التونسية (تونس) عقد عشية أمس الجنرال كارتر هام القائد الأعلى للقوات المسلحة بإفريقيا (أفريكوم) بمقرّ السفارة الامريكية ندوة صحفية بحضور السفير الامريكي غوردن غراي وذلك لتسليط الضوء على فحوى زيارته الى تونس، حيث افاد بأنها هي الزيارة الثالثة له الى تونس حيث كانت الاولى في سنة 1997 والثانية خلال شهر ماي الماضي، مؤكدا على انها تتنزل في إطار تعزيز علاقات التعاون بين البلدين بدرجة اولى وبين القوات المسلحة التونسية والقوات المسلحة الأمريكية بصفة خاصة حيث وصفها بعلاقة الشراكة وهو ما نقله الى السيد رفيق عبد السلام وزير الخارجية والجنرال رشيد عمار حسب ما صرّح به. هذا وأضاف أنه اطلع على لمحة مقتضبة عن القوات العسكرية التونسية مشيدا بالتطور العسكري الذي شهدته القوات المسلحة التونسية عبر العصور وما اكتسبته من مهارات تعليمية، مبرزا أن الولاياتالمتحدة لها عظيم الشرف باستضافة ضباط سامين وضباط تلاميذ لتكوينهم وتدريبهم حتى يعودوا الى تونس وإفادتها بالخبرات التي اكتسبوها، مشيرا الى ان الجنود الأمريكيين بدورهم يستفيدون من التدريب الى جانب التونسيين حيث ذكر أن ذلك يمنح الضابط الامريكي فرصة التعرف على حضارات جديدة متفتحة. وحول هذه النقطة افاد الجنرال هام بأن عدد الضباط التونسيين الذين يجرون تدريبهم في الوقت الراهن يبلغ 35 ضابطا مضيفا أن العدد الجملي للضباط الذين وقع تكوينهم خلال السنوات الأخيرة يناهز 4000 ضابط وجندي. وواصل الجنرال كارتر هام حديثه بالتشديد على ان استقرار وأمن أية دولة يمرّ وجوبا بالنهوض بالاقتصاد والتعليم وخاصة اختيار الشعب لحكوماته بطريقة ديمقراطية وشفافة. وبين في سياق متصل ان ميزانية الدعم والتعاون العسكري بلغت 32 مليون دولار في ال16 شهرا الاخيرة. وعن التهديدات التي يراها قد تواجه تونس وخاصة الإرهاب وتنظيم «القاعدة» قال بأن مقاومة الارهاب تتطلب وحدة الجميع مشيرا الى برنامج موضوع من قبل الولاياتالمتحدةالامريكية لمكافحة الارهاب ورغم ذلك فإن القوة العسكرية وحدها لا تكفي بل يجب ان تتضافر معها جهود الوحدات الامنية وخاصة المجتمع الذي طالبه بارسال رسالة شديدة اللهجة الى المتطرفين. وأضاف بخصوص ملف الحدود مع الشقيقة ليبيا وحمايتها أن ليبيا تخطت الازمة حديثا ومازالت في طور بناء المؤسسات ولذا على الدول المجاورة مساعدتها على تأمين حدودها. أما عن خشية تهريب الاسلحة فأكد أن القذافي قام بتوزيع السلاح بطريقة عشوائية حتى على بعض الجماعات المسلحة التي قامت بتهريبه نحو الدول المجاورة ومنها مالي ولاحظ في هذا الصدد ان الخشية لا تكمن فقط في السلاح بل في المخدرات وتهريبها التي توظف عائداتها لمساعدة الجماعات الإرهابية معتبرا ان ذلك يمثل خطرا حقيقيا. وختم حديثه بالتشديد على أنه اتفق هو ووزير الخارجية والجنرال رشيد عمار على مواصلة التعاون في جميع المجالات بما يساعد تونس رغم الازمة المالية التي تمرّ بها الولاياتالمتحدةالامريكية.