كانت «التونسية» قد واكبت الوقفات الاحتجاجية التي نفذها طلبة المعهد التحضيري للدراسات العلمية والتقنية بالمرسى أمام وزارة التعليم العالي للمطالبة بإعادة مناظرة «CCP». كما تحدثت الى السيد شعبان الشافي مستشار وزير التعليم العالي المكلّف بهذا الملف والذي وعد بدراسة الموضوع. ويبدو أن رفض مستشار الوزير التقيّد بفترة زمنية لدراسة الموضوع قد أثار حفيظة بعض طلبة المعهد المذكور خاصة أن فترة التوجيه بالمعهد قد بدأت فقدموا الى مقرّ الجريدة لإعادة طرح مشكلتهم. يقول الطلبة: «المعهد التحضيري للدراسات العلمية والتقنية بالمرسى هو مؤسسة جامعية تونسية تضمّ 83 طالبا يقع قبولهم من ضمن الناجحين بامتياز في مناظرة الباكالوريا بمعدّل لا يقل عن 18٫5 من 20 ويتابعون دراستهم لمدّة سنتين وفق برامج فرنسية تختلف تماما عن البرنامج التونسي وتعد لاجتياز مناظرات الالتحاق بمدارس الهندسة الفرنسية وتتحمل الدولة التونسية مصاريف اجتياز المناظرات في جزئها الكتابي والشفاهي وتسند للناجحين منحا لمتابعة الدراسة بفرنسا في صورة النجاح. لكن سنة 2009 تم إلغاء مناظرة «CCP» Concours Commun Polytechnique والتي تمثل وسيلتنا الوحيدة لمتابعة دراستنا الهندسية في اختصاصات غير متوفرة في الجامعات التونسية وفي مخابر بحث عالمية. وكان نتيجة لهذا الإلغاء أن أجبر الطلبة على اجتياز المناظرة الوطنية للالتحاق بمدارس الهندسة التونسية فكانت النتائج متدنية ولم تتمكن إلا قلّة قليلة من الطلبة من الالتحاق بالمدرسة التونسية للتقنيات. وذلك لعدم تطابق البرنامج التونسي مع البرنامج الفرنسي والاختلافات الجوهرية في بعض المواد على غرار مادة علوم المهندس وعدم توفر شعبة «PSI» في المعاهد التحضيرية التونسية». ويضيف الطلبة: «بإلغاء مناظرة «CCP» سنجد أنفسنا مرغمين على اجتياز مناظرة لم نتلق التكوين المناسب لها وهي المناظرة الوطنية للالتحاق بمدارس الهندسة التونسية. لقد أعلمنا الوزارة يوم 11 أفريل 2012 بالإضراب المقرّر ليوم 19 أفريل ولمّا لم تحرّك الوزارة ساكنا نفذناه في تاريخه، كما تلقينا وعودا من قبل رئيس الديوان وبعض المستشارين بدراسة الموضوع وإيجاد حلول في ظرف 10 أيام لكن بعد مرور تلك المهلة رفضت الوزارة مقابلتنا ولم تمكن ممثلينا من التحاور مع الوزير فأعلنّا عن إضراب مفتوح واعتصمنا أمام الوزارة يوم 9 ماي. فقبل الوزير مبدأ الاجتماع مع ممثلينا لكنه تخلّف عن الاجتماع لحضوره مداولات المجلس التأسيسي، فاعتصمنا من جديد أمام الوزارة يوم 11 ماي. ويوم 14 من نفس الشهر قدم أولياؤنا وتظاهرنا أمام الوزارة في محاولة للضغط على المسؤولين لمعرفة الموقف النهائي من هذه القضية فتقابل ممثلونا مع الوزير لكن لم يتم تحديد موعد للإعلان عن الموقف النهائي للوزارة كما رفض مستشار الوزير يوم 17 ماي التقيّد بفترة زمنية لدراسة الموضوع وهو ما أثار حفيظتنا وجعلنا نتمسك بالمطالبة بحقنا في اجتياز مناظرة «CCP» ونحن مرابطون أمام وزارة التعليم العالي ولن نغادرها إلا في صورة تحصلنا على إجابة مقنعة».