أريانة: إزالة 869 طنا من الفضلات وردم المستنقعات بحهة روّاد    المسدي : '' الأفارقة لم يكتفوا بالإستيلاء بل أصبحوا يقتحمون منازلهم باستعمال الأسلحة البيضاء''    تنبيه: تسجيل اضطراب في توزيع مياه الشرب بعدد من مناطق هذه الولاية..    مشاركة تونس في اجتماعات صندوق النقد والبنك الدولي .. تأكيد دولي على دعم تونس في عديد المجالات    بورصة تونس: بورصة تونس تبدأ الأسبوع على ارتفاع مؤشر «توننداكس»    القطاع الصناعي في تونس .. تحديات .. ورهانات    واشنطن تحذر "تيك توك".. إما قطع العلاقات مع بكين أو الحظر    رسالة من شقيقة زعيم كوريا الشمالية إلى العالم الغربي    الطقس اليوم: أمطار رعديّة اليوم الأربعاء..    عاجل/إصابة 17 شخصا بجروح في حادث انقلاب حافلة لنقل المسافرين في الجزائر..    بأول مقابلة منذ تشخيص إصابتها.. سيلين ديون تتحدث عن مرضها    جربة: جمعية لينا بن مهني تطالب بفتح تحقيق في الحريق الذي نشب بحافلة المكتبة    اختتام أشغال الدورة 25 للجنة العسكرية المشتركة لتونس وإيطاليا    مصر.. موقف صادم في الجامعة الأمريكية بالقاهرة    البطولة الافريقية للاندية البطلة للكرة الطائرة - مولدية بوسالم تنهزم امام الاهلي المصري 0-3 في الدور النهائي    رابطة الأبطال الافريقية - الترجي الرياضي يتحول الى بريتوريا للقاء صان داونز    هيئة الانتخابات:" التحديد الرسمي لموعد الانتخابات الرئاسية يكون بصدور امر لدعوة الناخبين"    جلسة عمل وزارية حول عودة التونسيين بالخارج    وزيرة الاقتصاد: الحكومة على اتم الاستعداد لمساندة ودعم قطاع صناعة مكونات الطائرات في تونس    صفاقس: فتح محاضر عدلية ضدّ أشخاص شاركوا في أحداث عنف بمنطقتي العامرة وجبنيانة (مصدر قضائي)    الناشرون يدعون إلى التمديد في فترة معرض الكتاب ويطالبون بتكثيف الحملات الدعائية لاستقطاب الزوار    وزارة المرأة تنظم ندوة علميّة حول دور الكتاب في فك العزلة عن المسن    فيلم "إلى ابني" لظافر العابدين يتوج بجائزتين في مهرجان "هوليوود للفيلم العربي"    الاتحاد الجزائري يصدر بيانا رسميا بشأن مباراة نهضة بركان    دراسة تكشف عن خطر يسمم مدينة بيروت    ألفة يوسف : إن غدا لناظره قريب...والعدل أساس العمران...وقد خاب من حمل ظلما    الألعاب الأولمبية في باريس: برنامج ترويجي للسياحة بمناسبة المشاركة التونسية    أولا وأخيرا .. الله الله الله الله    فازا ب «الدربي وال«سكوديتو» انتر بطل مبكّرا وإنزاغي يتخطى مورينيو    فيروسات ، جوع وتصحّر .. كيف سنواجه بيئتنا «المريضة»؟    رمادة: حجز كميات من السجائر المهربة إثر كمين    الليلة: أمطار متفرقة والحرارة تتراجع إلى 8 درجات    التضامن.. الإحتفاظ بشخص من أجل " خيانة مؤتمن "    النادي الصفاقسي : تربّص تحضيري بالحمامات استعدادا للقاء الترجّي الرياضي    إكتشاف مُرعب.. بكتيريا جديدة قادرة على محو البشرية جمعاء!    عاجل/ إنتشال 7 جثث من شواطئ مختلفة في قابس    باجة: تلميذ يعتدي على زميلته بآلة حادة داخل القسم    ليبيا: ضبط 4 أشخاص حاولوا التسلل إلى تونس    يراكم السموم ويؤثر على القلب: تحذيرات من الباراسيتامول    عاجل : الإفراج عن لاعب الاتحاد الرياضي المنستيري لكرة القدم عامر بلغيث    طلاق بالتراضي بين النادي الصفاقسي واللاعب الايفواري ستيفان قانالي    عاجل : مبروك كرشيد يخرج بهذا التصريح بعد مغادرته تونس    الجامعة تنجح في تأهيل لاعبة مزدوجة الجنسية لتقمص زي المنتخب الوطني لكرة اليد    جربة: إحتراق ''حافلة'' تابعة لجمعية لينا بن مهنّى    جندوبة: السيطرة على إصابات بمرض الجرب في صفوف تلاميذ    جرايات في حدود 950 مليون دينار تُصرف شهريا.. مدير الضمان الإجتماعي يوضح    تونس : 94 سائحًا أمريكيًّا وبريطانيًّا يصلون الى ميناء سوسة اليوم    وزير الدفاع الايطالي في تونس    المرصد التونسي للمناخ يكشف تفاصيل التقلّبات الجوّية    مصر: غرق حفيد داعية إسلامي مشهور في نهر النيل    نابل: الإحتفاظ بعنصر تكفيري مفتّش عنه..    أبرز اهتمامات الصحف التونسية ليوم الثلاثاء 23 أفريل 2024    وزارة الخارجية تنظم رحلة ترويجية لمنطقة الشمال الغربي لفائدة رؤساء بعثات دبلوماسية بتونس..    عاجل : وفيات في سقوط طائرتي هليكوبتر للبحرية الماليزية    جمعية منتجي بيض الاستهلاك تحذّر من بيض مهرّب قد يحمل انفلونزا الطيور    حادثة سقوط السور في القيروان: هذا ما قرره القضاء في حق المقاول والمهندس    بعد الجرائم المتكررة في حقه ...إذا سقطت هيبة المعلم، سقطت هيبة التعليم !    خالد الرجبي مؤسس tunisie booking في ذمة الله    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



