جدل كبير خاصة على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي أثير على خلفية التصريحات التي أدلى بها الفنان صلاح مصباح في برنامج «لا باس» للزميل نوفل الورتاني والذي تبثه أسبوعيا قناة «التونسية». صلاح مصباح تحدّث عن المظالم التي تعرّض لها قبل وبعد الثورة وتحدّث عن «معاناته» مع وزارة الداخلية منذ 14 إلى 19 جانفي 2011 ورفض مصباح استعمال كلمة «هروب» للتعبير عن مغادرة الرئيس المخلوع للبلاد بل أصرّ على استبدالها بكلمة «مشى» مذكرا «الشعب» بأنّ بن علي انتخب بنسبة 99،61 بالمائة(...!) وأنّ هذه النسبة لم يأت بها الرئيس السابق من أستراليا(!) كل هذه التصريحات قد تبدو عادية لكن ما أثار حفيظة البعض هو التحيّة التي وجهها الفنان إلى بن علي، إذ قال حرفيا «كلامي قد لا يعجب برشا ناس.. بن علي نعرفو منذ سنة 1979 كنا نفدلكو، نحكيو ونحيي زين العابدين بن علي الذي قال عنّي «مظلوم ومن حقّو باش يعيش في ظروف طيّبة». البعض عاب على مصباح هذه التصريحات واعتبر أنها تمجّد حقبة عانى منها الشعب الويلات حتى وصل الأمر بالبعض منهم إلى وصفه على صفحات «الفيس بوك» ب«المريض» بينما رأى البعض الآخر أنّ ما قاله الفنان يحمل الكثير من الشجاعة في زمن «قلبان الفيستة». ولاستجلاء رأي صلاح مصباح من مختلف هذه المواقف، اتصلت «التونسية» بالفنان، فأوضح منذ البداية أنّ التحيّة التي وجهها إلى الرئيس السابق كانت في سياق زمني معيّن وليست في الوقت الراهن.. وقال مصباح في هذا الصدد: «أولا التحيّة التي وجهتها كانت في إطار زمني محدّد أي سنة 2006 وذكرت كلمة «للأمانة» أي أنّ «المظلمة» التي تعرّضت لها في قضية «الجندي» كانت السبب الوحيد لتوجيهي تحيّة إلى بن علي لأنه رفض دخولي السجن لكن عماد الطرابلسي كان أقوى منه فقمت بدفع «فاتورة» نقدي المتكرّر لهذا الشخص، ثانيا من شهامة الرجال أن لا ننكر معروفا ولا ننسى أذيّة، فأنا أعرف بن علي منذ سنة 1979 وكثيرا ما وجهت إليه اللوم ورغم الصداقة التي جمعتني به قبل تولّيه السلطة لم أطرق بابه ولم أطلب منه معروفا». ويواصل مصباح كلامه قائلا: «من يعيب عليّ مثل هذه التصريحات هم ثوّار الساعة 25، هم أشخاص يسعون إلى الفتنة والحمد لله إنهم «أقليّة» وهؤلاء لا يعنوني في شيء، هناك قناة «الشعبويّة» تستخدم أشخاصا بأسماء مستعارة على صفحات «الفيس بوك» ويقومون حاليا بسبّي متناسين أنهم كانوا بالأمس القريب يتمسّحون لإرضاء بن علي». وتوعّد الفنان كل من يحاول تشويه صورته أو تفسير كلامه على نحو خاطئ قائلا: «في الحقيقة أستغرب من هؤلاء «الأغبياء» الذين يحاولون تأليب الناس عليّ... أنا لست جاحدا. قلت كلامي للأمانة وهو في سياق ومناسبة معيّنة ولم أقل إنّ بن علي لم يسئ إلى الشعب لكن بعض من يقودون الحملة عليّ قد يدفعون بي إلى قول «أكثر من هكّة»، وأنبّههم إلى أنّي «حمّال أسرار» فليكفوا عن أذيتي، لأني أعرف جيّدا من يقود هذه «الحملة» فهم نفس الأسماء التي قامت بشتمي يوم 14 جانفي بسبب مساندتي للثورة. أقول «عيب» لكلّ من يحاول تأويل كلامي لأنه لا يمكننا كتابة التاريخ من جديد، بن علي «انتصر» لأنه ترك بعده «كمشة» من «الجهلة» غير قادرين على التمييز بين الخطإ والصّواب».