كشف المكتب التنفيذي الموسع لاتحاد الشغل عن وجود إشكاليات كبيرة في علاقة المنظمة الشغيلة بالحكومة. وسيوضح كل من اجتماع مجلس القطاعات الذي ينعقد اليوم واجتماع الهيئة الإدارية الوطنية الذي يلتئم يوم 28 ماي الجاري، العلاقة القريبة بين الطرفين ، لكن المؤشرات الأولية تؤكد وجود لاءات سيوجهها اتحاد الشغل في رسائل مباشرة إلى الفريق الحكومي . وأول هذه اللاءات رفض «السنة البيضاء» التي اقترحتها الحكومة باعتبار أن الأجراء هم أكثر الفئات الاجتماعية تضررا من الوضع الاجتماعي والسياسي الحالي . وسيرفع الاتحاد «لا» أمام التعيينات الحزبية التي قامت بها الحكومة في الإدارة التونسية والولاة . كما سيوجه كلمة «لا» أمام تغاضي الحكومة عن اتخاذ اجراءات صارمة ضد المد السلفي والذي أصبح يهدد أمن البلاد. وهنا سيقول الاتحاد «لا لتنامي شبح الإرهاب المسلح والفكري والسياسي» الذي بدأ ينتشر في عديد الجهات على حد تعبير عدد كبير من الكتاب العامين للاتحادات الجهوية للشغل الذين طالبوا بتوفير الأمن للمواطن وحمايته في كل مكان . كما رفع الاتحاد «لا» أخرى تجاه محاولات الحكومة على حد تعبير المنظمة الشغيلة تأخير المشاريع التنموية إلى ما قبل الانتخابات القادمة حفاظا على حظوظها ولاستمالة عدد كبير من المواطنين خاصة بالجهات الداخلية . «اللاء» الأخرى تتمثل في رفض الاتحاد الحملات التشويهية التي تقوم بها صفحات فايسبوكية قريبة من «النهضة» ضد كافة التحركات النضالية للنقابيين وضد مواقف الاتحاد وتبرز خاصة مع كل بيان يصدره المكتب التنفيذي لاتحاد الشغل . وهنا أكدت قيادة الاتحاد وعلى لسان أمينها العام حسين العباسي أن الاتحاد سيبقى عصيا على من يحاول السيطرة عليه من الداخل وهي «لاء» ضد الأحزاب السياسية التي تريد الهيمنة على الخط النقابي للاتحاد . و قال الاتحاد «لا» لعدم تشريكه في بعض الملفات وهنا وجهت أصبع الاتهام إلى وزارة التنمية الجهوية التي رفضت تمكين الاتحاد من برامجها في الجهات من أجل تقديم رأي الاتحاد فيها وتشريكه . كما قالت الهياكل النقابية لاتحاد الشغل «لا» لما تدخل بعض الوزراء أو الولاة في العمل النقابي على غرار ما وقع مع وزير النقل أو وزير التشغيل . وقال الاتحاد «لا» لتهميش دور الهيئة العليا المستقلة للانتخابات وطالب بتفعيلها والتشاور حولها بعيدا عن أية هيمنة سياسية عليها . وتعتبر هذه اللاءات محور نقاشات مستقبلية بين الحكومة وقيادة اتحاد الشغل ورغم ذلك فإن العلاقة بين الحكومة واتحاد الشغل تعتمد الحوار المتواصل لكن تنقصها النجاعة في النتائج التي لم تبرز لحد الآن . فهل يتم حل هذه الإشكاليات أم تتواصل حالة المد والجزر بين الطرفين في ظرفية صعبة تحتم تشريك كافة القوى الحية في البلاد؟!