"رفيق عبد السلام" (وزير الخارجية(:القوى المضادة للثورة تلعب في الوقت الضائع.. لن نتسامح مع فلول «التجمع» وقوى الفساد واستغلال الإسلام في الانتخابات الفرنسية خيار غير موفق
نشر في التونسية يوم 15 - 04 - 2012

لا لزوم لتقسيم تونس بين «معسكر الشريعة» و«معسكر العلمانية»
السلفية في تونس تيار شبابي قليل الوعي السياسي لكننا لن نعامله بسياسة بن علي
لا مانع من تسليم البغدادي المحمودي إلى ليبيا، لكن بضمانات
نظام دمشق يدفع الشعب السوري نحو خيارات قاسية
في حوار أجرته معه صحيفة «الشرق» القطرية تطرق السيد رفيق عبد السلام وزير الخارجية إلى العلاقات التونسية القطرية مشيرا إلى استثمارات قطرية في تونس بعدّة مجالات تشمل السياحة والبنوك والإسكان. وتحدث وزير الخارجية عن الوضع بتونس وعلاقاتها بالخارج موضحا أن ما أنجز بعد الثورة أشبه بالمعجزة السياسية وان الحكومة سجلت في 100 يوم فقط نجاحات رغم الصعوبات والأطراف التي تحاول إرباك عملها ووضع العصا في العجلة حتى قبل أن تدور.
وقال وزير الخارجية إن بعض القوى التي كانت خامدة ومرتعدة من التغيير تسعى الآن إلى استعادة أنفاسها لاسترداد ما خسرته من مواقع مؤكدا أن هؤلاء يلعبون في «الوقت الضائع» وأن تونس الثورة لا يمكن ان تتسامح مع فلول «التجمع» والقوى التي عاثت فسادا في البلاد.
كما شدّد وزير الخارجية على الطابع الديمقراطي والسلمي للثورة قائلا: «إننا لن نلجأ الى اجتثاث «التجمع» ولن يكون لدينا معتقلون سياسيون وإن كان لدينا بعض الموقوفين المتورطين في الفساد من رموز العهد السابق».
وأشار السيد رفيق عبد السلام إلى حرص حركة «النهضة» على الحكم بالتوافق وليس بمنطق المغالبة قائلا إنه لا يمكن الاعتماد على المعادلة الصفرية في مرحلة الانتقال الديمقراطي.
«التونسية» تنقل نص الحوار
نبدأ بالسياسة الخارجية التونسية بعد 100 يوم من الحكومة الجديدة هناك رؤية استراتيجية وخطط يتم تنفيذها ما ابرز ملامح هذه السياسة؟
السياسة الخارجية لا تنبني على الرغبات والتوجهات الفردية او توجهات حزب بل هي تعبر عن المصالح الوطنية العامة وتوجهاتنا في مجال السياسة الخارجية لم تبدأ مع هذه الحكومة ولكن بكل تأكيد نحن بصدد تطوير وتفعيل سياستنا الخارجية ولسنا بصدد صنع سياسة خارجية من الصفر، ونتجه الآن الى ان تكون لدينا سياسة خارجية نشيطة وفاعلة تتحرك في مختلف الاتجاهات والابعاد التي تعبر عن تعدد الجغرافيا السياسية التونسية، تونس بلد متوسطي فنحن منفتحون بطبيعة الحال على البحر الابيض المتوسط، وهذا يقتضي علاقات خاصة بالفضاء الاوروبي المتوسطي، ونحن بلد مغاربي والبعد المغاربي يشغل حيزا مهما في مجال علاقاتنا الخارجية ونحن بلد عربي وحريصون على تعميق صلاتنا بعمقنا العربي خليجا ومشرقا ومغربا ونحن بلد افريقي ايضا، فالتسمية التاريخية لتونس هي افريقية، وهذا ما يدفعنا الى بناء ونسج علاقات متينة وقوية مع المجال الافريقي، فالسياسة الخارجية لتونس تتحرك في مختلف هذه الاتجاهات، ونحن ندرك ايضا المتغيرات الحاصلة في نظام العلاقات الدولية في بيئة النظام الدولي، فهناك قوى صاعدة في المجال الدولي وهناك قوى نشطة وفاعلة مثل الولايات المتحدة الامريكية كقوة عظمى مؤثرة في الساحة الدولية ونحن حريصون على علاقة متوازنة تعبر عن المصالح المتبادلة وهناك قوى صاعدة جديدة مثل البرازيل والهند والصين، وسنقوم بزيارة خلال الايام القادمة الى كل من الصين وماليزيا وكوريا الجنوبية حتى تكون تونس منفتحة على مختلف القوى العالمية.
