من مبعوثنا الخاص: شادي الورداني واكبت «التونسية» الندوة الصحفية لفيلم «نصيب الملائكة» للمخرج البريطاني»كان لوتش» يوم الثلاثاء الماضي والتي شارك فيها المخرج والمنتجة «ريبيكا أوبرين» والسيناريست «بول لا فرتي» والممثلان «بول براننقان» و»شارلي ماكلان». وقد قارن «لوتش» بين فيلمه الجديد وبطله «روبي»، وبين فيلمه Kes الذي يعود إلى سنة 1969 مبرزا أن الفرق بين بطلي الفيلمين أن «بيلي كاسبر» كان له شغل قار أما «روبي» فعاطل عن العمل، وبيّن أن الهدف من الفيلم هو التعبير عن جيل جديد في بريطانيا يعاني من التهميش واللامبالاة والبطالة رغم ما قد يملكه هؤلاء الشبان من عامة الناس من عزم وموهبة. وكشف «لوتش» أنه كان عليه أن يقوم ببعض التعديلات في مستوى الحوار ليسمح له بعرض الفيلم لمن هم في الخامسة عشرة من العمر. واللافت للانتباه أن بطل الفيلم «بول براننقان» ليس ممثلا محترفا بل كان منشطا رياضيا بدور الشباب المحلية في مدينته بسكوتلندا، ويعترف «بول» بأنه عاش طفولة صعبة وبأن دوره في الفيلم أنقذه من ديون كانت تثقل كاهله . يدور الفيلم حول شاب (روبي) يعيش ظروفا صعبة في غياب عمل قار يحمي علاقة الحب التي تجمعه بصديقته التي وضعت له للتو مولودا ، توصد الأبواب في وجه «روبي» وتتعقد الأحداث برفض والد صديقته لعلاقته بابنته لأنها في نظره علاقة بلا مستقبل، وخلال أدائه للعمل لفائدة المصلحة العامة عقابا له على جريمة الاعتداء بالعنف، يتعرف «روبي» على مجموعة من الشبان يشاركونه معاناة البطالة ويقرر تغيير قدره ، وقد اختار «لوتش» كعادته في أفلامه الأخيرة أسلوبا ساخرا في الحوار في ثنايا حكاية إنسانية بسيطة لا وجود فيها لبطل خارق يحقق المعجزات . وKEN LOACH مخرج بريطاني من مواليد 1936 حائز على الدكتورا الفخرية من جامعة برمنغهام ، وهو ناشط سياسي في حزب Respect لزعيمه اليساري جورج غالاواي المعروف بمساندته للقضايا العربية . توج «لوتش» في مهرجان كان أكثر من مرة، إذ حاز جائزة لجنة التحكيم سنة 1990 بفيلم secret défense وسنة 1993 بفيلم Raining Stones وفي سنة 2006 فاز بالسعفة الذهبية للمهرجان بفيلم Le vent se lève وهو فيلم تعرض لنقد شديد من وسائل الإعلام البريطانية بسبب موقف «لوتش» من «الاحتلال» الإنجليزي لايرلندا . ومعروف عن «لوتش» أنه عاشق لرياضة كرة القدم وهو عضو لجنة رعاية محكمة «راسل» الخاصة بفلسطين منذ إنشائها سنة 2009 وربما يستغرب البعض من معاناة هذا المخرج من الرقابة البريطانية على أفلامه، إذ أجبر على وضع «ممنوع على أقل من 18 سنة» على فيلمه sweet sixteen وقد قدم سنة 2009 في مهرجان «كان» فيلم looking for eric الذي قام ببطولته نجم كرة القدم الإنقليزية سابقا الفرنسي إيريك كانتونا، وفي الدورة المنقضية تمت إضافة فيلم لوتش Route Irish عن الحرب الأمريكية في العراق بعد الإعلان عن أفلام الدورة الرابعة والستين، لأن الفيلم لم يكن جاهزا في البداية فانتظر منظمو المهرجان الفرنسي انتهاء المخرج من عمله لبرمجة الفيلم في المسابقة الرسمية. ويعتبر « لوتش» من رواد مهرجان «كان» الذي