تبقى الحياة الطلابية مشوار حياة تطيب ذكراه حيث تؤلف ردهاتها باقة من الذكريات رغم حلوها ومرها تمثل مصدر افتخار للمستجوب بقطع النظر عن المحطة التي اختارها أو اختارته. ضيفنا اليوم هو السيد مختار الطريفي محام متزوج وأب لبنت وولد. شغل خطة كاتب عام جمعية الصحفيين من 1980 إلى 1984 وكان عضوا بمكتب الفيدرالية الدولية للصحفيين. عن حياته الجامعية تحدث فقال: «دخلت كلية الحقوق والعلوم السياسية والاقتصادية سنة 1970 لدراسة اختصاص الحقوق وسجلت بالتوازي مع ذلك بمعهد الصحافة وعلوم الاخبار لكني لم أنه السنة بالمعهد ولم أجتز الامتحانات وتفرغت لدارسة الحقوق. كنت ناشطا ضمن الاتحاد العام لطلبة تونس، وفي السنة الجامعية 1971-1972 اتصلت وعدد من الطلبة بكاتب الدولة لدى وزير التربية والتعليم آنذاك السيد حامد الزغل وأبلغناه برفضنا لنتائج مؤتمر قربة الذي استحوذ من خلاله الطلبة الدستوريون على الاتحاد العام لطلبة تونس. شاركت في حركة فيفري 1972 وتم إيقافي خلال مظاهرات طلابية وأطردت من الجامعة وتم إرسالي لأداء الخدمة العسكرية فقضيت سنة كاملة بين جندوبة وطبرقة وعين دراهم. ولما قررت العودة إلى الجامعة سنة 1975 وجدت نفسي مطرودا من كافة المعاهد العليا والجامعات فقدمت قضية إلى المحكمة الإدارية ضد وزير التربية والتعليم وحكم لصالحي إلا أن الحكم لم ينفذ، فلم أعد إلى الجامعة ودخلت ميدان الصحافة وخلال مناقشة ميزانية الدولة لسنة 1978 ولما كنت موجودا ب«مجلس الأمة» اتصلت بأحد النواب وأعلمته بعدم تنفيذ حكم المحكمة الإدارية فاتصل بدوره بمحمد مزالي وزير التربية والتعليم وأبلغه بالمسألة فأمر بعودتي وأصبح القرار يدرس بالجامعات تحت عنوان «قرار الطريفي حول نظرية الظروف الاستثنائية». عدت إلى الجامعة وأنهيت دراستي وحصلت على الأستاذية في الحقوق، لكن تم حرماني من المنحة على إثر كلمة ألقيتها بالكلية بالرغم من أن الوزارة أذنت بصرفها لي». وبخصوص إقامته بالمبيت الجامعي قال محدثنا: «أقمت بمبيت رأس الطابية ومبيت المنزه لكن بعدما تم طردي من الجامعة أصبحت أتردد على بعض المبيتات وأقيم بها بصفة غير شرعية أي دون علم المسؤولين فيها. وأتذكر أن بعض المبيتات كان محل مداهمة من عناصر الأمن، كما أتذكر إضراب الجوع الذي قام به طلبة مبيت راس الطابية سنة 1972 وكان المبيت محاصرا بقوات الأمن لذلك كوّنا لجنة لحماية الحي بقيادة الطالب عبد السلام المكور الذي كنا نلقبه ب«الجنرال جياب».