أشرت إلى نقاط عديدة تصلح منطلقا للحوار لكن اذا بدأنا بالشأن المحلي، كيف ترون أداء الحكومة في انجاز الملفات الداخلية؟
مسيرة الحكومة بفضل الله موفقة وما انجز في تونس يعتبر أشبه ما يكون بالمعجزة السياسية في حقيقة الأمر، خلال سنة تمكننا من اجراء انتخابات حرة ونزيهة لأول مرة في التاريخ السياسي الحديث لتونس وشكلنا حكومة ائتلاف وطني لأحزاب تشتغل مع بعضها البعض وتستفيد من خبرات بعضها البعض في بداية المسار الديمقراطي ونحن الآن نواجه اعباء وتحديات مرحلة ما بعد الثورة والتحدي الاقتصادي والاجتماعي يمثل العبء الاكبر، وبحمد الله، فالحكومة خلال مائة يوم سجلت نجاحات مشهودة رغم الصعوبات وسجلت مكتسبات ومنجزات مهمة وأنجزنا الميزانية التكميلية ووضعنا برنامج الحكومة الذي سيعرض على المجلس الوطني التأسيسي خلال الايام القادمة بميزانية طموحة تعطي الأولوية بالأساس للمناطق الداخلية التي حرمت طويلا والتي انطلقت منها الثورة مثل سيدي بوزيد وجندوبة ومدن الجنوب التي همشت وفقرت طويلا، حيث ستحظى بنصيب وافر من المشاريع التنموية في مجال البنية الأساسية وفي مجال المشاريع الصغرى والكبرى. والمجال الامني سجل تحسنا كبيرا وهناك ثقة كبيرة بالنسبة للمواطنين في هذه الحكومة لأن لديهم شعورا عاما بأن هذه الحكومة منتخبة وتعبر عن الارادة الشعبية العامة ومعدل التنمية حين تسلمنا الحكم كان 1،8 تحت الصفر الآن التوقعات وصلت الى تقريبا 1،5 ومن المتوقع ان يصل معدل التنمية الى 3،5 % خلال هذه السنة وهذا يعتبر شيئا استثنائيا ضمن المقاييس المحلية والمعطيات الاقليمية حولنا.
المنغصات التي واجهتكم خلال العام، خاصة ما يتعلق بالجانب الأمني والأطراف التي حاولت ارباك الحكومة كيف تتم معالجتها ديمقراطيا بالحوار وليس بالمواجهة الأمنية؟
نحن ضمن مناخات الثورة ندرك أن توقعات الناس مرتفعة جدا في مرحلة التحول الاجتماعي والسياسي والمطالب التي كانت مكبوتة لعقود من الزمن وفجأة تنفجر. ولكن نحن حريصون على التعامل مع هذه المطالب بروية وحكمة ضمن مناخ الديمقراطية مع تقديرنا أن بعض المجموعات الايديولوجية الصغيرة الفوضوية تريد إرباك الحكومة وانا لا أتهم كل المعارضة ولكن اتهم مجموعات صغيرة تعمل على ارباك الوضع العام، ووضع العصا في العجلة قبل ان تدور العجلة اصلا ونحن ووجهنا بسيل عارم من المطالب الاجتماعية والسياسية منذ الأيام الأولى لتشكيل الحكومة ولكن نتصور ان هناك رضا شعبيا عاما باستثناء بعض المجموعات الصغيرة التي لم ترضها نتائج الانتخابات تريد أن تعيد عقارب الساعة إلى الخلف وتريد أن تربك الوضع العام.
هل لديكم تواصل مع هذه المجموعات أم تواجهونها أمنيا؟
نحن نغلب روح الحوار في مناخ ديمقراطي ولا نريد الالتجاء إلى الأساليب الأمنية لأن المعالجات الأمنية دائما هي معالجات قاصرة ونريد ان نتحاور ونحن منفتحون على الجميع ولكن حينما يقتضي الامر نستخدم الامن ضمن حدود معينة للدفاع عن القانون، ونحن بلد الان محكوم بسلطة المؤسسات والقانون، وهذه الحكومة ستطبق القانون دون تردد.
يعني ذلك أن ما حدث في الأيام الأخيرة يأتي في هذا الإطار؟
ما حدث مؤخرا هو ضمن إطار تطبيق القانون فعلا فالسيد وزير الداخلية الاستاذ علي العريض سن قانونا مؤقتا بمنع المظاهرات في شارع الحبيب بورقيبة الشارع المركزي لكن بعض المجموعات أصرّت على التظاهر في شارع الحبيب بورقيبة في الوقت الذي كان متاحا لها ان تتحرك وتتظاهر وتحتج في شوارع اخرى جانبية ولكنهم اصروا على التظاهر فطبقت الوزارة القانون ضمن اطار منضبط.
هل استخدام العنف لفض المظاهرات يوحي بوجود عناصر تنتمي لقوى الثورة المضادة؟
مثلما هناك ثورة هناك قوى مضادة للثورة وبعض القوى التي كانت خامدة وكانت مرتعدة من عملية التغيير الآن تريد أن تستعيد أنفاسها وتستعيد ما خسرته من مواقع ولكني أتصور ان الثورة لها القدرة على حماية نفسها وهؤلاء يشتغلون في الوقت الضائع ولا يمكن ان نتسامح مع فلول «التجمع»، القوى التي عاثت فسادا في تونس والتي جلدت التونسيين وقهرتهم لعقود من الزمن ونهبت الثروات العامة. هذه القوى مدانة من الناحية السياسية والأخلاقية ولا يمكن للشعب التونسي ان يسمح لها ان تستعيد مواقعها السابقة او ان تحدث نفسها بأن تلتف على الثورة او تتصور انها يمكن ان تجني حصاد الثورة.فالثورة لها قواها الاجتماعية والسياسية ولها مكاسبها والشعب سيدافع عن هذه المكاسب وسيدافع عن النظام الجديد لأنه نظام شرعي مبني على الإرادة الشعبية العامة ومبني على انتخابات حرة وديمقراطية ونزيهة.
