التونسية (تونس) تعليقا على تصريحات رئيس الجمهورية لتلفزيون ال «بي. بي. سي» التي أكد فيها على وجوب تدخل عسكري عربي في سوريا (التونسية: ص 3 عدد أمس) وافانا العميد السابق للمحامين الأستاذ البشير الصيد بالردّ التالي: « أعبّر عن أكبر الاستغراب والدهشة لهذه التصريحات والمواقف التي اتخذها سيادة الرئيس والمتمثلة في طرد السفير السوري واحتضان مؤتمر أصدقاء سوريا الذين هم أعداؤها ومطالبته بأن يمنح اللجوء السياسي لبشار الأسد ومطالبته بالتدخل العسكري في سوريا وهي مواقف وأعمال فاقت مواقف وأنشطة أعداء سوريا من الأمريكان والأتراك وحكومتي قطر والسعودية والمجموعات الإرهابية وحتى عندما تراجع أعداء سوريا عن المطالبة بالتدخل العسكري وأصبحوا يؤكدون على حل الأزمة سياسيا وبالحوار، فها هو سيادة رئيس الجمهورية مايزال متشبثا بمواقفه وأعماله المضادة لسوريا، وكل هذه المواقف والأعمال التي قام بها السيد الرئيس مصر عليها ومستمر في الدعوة اليها والتحريض على سوريا.. فإني أعتبرها انخراطا رسميا في الحلف المعادي لسوريا والمكون من أمريكا والغرب وتركيا والسعودية وقطر والجماعات الإرهابية التي تقتّل الشعب السوري وتدمر مكاسبه وعليه فإني أدين مواقف رئيس الجمهورية وأعماله وأقول له «ما هكذا تورد الإبل يا سعد». وأني أستغرب من الخلفية التي ينطلق منها السيد رئيس الجمهورية والتي لا تليق بتونس وبكرامة شعبها وثورتها المجيدة ونطالبه حالا بالتوقف عن هذه المواقف والأعمال العدائية ضد قطر شقيق والأمة العربية. ونقول للسيد الرئيس كان الأولى أن تنادي بتسليح المقاومة ودعمها لتحرير فلسطين ونطالب المجلس التأسيسي بأن يضبط سياسة تونس الخارحية ويرجعها الى صوابها وينقذها من الارتجال والتشنج. وأقول لسيادة الرئيس هل تقبل ويقبل التونسيون طلب التدخل الاجنبي العسكري وغيره لو حصل لكم يا سيادة الرئيس وللحكومة الحالية تصادم مع المعارضة؟ فهل تقبل ذلك؟ أنا كتونسي بشير الصيد لا أقبل التدخل الخارجي في تونس أو في قطر شقيق مهما كان الأمر ولا أستقوي على بلادي بالأجنبي لأنه اذا سمحنا عندما يقع خلاف بين طرفين سياسيين في تونس أو قطر عربي آخر وسمحنا لأحدهما بأن يستقوي بالأجنبي على الآخر فتلك هي الكارثة التي تدمر البلاد. ألم نتعض بما حصل في ليبيا؟ إن الحكومات التي تدعو الآن وتدعم التدخل الأجنبي في سوريا أقول لها: البداية في تطبيق المؤامرة كانت في ليبيا والآن يريدون تطبيق السيناريو الليبي على سوريا ولكن بعد ذلك إذا نجحوا فإن الدائرة ستدور على بقية الأنظمة العربية بمن في ذلك حكام الخليج وحسب المثل العربي: «فمن أحلقت لحية جاره فليسكب الماء على لحيته».