عندما يفجر أحدهم قنبلة تزن طنا ليفجر بها مواطنين في الساحات العامة أو الأسواق المكتضة أو حذو المدارس والمؤسسات.. ماذا نسميه.. «مناضل» من أجل الحرية أم «إرهابي».. مهما كانت الذرائع فإن قتل المدنيين محرم دوليا.. ونحن نستحضر الحديث القدسي.. «إن هدم الكعبة لأهون عند الله من قتل نفس بغير حق».. في العقود الأخيرة اخترعوا لنا نظرية الإرهاب وصدام الحضارات وركبت دول عظمى على هذه النظرية لتحتل وتدمر دولا عربية وتستحوذ على ثروتها.. في العقود الأخيرة كم من قتيل.. من فلسطين إلى العرق إلى ليبيا.. لم نعد قادرين على حصر أعدادهم.. في الأثناء تتغير الأرض المحتلة بالتقسيم والتقزيم.. عزفوا على المذاهب والديانات وشرذموا الشعوب لما زرعوا فيهم الفتنة.. كانوا يحاربون القاعدة بعنف ويبررون قتلهم على أنهم إرهابيون.. ولما تسلل هؤلاء إلى الدول العربية لم يعودوا إرهابيين لأنهم يقومون بالتفجير لقتل إخوتهم وليس لقتل عساكر الغرب.. رسخت هذه الصورة في عيون الغرب وصرنا مشبوهين كعرب أو مسلمين.. نبث الرعب بسحنتنا السمراء لما نكون في المطارات.. سجل أنا عربي تحتاج إلى تأشيرة وتفتيش جسدي ومرور على الجهاز الكاشف.. لكل شيء.. وما لا يكشفونه هو أننا في المطلق مشاريع إرهاب وقتلة بلا رحمة.. حتى من يحارب لتحرير أرضه إرهابي.. ولكن عندما يرتد المفجرون على أهلهم وأوطانهم يرضون عليهم ويمدوهم بأدوات قتل إخوانهم.. في التسعينات كانت شوارع أوروبا تكتض بالمتظاهرين من أجل فلسطين.. واليوم لا أحد يرف له طرف حتى لو قتل الشعب الفلسطيني أو السوري بأسره.. صورتنا الآن تتجسد في القتل والذبح والتفجير.. لذلك لا تتحرك مشاعرهم ولا يرف لهم طرف لتطبيق حقوق الإنسان علينا وكأننا دون البشر.. والمرارة تزيد عندما صار الغرب لا يحتاج إلى تحرك عسكري.. يكفي أن يضغط على زر ليتكفل العربي بقتل العربي والمسلم بقتل المسلم.. بالوكالة.. وبنفس الطرق البشعة التي تطال الأبرياء المدنيين والأطفال.. والمؤسسات لتسقط الدولة بالكامل.. وتعود إلى عصر القبلية وعصابات الطرق وتجار الحرب.. وبينما الثكالى تنزفن دما.. يحتفل صناع الحرب بالدمار والإجرام ويشربون على نخب الانتصار.. إلى أن يتم الإندثار.. وها هي سوريا تلحق بقافلة المستهدفين تلم فتات الجثث المتفحمة باسم الثورة «السلمية» وتنزف بخناجر الإخوة وغدر المستعربين.. تشيع موتاها ولا تركع.. كما يركع المتآمرون..