عقد مساء السبت 21 افريل اجتماع بصفاقس بين هيئتي «حزب العمل الوطني الديمقراطي» ممثلة في أمينها العام عبد الرزاق الهمامي و«حركة الوطنيين الديمقراطيين» ممثلة في شكري بلعيد والمندمجين حديثا داخل "الوطنيين الديمقراطيين ". وفي معرض حديثه عن مثل هذه التحالفات وصولا الى التحالف موضوع الحديث أوضح الأستاذ شكري بلعيد أن ما يفصل التوجهات السياسية عن بعضها هو مدى معاداتها أو تواطئها مع الامبريالية العالمية وتحديدا الأمريكية، موضحا أن مشروع الاسلام السياسي الأمريكي هو الذي سهل اعتلاء حركة «النهضة» سدة الحكم في تونس وأن هذا ما يجعلها حزبا عدوا، مستغربا تحالف أحزاب مثل «المؤتمر» و«التكتل» معها، مشيرا إلى أن هذا ينسحب على عدة أحزاب تجعل من التحالفات وسيلة انتخابية لا أكثر وذلك بوضع اليد في يد أحزاب أخرى قد تتعارض معها في الأرضية السياسية. وأوضح شكري بلعيد أن المبدأ في هذا المجال هو النواة الصلبة وأن الوقت حان للتحول من أحزاب الاحتجاج الى أحزاب التجميع والتطمين وتقديم المشاريع الى القاعدة الشعبية العريضة. وفي نفس السياق أوضح عبد الرزاق الهمامي أن الصراع اليوم هو صراع بين الإمبريالية العالمية التي تطمح للسيطرة على العالم وعلى ثرواته وبين الشعوب المضطهدة التي ترنو الى التحرر والانعتاق، مستشهدا بذهاب الشباب التونسي للاستشهاد في فلسطين على اعتبار اسرائيل جزءا من المخطط الامبريالي العالمي مؤكدا على ان السؤال في تونس اليوم هو عن هوية الحاكم، بوصفه ممثلا للثورة أم ممثلا للثورة المضادة وأن الاجابة عن هذا السؤال هي أساس الحل اليوم باعتبار وجود بعض القوى الراديكالية المؤمنة بالثورة وبعض الأطراف الأخرى التي تؤمن بإمكانية اجراء عملية تجميلية لوجه النظام البائد بتغيير بعض ملامحه والابقاء على معظمه. وتعقيبا على هذه المداخلات وبعد فتح المجال للحضور للنقاش تركزت أغلب المداخلات على تباين البعدين التنظيري والتطبيقي بما يلبي حاجة الجماهير العريضة من شغل وكرامة وأمن اقتصادي وافتقار هذه الطروحات ماضيا لما يلبي هذه الحاجيات على أمل أن يفتح هذا التحالف الجديد الباب نحو نواة صلبة تنجح في الوصول الى العملية التعبوية المنشودة .