هل سيتم اجتثاث الفئات المحسوبة على «التجمّع» وتعرقل النظام الجديد؟
نحن لا نتحدث عن اجتثاث لأن هذا المصطلح سيء السمعة والحمد لله ثورتنا كانت سلمية وسنظل حريصين على الطابع السلمي لثورتنا وعلى الطابع الديمقراطي ايضا لحياتنا السياسية ولكنّنا سنتعامل بحزم وسنواجه كل المجموعات التي تريد الالتفاف على الثورة بحزم وبقوة الشعب وبقوى الثورة.
هل ستضعون في المعتقلات القوى الخارجة على النظام؟
نحن سنطبق القانون، والقضاء يجب ان يقول كلمته لملاحقة الفاسدين والمرتشين والذين تورطوا في الفساد والذين نهبوا الثروة العامة وسنتعامل معهم بسلطة القانون ودون عملية انتقام أو تشفٍ. ولكن القوى التي تورطت في المرحلة السابقة والتي تريد ان تلتف على الثورة ستجد الثورة تدافع عن نفسها بقوة الشعب وإمكانات الشعب.
هل لديكم إذن معتقلون سياسيون تحت هذا البند؟
لا ليس لدينا معتقلون سياسيون، لدينا بعض الموقوفين المتورّطين في الفساد من رموز العهد السابق سيخضعون لمحاكمة عادلة وهم موقوفون في ظروف جيّدة ونحن حريصون على سلامتهم الجسدية والمعنويّة دون تعرّض للتعذيب او اعتداء على حرمتهم الجسدية او المعنوية والقانون سيطبق.
مطالب الإصلاح تواجه بأنها تتبع أجندة خارجية؟
هي مطالب مشروعة ولا مهرب من الإصلاح وعملية التغيير التي بدأت سنة 2011 كانت مؤجّلة. كان من الممكن ان تحدث منذ أواخر الثمانينات لأن اوضاع العالم العربي لم تكن بأحسن حال من الاتحاد السوفياتي وأوروبا الشرقية لكن أجلت وقمعت عملية التغيير إلى أن انفجرت فجأة في وجه الحكام العرب وفي وجه النظام السياسي العربي وأتصور انه لا يمكن للوضع العربي ان يستمر على ما كان عليه، والتغيير هو استحقاق طبيعي والشعوب لها تطلعاتها المشروعة مهما حاولت الحكومات الالتفاف على التغيير.
يقال ان الحركات الاسلامية ركبت موجة الاصلاح وتقود المجتمعات العربية من معاناة تزاوج السلطة بالمال لتزاوج السلطة بالدين وهناك تخوّف كبير لاحظناه في الصحف من ذلك واذا كان راشد الغنوشي مع عدم تكويش «النهضة» لكن في مصر هناك ضجر نلحظه من حرص الاخوان على الجمع بين السلطات والمناصب والنقابات؟
لا أتصور ان الامر يتعلق بانتهازية سياسية والحركات الاسلامية هي جزء من النسيج الاجتماعي والسياسي وسبب من اسباب تعطل الحياة السياسية. في كثير من بلدان العالم العربي في العقدين الأخيرين على الأقل هو عدم تعبير المعترك السياسي عن طبيعة القوى الاجتماعية والسياسية فالمعادلة السياسية كانت مصطنعة في العالم العربي وبمجرد ان رفع غطاء القمع بعد الثورات العربية اصبح المشهد السياسي يعبّر عن حقيقة الأوزان السياسية والقوى الاجتماعية والسياسية الموجودة على الأرض. والطرف الإسلامي موجود وفاعل مؤثّر ولا يمكن تجاهل التيار الاسلامي في الساحة العربية ولكن عملية الانتقال الديمقراطي تحتاج إلى روح وفاقية ولا يمكن الاعتماد على المعادلة الصفرية في مرحلة الانتقال الديمقراطي بحيث ينفرد تيار معين او جماعة معينة بكل المنافع السياسية وتستأثر بالحكم والاقتصاد وكل شيء ولا بد من وجود روح توافقية تعبّر عن مختلف القوى الاجتماعية والسياسية الموجودة في الساحة لأن مرحلة الانتقال الديمقراطي تحتاج إلى اوسع قاعدة اجتماعية ممكنة ولا يمكن ان تكون محكومة بالمنافسة الحادة بين رابحين بالكامل وخاسرين بالكامل ونحن حرصنا في تونس على ان تكون هناك معادلة سياسية معقولة ضمن روح التوافق الوطني وان نبتعد عن القضايا الخلافية وأخطر شيء يواجه مجتمعاتنا هو تعميق عملية الاستقطاب الايديولوجي وللأسف هناك مجموعات دينية متشدّدة ومجموعات علمانية متشدّدة تريد ان تدفع مجتمعاتنا باتجاه الاستقطاب الايديولوجي. وإلى الآن فإن مجتمعاتنا يمثّل فيها الاسلام عنصرا مشتركا وأهم وسيلة لتحرير الاسلام ان يكون مشاعا بين جميع الناس والا يكون ملكا لفئة او لتيار معين والاسلام ليس ملكا لحركة إسلامية بل هو ملك لكل المجتمعات العربية والإسلامية عامة.
على المادة الثانية من الدستور جرى الجدل والخلاف ولكن كتلة «النهضة» بالمجلس التأسيسي ذهبت إلى ما لم يكن يتوقعه احد بالاكتفاء بالنص على ان دين الدولة هو الاسلام ورفضتم النص على ان تكون الشريعة مصدرا رئيسيا للتشريع او المصدر الأول؟
الفصل الاول من الدستور التونسي يحدّد هوية النظام بأن الهوية العامة للبلد نظامها السياسي جمهوري ولغتها العربية ودينها الإسلام وهذه الحدود تمثل الحد الأدنى المتفق عليه بيننا كتونسيين وهو امر مشترك ولا نريد ان ندفع بلدنا باتجاه استقطاب ايديولوجي أو ديني. وتونس لحد الآن اكثر البلدان تجانسا من الناحية الثقافية والدينية وليس لدينا أقليات عرقية أو دينية وبالتالي فالإسلام يمثل عنصرا مشتركا وليس هناك لزوم لدفع البلد باتجاه حركة تجاذب ايديولوجي واستقطاب بين ما يسمى بمعسكر الشريعة ومعسكر العلمانية ونحن نريد خيارا وسطيا يحفظ مجتمعاتنا واستقرارها، ويبدو لي ان هذا هو الخيار الصائب بدليل ان نتائجه جاءت ايجابية وحظيت بقبول بين مختلف الاطراف السياسية والاجتماعية في بلدنا.
