كان متوقعا بل منتظرا.. كنا جميعا نعرف أنه مندلع دون شك ولم يبق سوى الموعد في عهدة الغيب!.. كانت كل المؤشرات تنبئ بقرب حدوث الإنفجار ولم تكن لتخدع حتى البسطاء من خلق الله.. فمنذ بداية الموسم اندلعت الشرارة وكانت الصفارة في مقدمة المستهدفين لتنطلق الحكايات والروايات حول الدسائس وما يحاك في الكواليس وبذلك أعطيت إشارة المرور إلى السرعة القصوى في حبك المسلسلات والمواقف الدرامية.. هنا حديث عن علاقة الحكم الفلاني، بالمسير الفلتاني، وهناك مسرحية محبوكة لضرب الفريق العلاني تمهيدا لصاحب المعاني.. حكايات وروايات لا تنتهي.. وفي ظل كل ذلك يتواصل الصمت الرهيب الذي يخيم على الجهات الماسكة بالقرار وكأن هناك إصرارا على تفجير الأوضاع وإشعال النار.. وفعلا لم ينته الفصل الأول من بطولة المحترفة الأولى في كرة القدم حتى وقفنا على ما لا يصدق من ردود فعل ما كان لها أن تصل تلك الدرجة من الحدة لو وجدت صدّا أو متابعة موضوعية. لقد ظننا أن زمن الصمت والخوف والمجاملات قد ولى وانتهى مع رحيل سليم شيبوب عن الساحة الرياضية ولكن التعايش مع ظله بقي متواصلا ليزيد في حجم الإحتقان الذي يؤدي في النهاية إلى الإنفجار.. وانفجار الأسبوع حدث في شطرين.. شطر أتى على لسان أمين مال مستقبل قابس الذي توجه بالإتهام المباشر إلى الترجي الذي «لا يستغرب منه مثل هذا التصرف المشبوه».. وذلك في تعليق على تحكيم الرحموني.. أما الشطر الثاني فقد صدر عن أحد مسؤولي الأولمبي الباجي الذي هدد «بالإنسحاب من البطولة».. إننا نتفهم ما يصدر عن مسؤولي الأندية في ظل الظروف الخاصة التي تمر بها أنديتهم وحقهم في الدفاع عنها بكل الوسائل والطرق التي يرونها صالحة. ولكن ذلك يبقى متاحا ما دام في حدود التعقل واحترام التراتيب والإجراءات التي توفرها القوانين للتظلم في مثل هذه الحالات والأوضاع.. فما سمعناه يخرج عن نطاق المنطق والقانون لأن توجيه التهم بتلك الحدة دون أن تتوفر الإثباتات يعتبر خروجا عن السياق!.. قد يخطئ الحكام وعليهم أن يتحملوا أوزار أخطائهم ولكن ليس لأحد الحق في تجاوز ذلك إلى مفاوز أخرى لا تجني منها كرتنا سوى الخسران. ليقل كل واحد منا كلمته بصوت مسموع مع احترام نواميس الحوار وحرية التعبير وفق مقتضيات القانون وعلى المسؤولين في الهياكل الرياضية المعنية إيلاء تلك المسائل كل الاهتمام من خلال المتابعة والتحقيق وإعطاء كل ذي حق حقه عبر تطبيق القانون ولا شيء غير القانون.. ويبقى نصف الكلام.. ومني عليكم السلام...