لا يزال الجدل قائما بين أهالي ولاية سليانة حول مصير الأراضي الدولية والضيعات التي قدم معظمها إلى أشخاص عرفوا بولائهم لنظام بن علي استغلوها وضيعوا حقوق العمال وأضروا بالاقتصاد الوطني، وفي ظل غياب مساع جدية من قبل الحكومة تتعمق حيرة كل من عايش تلك الضيعات أيام نشاطها وازدهارها وما آلت إليه اليوم من اهمال وخراب. وتعتبر منطقة «الأقصاب» التابعة لمعتمدية قعفور والتي تبعد 15 كلم عن مقر الولاية من بين المناطق الفلاحية المتميزة، حيث تحتوي على ثلاث وحدات إنتاجية (العمل النجاح المصير) وتمتد الوحدة الانتاجية «العمل» على مساحة 2376 هكتارا منها 800 هكتار غابات، 400 هكتار مراع، 60 هكتارا أراض سقوية ، وما تبقى من ذلك فهي أراض صالحة للزراعات الكبرى غرس في جزء منها ما يقارب 6000 شجرة زيتون و1000 عود لوز. أما «النجاح» فتحتوي على 920 هكتارا أراض بعلية و6000 شجرة زيتون و1000 عود لوز ويوجد بالوحدة الانتاجية «المصير» 535 هكتارا أراض بعلية و9 هكتارات أراض سقوية... وأكد لنا السيد علي الجويني أن هذه الوحدات كانت خاضعة لرقابة وزارة الفلاحة وعرفت مردودية محترمة ساهمت في تنشيط الاقتصاد الوطني واستقطبت عدد كبير من العمال بلغ 40 عاملا و5 اطارات ب الوحدة الانتاجية «العمل» إضافة إلى العمال الموسميين إلا أن نظام الخوصصة الذي استفحل أيام حكم المخلوع عجل بخرابها وألقى بها. في أيادي مستثمرين أهملوها وسرحوا أغلب العاملين بها وقال محدثنا «كانت هذه الضيعات بمثابة الأم الحنون لأهالي «الأقصاب» إلاّ أن الاستثمار الذي جاء به نظام بن علي كان استعمارا، حول البلاد إلى خراب... والمستثمرون أخذوا أراضينا وأثقلوا كاهل البلاد بالديون بالاقتراض من البنوك وأخذ الامتيازات...". وتعاني «النجاح» التي هي على ذمة ديوان الأراضي الدولية و«المصير» لأحد المستثمرين من عديد المشاكل والنقائص إلا أنهما أفضل حالا من ضيعة «العمل» التي وقع تقسيمها إلى ثلاث وحدات، لم يفلح أصحابها في استغلالها على الوجه المطلوب، حيث أهملت المنطقة السقوية ولم تزرع كافة المساحة المخصصة للحبوب. أما تربية الماشية فلا أثر لها واصطبل الأبقار تحول إلى مكان مهجور وساحة الضيعة غمرتها الأشواك وتهاوت جدرانها، وكان لهذا الوضع المتردي الأثر السيئ على أهالي منطقة «الأقصاب» الذين ما فتئوا يطالبون بإعادة الأراضي إلى الديوان وإيجاد آليات قانونية لاستغلالها بطرق مجدية، تعطي الأولوية لأبناء الجهة في الاستثمار والتشغيل للتقليص من نسب البطالة في صفوف الشباب. وفي غياب الحلول الاستعجالية تعمق الاحتقان بين صفوف الأهالي الذين عمدوا خلال الأسبوع الماضي إلى غلق الطريق المؤدية إلى سليانة كحركة تصعيدية لتحسيس السلط الجهوية بخطورة الوضع وحثهم على اتخاذ الاجراءات اللازمة وإعادة الاعتبار إلى الوحدات الانتاجية.