إلى أين يأخذكم السلفيون في تونس؟
السلفيون في تونس ليسوا تيارا ضخما ونحن حريصون على التحاور معهم وكل مَن لديه افكار واطروحات فنحن مستعدون للتحاور معه بشرط ألا يهدد السلم العام وألا يستخدم السلاح، لأن هذا هو الخيار الأسلم لضمان توافق وطني وتجنّب الهزات الاجتماعية والسياسية ولا نريد ان نكرّر سياسات خاطئة سابقة كأساليب الاعتقالات والملاحقات التي انتهجها بن علي ولا شك ان هذا تيار شاب وفي الغالب عناصره من الفئات الشبابية قليلة الوعي السياسي والديني تأثرت بالفضائيات وبما يجري في العالم العربي والاسلامي من تطورات ولكن نحن حريصون على التحاور مع هذا التيار وتجنّب الخيارات الأخرى مع الحرص على تطبيق سلطة القانون ضد مَن يتجاوز القانون.
في ما يتعلق بعلاقات الجوار التونسي كيف هي خطتكم لتعزيزها مع دول المغرب العربي ثم ما هو اوسع من ذلك؟
الحمد لله،هناك علاقة وثيقة. لم نلاحظ أن هناك توجسا أو خشية من الجيران خاصة بعدما اتضحت معالم الثورة وخياراتها الجديدة، نحن من أولوياتنا المطلقة توثيق علاقاتنا المغاربية وكانت من اولى الزيارات التي قمنا بها بصحبة رئيس الجمهورية الى البلدان المغاربية، بدأنا بليبيا الشقيقة ومنها انتقلنا الى موريتانيا وتوجنا ذلك بزيارة الجزائر وكنا نحمل مقترحا كبيرا وطموحا وهو عقد قمة مغاربية للاتحاد المغاربي.. والقمة الاولى التي انعقدت في مراكش سنة 1989 هي اول وآخر قمة للأسف والحمد لله وفق المسعى بنجاح واتفقت الدول المغاربية على المقترح التونسي بعقد قمة مغاربية في تونس نقترح أن تكون في شهر أكتوبر ونحن حريصون على البعد المغاربي في سياستنا الخارجية لأن مصالحنا السياسية والاقتصادية والأمنية والاستراتيجية مرتبطة بدول الجوار المغاربي، وأي حدث لا قدر الله يقع في أي من دول الجوار سيؤثر في وضعنا الداخلي وأي خلل يقع في تونس بالضرورة سيؤثر على دول الجوار المغاربي والمنطقة تعتبر من اكثر مناطق العالم العربي تجانسا من الناحية الثقافية والتاريخية والميراث الثقافي.
هل يمثل احياء الاتحاد المغاربي أولوية في سياستكم الخارجية؟
نعم لأن هذا الاطار يعبر عن مصالحنا الاستراتيجية وتونس بلد صغير لا يمكن أن يعيش إلا في ظل فضاء مغاربي أوسع.
هذه السياسة النشطة تجاه إحياء الاتحاد المغاربي والاجتماع الثلاثي لبلدان الثورات الافريقية مصر وليبيا وتونس.. بم تفسرون هذا الحضور؟
هذا يعكس حرصنا على نسج علاقات نشيطة وفاعلة سواء كان ذلك في الاطار المغاربي أو العربي أو الدولي، والحمد لله، فنحن من الأشهر الاولى لتشكيل الحكومة نقوم بزيارات موفقة ونوثق الصلات ونتجاوز العثرات التي تراكمت في السنوات الاخيرة على صعيد سياستنا الخارجية، والثورة أعطتنا رصيدا مهما. فحضور تونس على الصعيد العربي والاقليمي والعالمي حضور متميز وتونس أصبحت علامة سياسية مميزة في العالم العربي وفي مختلف العواصم الدولية وكل الزيارات التي قمنا بها وجدنا ترحابا كبيرا بتونس وهو رصيد ومخزون مهم منحته لنا الثورة بما وفرته لنا من مجال حيوي نشيط في مجال سياستنا الخارجية.
الاجتماع الثلاثي لماذا اقتصر على بلدان ثورات شمال افريقيا؟
نحن حرصنا على التواصل في هذا الشريط المتصل من الثورات مصر وليبيا وتونس للتشاور السياسي في القضايا المشتركة وكذلك للتنسيق الأمني، ولذلك عقدنا الاجتماع الثلاثي مع الانفتاح على دول الجوار الاخرى ودعونا وزير خارجية الجزائر ولكن لارتباطات سابقة لم يتمكن من الحضور سنفعل هذا الاطار التشاوري ونضم له دولا اخرى مجاورة خاصة الجزائر.