بات أشبه ما يكون بالنادي المغلق الذي لا يدخله مترشح جديد إلا بتوصية من أحد القدماء أو بعد خوض اختبارات عديدة. هوامش من الجناح التونسي. تعزز الحضور التونسي يوم الثلاثاء الماضي بوصول كل من إلياس بكار (آخر أفلامه «الكلمة حمراء») وأمين شيبوب (آخر أفلامه شريط قصير بعنوان «علاش آنا») وخالد البرصاوي ونجيب عياد(منتج «مملكة النمل» لشوقي الماجري)، بعض هؤلاء جاؤوا على نفقة وزارة الثقافة التي توفر لضيوفها المصطفين أربعة أيام إقامة والبعض الآخر جاء على كاهله وفي مقدمتهم بطبيعة الحال نجيب عياد الكاتب العام السابق للغرفة الوطنية لمنتجي الأفلام. وكان لافتا أنهما تحادثا لوقت طويل رغم التوتر الذي شاب علاقتهما في الأسابيع الأخيرة بسبب قضية الجناح التونسي في مهرجان «كان»، يكون أو لا يكون ودخول وزير الثقافة شخصيا هذه المعركة ليقول «لا» للمشاركة حفاظا على المصلحة الوطنية ثم يتراجع بداعي المصلحة الوطنية ليقول نعم للمشاركة. نظمت الغرفة الوطنية لمنتجي الأفلام عشاء للمخرج السينغالي موسى توري الذي يشارك في قسم»نظرة ما» بأحد المطاعم اللبنانية بمدينة «كان»، وحتى نعطي لقيصر ما لقيصر فقد تلقينا دعوة لطيفة من السيد رضا التركي- رئيس الغرفة - لحضور حفل العشاء، ولكن تعذر علينا الاستجابة لها بسبب التزامنا بمشاهدة أحد أفلام المسابقة، وفوتنا على أنفسنا واحدة من موائد «كان» التي قال السيد الوزير إنه يحز في أنفسنا أن نفرط فيها وأشار إلينا بالاسم. من المعلوم أن غيوما كثيرة تحيط بعلاقة رضا التركي رئيس الغرفة الوطنية لمنتجي الأفلام بالمنتج طارق بن عمار، ولأن المجال لا يتسع للحديث هنا عن خلاف الرجلين رغم الصفاء القديم الطويل بينهما، فإننا نكتفي بالإشارة إلى التقاء الرجلين بمناسبة حفل الاستقبال الذي انتظم مساء الاثنين لفيلم «حكايات تونسية». فقد كان طارق بن عمار من المدعوين وكان مشهد عناقه لرضا التركي حاملا لأكثر من دلالة، ودون أن نغرق في التفاؤل نقول إن عودة الدفء إلى علاقة الرجلين ومن خلالها عودة الوئام بين طارق بن عمار والمنتجين السينمائيين في تونس ستعكر مزاج عدة وجوه احترفت «التمعش» من إثارة الفتن بين الطرفين بالقيل والقال وكتابة التقارير السرية الممضاة وغير الممضاة وترويج الإشاعات والتحدث باسم هذا وذاك. من بين الوجوه السينمائية التي زارت الجناح التونسي سعاد حسين مسؤولة السينما بالمنظمة الدولية للفرنكفونية والناقد المصري سمير فريد و المخرج المغربي محمد نظيف. وتجنبا للسقوط في أحكام انطباعية حول تراجع الإقبال على الجناح التونسي أو تضاعفه كما سيقول البعض، نقول بأنه يصعب ذلك إلا إذا عينت وزارة الثقافة من يقوم بمهمة عدّ الداخلين إلى جناحها ما دام الجناح لا يعتمد الجهاز الرقمي المعتمد في سائر الأجنحة لمعرفة هوية الزوار من خلال الشارات التي يحملونها وهو ما يساعد في إعداد قاعدة بيانات حول زوار الجناح . حرب المعلقات اندلعت في الجناح التونسي بعد أن احتلت ملصقات وزارة السياحة المواقع الإستراتيجية ولم يتبق لمعلقات الأفلام إلا النزر اليسير وهو ما سخّن الأجواء بين البعض.