحرير واستقلال وهو يعتبر مشهدا تاريخيا لا بد من روايته حتى يعيد الناس اكتشاف خفايا يجهلها عن بعض فترات النضال. ومن وجهة نظر المخرج فإن المسرحية تقتصر على الجوهر ودون أي زركشة زائدة، رغبة منه في أن يقع تركيز انتباه الجمهور على الأحداث والوقائع بنظرة بورقيبة وبذاكرته العملاقة والذي يقول عنه وكأنه كاتب سيناريو نرجسي له مع شعبه مغامرة طويلة. ويتقمص المخرج دور السجين بورقيبة ومرافقيه وهما الوالي والطبيبة، حيث تكون هاتان الشخصيتان مجردتين وصامتتين ليقتصر دورهما كشاهدين على سير الأحداث ومشاركين في الرواية في حين يكون فرحات الشخصية الرئيسية التي تجسد شخصية تاريخية. العرض كان ناجحا جماهريا، حيث شاهده جمع غفير تفاعل إيجابا مع فرحات الذي خرج عن النص أكثر من مرة ليقدم موقفا أو رأيا ويتبادل المزاح مع الجمهور.