حلم تونس باستعادة اتحاد المغرب العربي يقابل بعقبات.. بين ليبيا وتونس ملف البغدادي وبين ليبيا وموريتانيا ملف السنوسي وبين الجزائر والمغرب ملف الصحراء المزمن فكيف الاتحاد اذن؟
نحن نتعامل مع هذه الملفات الشائكة بروح عملية وبتقديم المصالح المشتركة، نحن ندرك التعقيدات في ملف الصحراء الغربية وتحدثنا مع الاخوة في الجزائر والمغرب وقلنا ان هذا الملف معقد ومنذ سنوات طويلة وليس من المنتظر حل هذه المشكلة المعقدة خلال شهر أو شهرين أو سنة او سنتين وستأخذ مداها وهي متروكة اليوم بين ايدي الامم المتحدة والأولوية يجب أن تتركز على المصالح الاقتصادية المشتركة وان نضع موضوع الصحراء جانبا ولاقى هذا المقترح التونسي القبول. في ما يتعلق بموضوع المحمودي لا أتصور أن هناك عقبة في هذا الجانب، فنحن في تواصل مستمر مع أشقائنا في ليبيا وحريصون على الالتزام بالقوانين والمعايير الدولية، واذا وقع التزام من اشقائنا في ليبيا بعدم تعريض الحرمة الجسدية لهذا الرجل لأي اعتداء فليس هناك ما يمنع من تسليمه للسلطات الليبية، فنحن كحكومة لم نتردد في تسليمه مع وجود ضمانات. أما مسألة السنوسي فلا أتصور انها تحتاج لوساطة، فأشقاؤنا في البلدين متواصلون وقد تكون هناك بعض المشاكل الجزئية العارضة ولكن أتصور أن روح الاخوة العربية والمغاربية هي الغالبة ويجب أن ننظر الى مصالحنا برؤية وعقلانية لأن طموحات شعوبنا كبيرة وتعثرنا كثيرا على هذا الصعيد ولا يعقل ان تكون طموحات الأجيال السابقة التي كانت تحلم بمغرب عربي كبير كبيرة وأن تكون طموحاتنا أقل أو أدنى من طموحات الآباء والأجداد.
كيف تقرأون الأوضاع في مالي وهي ليست بعيدة عنكم وهل يشكل انفصال اقليم ازواد تهديدا للأمن الوطني التونسي خصوصا ما يتردد عن لجوء تنظيم «القاعدة» الى هذا البلد؟
بكل تأكيد هذا الامر ننظر اليه بانشغال شديد لانه يمس أمننا الوطني والمغاربي ونحن ليس لدينا جوار مباشر، ولكن نحن متصلون بالجزائر وليبيا وهما مجاورتان لمالي ولذلك ننظر باهتمام بالغ لما يجري في مالي خاصة مع وجود نزعات انفصالية مسلحة عنيفة تهدد أمننا الوطني، ولذلك نحتاج الى رؤية مشتركة وتنسيق أمني مشترك في السياق المغاربي لمواجهة التحديات الأمنية الطارئة جنوب الصحراء.
هل أنتم مستعدون للتعاون مع واشنطن إذا ما قررت مواجهة ما تعتبره تنظيمات تنتمي ل «القاعدة» في مالي تحت ما يسمى الإرهاب؟
نحن نشتغل ضمن أجندة مغاربية وعربية وليس بالضرورة ضمن أجندة امريكية لأن لدينا مصلحة في مواجهة النزاعات الانفصالية والحركات العنيفة التي تحمل السلاح لأن هذا يمثل تهديدا لأمننا الوطني والمغاربي والعربي.
علاقاتكم مع أمريكا هل ستكون على حساب أوروبا ودول حوض المتوسط الشمالية؟
نحن ندرك قوانين الجغرافيا، وأوروبا اقليم مجاور لدينا معه امتداد بحري وصلات جوار وايطاليا على بعد نحو 60 أو 70 كيلومترا فقط ومصالحنا التجارية عميقة مع أوروبا و 83 % من مبادلاتنا التجارية مع أوروبا، ونحن مرتبطون باتفاقية شراكة منذ سنة 1975 مع الاتحاد الأوروبي ولكن هذا لا ينفي ان نكون منفتحين وعلى علاقة جيدة مع الولايات المتحدة.
لكن البعض يرى أن أمريكا تريد أن تعلو موجة الثورة وأن يكون لها موطئ قدم في الوضع العربي الجديد؟
نحن لا نشتغل إلا من خلال أجندة وطنية وعربية، اذا كانت أمريكا أو أوروبا لا تقف عقبة في وجه التغييرات السياسية الحاصلة في منطقتنا، فالشعوب العربية لها تطلعات ولا أحد يستطيع أن يقول ان ما جرى في تونس أو مصر هو مؤامرة أمريكية أو أوروبية.. هذه مطالب شعوب مشروعة واذا كانت الولايات المتحدة حريصة على مسايرة هذه الموجة وعدم الوقوف عقبة امام التحولات الديمقراطية في المنطقة العربية فأهلا وسهلا.
لكن هناك من يرى أن ما يجري يتم بمؤامرة أمريكية؟
الشعوب لا تحركها المؤامرات، والمؤامرات يمكن ان تنطلي على بعض المجموعات او النخب، لكن الشعوب وحركة المجتمعات أصيلة ولها قوانينها الذاتية ولها اعتباراتها وأولوياتها الخاصة ولا أتصور أن ما جرى في تونس أو مصر تعبير عن أجندة أمريكية أو خارجية لا يمكن تفسير حركات الشعوب بنظرية المؤامرة.
علاقاتكم مع فرنسا كيف تتجه في ظل تجاذبات اليمين واليسار في الانتخابات الفرنسية؟
نحن حريصون على علاقات جيدة متميزة مع فرنسا لاعتبارات الثقافة بحكم ان فرنسا تؤثر في بلدان المغرب العربي، ولكننا حريصون على علاقات متكافئة، فهناك اخطاء ارتكبت على صعيد السياسة الفرنسية من خلال دعم نظام بن علي الى الرمق الاخير، ولكن نحن نريد أن نغلق ملفات الماضي وننظر الى المستقبل بما يخدم المصالح الفرنسية التونسية والمصالح الفرنسية العربية.
