في انتظار أن يسلّم المعتدي على العَلَم نفسه على طبق من ذهب تجاوبا مع دعوة المرزوقي وأخذا بخاطر الرئيس المؤقت علينا ألاّ نحصر القضية في شخص واحد لأنه لم يكن وحيدا أمام الجامعة... كان معه جزء من تنظيم لم ير غضاضة في هذا التصرف بل تم على عين المكان تبادل العنف.. ولهذا من الأجدى ألاّ نركز على فرد وإنما على الظاهرة وخلفياتها الحقيقية ومن جهة أخرى نريد موقفا حازما وواضحا من الحكومة تجاه هؤلاء، وإلى حدّ علمي فإن الضبابية هي سيدة الموقف وفي رواية أخرى هناك صمت مريب والصمت شريك للفاعل... قد تكون «النهضة» قابلة لهذا الوضع ولكن الحكومة بلا عذر لأنها مسؤولة عن حفظ النظام وتطبيق القوانين لحماية المؤسسات والأشخاص والممتلكات على الجميع دون تمييز... وإن لم تقم بدورها فالخاسر الأول هي هيبة الدولة وسيادة القانون وبدونهما نشرّع لقانون الغاب والفلتان... إلى الآن لم أجد ردّا مقنعا.. بل سمعت تصريحات تدعو إلى عدم التهويل... وأخرى تلبس التهمة لرئيس الجامعة مع أن رئيس الجامعة محمي بقانون وأيضا بالمعروف... والأدهى أنه أصبح مستهدفا في شخصه مباشرة بالثلب والقذف الواضح. في انتظار أن يسلم المعتدي على العلَم نفسه أخذا بخاطر المرزوقي... هل يبقى الأمن مكتوف الأيدي.. لأن المعتدي سيقدّم اعتذارا عما أتاه في حق رمز البلاد... إلى متى يغطي الصمت عين الشمس بالغربال.. الجماعة في كل مكان يعتصمون... وعند كل مسيرة مدنية يتحركون.. وأمام مبنى التلفزيون الوطني يبيتون... ومن حين إلى حين يزارون ويتزوّدون بالمؤونة والماء من حيث «يدرون»... ما الحكاية إذن؟! في انتظار أن يسلّم المعتدي على العَلم نفسه أخذا بخاطر الرئيس المؤقت... حدّدوا موعد الانتخابات القادمة.. فعّلوا الآليات والهياكل المصاحبة للانتخابات.. وادعوا الناس للتسجيل والمشاركة... لأن الهوامش ملأت الدنيا وغيبت الأجندة الحقيقية... مطامح الثورة والمرور من الانتقالي الشرعي إلى شرعية الثابت... وعندها تستعيد الدولة هيبتها كاملة ويستعيد الشعب سيادته كاملة... كلمة إلى السيد الرئيس... تدنيس العلم حدث يوم الأربعاء الماضي... كنا ننتظر خطابك مساء الأربعاء... ولكن لم يكن للأربعاء مساء.