هل في الأجندة القيام بزيارة قريبا إلى باريس؟
فرنسا الآن منشغلة بالانتخابات ولكن زيارة السيد آلان جوبيه لتونس كانت من اولى الزيارات وليس هناك ما يمنع من القيام بزيارة باريس.
وماذا إذا وصل اليسار إلى الحكم؟
نحن لسنا معنيين أن يحكم اليسار أو اليمين فهذا شأن فرنسي داخلي ولا اتصور أن السياسة الخارجية الفرنسية ستشهد تغييرا يذكر مع صعود اليسار او تراجع اليمين أو بقاء اليمين في الحكم لأن السياسة الخارجية للدول الديمقراطية محكومة بثوابت ومرتكزات عامة وليس بمصالح وأجندة الاحزاب السياسية.
لكن افتعال ساركوزي لقضية استبعاد الدعاة الإسلاميين من دخول فرنسا هل يعكس رضوخا لتيار الاسلاموفوبيا قد يمتد لدول الثورات العربية؟
هذا خيار غير موفق ويؤسفني ان اقول ان هناك نزعات لبعض الساسة الأوروبيين عامة بما في ذلك فرنسا لاستغلال المشاعر الوطنية حتى اثارة الاسلاموفوبيا واصبح من اليسير جدا توظيف ورقة المهاجرين او ورقة الاسلام لتحسين الأرصدة الانتخابية وهذا ما نراه في فرنسا وللاسف ان يقع التنافس اليوم ليس فقط على ارضية اليمين لكن بين وسط اليمين وبين اقصى اليمين لاجتذاب اقصى مايمكن من اصوات الناخبين لصالح الاحزاب اليمينية وهذا مانراه في فرنسا اليوم.
هل تتخوفون من ارتدادات الثورات العربية خصوصا في مصرعلى ثورة تونس بعدما رأينا من دخول نائب مبارك لسباق الرئاسة؟
نحن ليست لدينا خشية نحن لدينا شعور بأن مصر رغم كل الصعوبات تتقدم في الاتجاه الصحيح فقد جرت انتخابات مجلس الشعب في مصر وهي تتهيأ للانتخابات الرئاسية ونأمل ان تسير التجربة في طريقها السليم لأن مصر بلد مؤثر في المحيط العربي والاقليمي الأوسع وما يجرى في مصر سيؤثر على الاوضاع في تونس مثلما تأثرت مصر بتونس رغم انها صغيرة الحجم لأن الأوضاع العربية شديدة التداخل والترابط واحد الدروس المستخلصة من الثورة التونسية هو تداخل الجغرافيا السياسية العربية وهذا ماجعل الثورة التونسية تتحول من حدث محلي الى حدث عربي والعواصم العربية والشارع العربي كان يراقب مايجرى في تونس مثلما نحن اليوم نراقب مايجرى في مصر وفي بقية العواصم العربية وهذا مايدفعنا الى نسج علاقات متينة مع محيطنا العربي ومقولة ان تونس اولا او لبنان اولا مقولة خاطئة.
بما ان الأوضاع العربية شديدة التداخل كيف تنظرون الى الثورة السورية بعد انتهاء مهلة كوفي عنان وكان لكم دور في استضافة اجتماع اصدقاء سوريا وشاركتم بفعالية في مؤتمر اسطنبول؟
مايجرى في سوريا ثورة والشعب السوري ليس اقل استحقاقا للحرية والكرامة من الشعب المصري او التونسي والثورة محكومة بأجندة وطنية سورية والشعب السوري عانى طويلا من الاضطهاد والقمع السياسي ولديه مطالب مشروعة في الحرية والعدالة والكرامة و وُوجهت هذه المطالب بقمع شديد وسياسة دموية اقترفها النظام السوري ونحن كثورة لانملك الا ان نكون متعاطفين ومتضامنين مع اشقائنا في سوريا. وللاسف النظام السوري لايصغى لمطالب شعبه وتفاءلنا خيرا بقبول مبادرة السيد كوفي عنان ولكننا لم نر الى حد الان نتائج على ارض الواقع، ونحن بهذا الدافع وبالتضامن مع اشقائنا عقدنا المؤتمر الأول لأصدقاء الشعب السوري على ارض تونس في فيفري وشاركنا في المؤتمر الثاني في اسطنبول وسنستمر في الوقوف الى جانب اشقائنا في سوريا الى ان تتحقق مطالبهم المشروعة ونأمل ان تكون مبادرة كوفي عنان مقدمة لحل حقيقي يقوم على الاستجابة لتطلعات الشعب السوري في الحرية والكرامة.
في حال فشل مساعي عنان ماهي الخيارات العربية المتاحة هل بتسليح الجيش الحر بعدما تم الاعتراف بالمجلس الوطني كممثل للشعب السوري؟
النظام السوري يدفع الشعب السوري نحو خيارات قاسية وكنا نتمنى ان تكون الثورة السورية سلمية وتحقق مطالب الشعب السوري ضمن هذا الاطار ولكن النظام يدفعه لخيارات قاسية ومكلفة.
المعارضة لاتزال مفككة فلماذا لم يتم الاصطفاف الى جانب المعارضة بشكل واضح؟
ليس من المنتظر ان تكون هناك معارضة متعافية في ظل الوضع الدكتاتوري الاستبدادي وطبيعة الدكتاتوريات تضرب القوى الاجتماعية والسياسية وهذا لمسناه في تونس ومصر. ولكن هناك تشتتا للمعارضة السورية برغم وجود خطوات صحية بذلت والمجلس الوطني السوري يتجه لأن يكون مظلة جامعة للمعارضة وأتحنا فرصة للمجلس بأن يتحدث بصوت موحد هنا في تونس وفي اسطنبول ونأمل ان تكلل خطوات المعارضة بالنجاح لتكون جديرة بقيادة الحركة السياسية السورية وتحقيق المطالب العادلة والمشروعة للشعب السوري.
أين موقع تونس من التوجهات العربية لإصلاح الجامعة العربية؟
نحن ندعم بقوة اصلاح مؤسسات العمل العربي المشترك مهما كانت المؤاخذات على الجامعة العربية تظل هي المظلة الجامعة الممثلة للرأي العام وللمصالح المشتركة التي لم ترتق لمستوى تطلعات الشعوب العربية ونحن حاضرون ضمن مؤسسات الجامعة وقد تكونت لجنة تفكير في اصلاح الجامعة حيث انعقدت الجلسة الاولى هنا في تونس بقيادة السيد الاخضر الابراهيمي وزير الخارجية الجزائري الاسبق ونحن بصدد تقديم مقترحات لتفعيل العمل العربي المشترك حتى ترتقي الجامعة لمستوى تطلعات الشعوب وحتى ترتقي لمستوى المتغيرات الجدية الحاصلة اليوم في الوضع العربي وماكان يقبل به الشارع العربي قبل خمس او ست سنوات لم يعد يقبل به اليوم والشعوب العربية تريد مزيدا من التضامن السياسي ومزيدا من التكامل الاقتصادي ولا يعقل ان هذه المنطقة التي تعد من اكثر مناطق العالم ترابطا وثقافيا من الناحية الثقافية والدينية واللغوية ان يبقى مستوى التبادل التجاري والمنافع المشتركة ضمن هذا السقف المحدود مقارنة بمناطق وتكتلات اقليمية ودولية اخرى تقدمت كثيرا.
اذا تحدثنا عن علاقاتكم بدول مجلس التعاون الخليجي هل تحظى بأولوية في المرحلة المقبلة؟
نعم وهناك حرص على تطوير علاقاتنا بأشقائنا في مجلس التعاون الخليجي لأننا حريصون على علاقات جيدة مع عمقنا العربي مشرقا ومغربا وخليجا وللاسف لم نهتم سابقا بنسج علاقات اقتصادية وسياسية جيدة مع دول مجلس التعاون الخليجي والامور تتطور في الاتجاه السليم. فقد زرت عدة عواصم خليجية زرت قطر والامارات وسأزور سلطنة عمان وربما ازور المملكة العربية السعودية وسأزور الكويت في اطار اللجنة التونسية الكويتية المشتركة.
ملف الرئيس السابق بن علي هل هو قابل للتعاطي مع الدولة التي يقيم فيها السعودية خاصة ان هناك قضايا رفعت عليه؟
هذا مطلب عام من طرف قوى الثورة في تونس بعودة الرئيس المخلوع ومحاسبته على ما اقترف من جرائم وعلى ما نهبه للثروة العامة ولكن هذا يجب الا يقف عقبة امام تطوير علاقاتنا مع المملكة العربية السعودية واشقائنا في الخليج.
هل هناك توجه لتعزيز العلاقات مع ايران خاصة ان هناك علامات استفهام في علاقة ايران بالدول العربية؟
ليس هناك شيء خاص في العلاقة بين تونس وايران ونحن منفتحون على الدول العربية والاسلامية عامة ومنها ايران وننظر للعلاقة معها من زاوية المصالح المشتركة ولكن ضمن اطار الثوابت والمصالح العربية.
ملف العلاقات التونسية أين يقف الآن وماذا عن الاستثمارات المشتركة؟
بحمد الله هي علاقة جيدة ومتميزة وواعدة ونحن نقدر عاليا دعم قطر لتونس والدعم الشخصي الذي حظيت به تونس من طرف سمو الامير، حيث كانت زيارة سموه من اولى الزيارات لتونس بعد تشكيل الحكومة ونحن نتبادل الزيارات والخبراء يجتمعون وهناك مشاريع واستثمارات متبادلة ونحن مطمئنون تماما لمستوى العلاقات التونسية القطرية التي تسير باتجاه متنام يوما بعد يوم.
هل هناك لجان سيتم تفعيلها قريبا؟
هناك لجان تجتمع بطريقة منتظمة من طرف الوزارات المعنية وتجتمع في الدوحة والأمور تسير في الاتجاه الصحيح
هل هناك استثمارات قطرية قادمة؟
نعم وهناك مشاريع استثمارية قطرية وهناك مشاريع في مجال السكن الاجتماعي وفي مجال السياحة وفي مجال المالية وفي المجال البنكي والمالي والامور تسير والعلاقات نشيطة وجيدة بحمد الله.
هل ستشهد الدبلوماسية التونسية وجوها جديدة بعد الثورة؟
نحن حريصون على التجديد ولكن ليس من الصفر وسنستفيد من كل المكتسبات السابقة وسنعزز الايجابيات ونتجاوز السلبيات ومقتضيات ذلك ايضا ابراز وجوه جديدة في مجال الدبلوماسية لان هناك عملية تدمير للأسف تعرضت لها الدبلوماسية التونسية خلال العقدين الاخيرين بما جرى من تهميش لأصحاب الكفاءة ومن يتمتع بكفاءة مهنية في وزارة الخارجية وسنعيد الاعتبار لهذه المؤسسة العريقة في تونس ونقدم اصحاب الكفاءة والقدرة بحيث يكون الرجل المناسب في المكان المناسب.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.