عاشت اليوم مدينة الكاف على وقع حالة من الاحتقان و التوتر على اثر تدخل اعوان الامن لفض وقفة احتجاجية قام بها قرابة 2000 شخص من المعطلين عن العمل من اصحاب الشهائد العليا ،امام مقر الولاية للمطالبة بالحق في التشغيل و التنمية و رفع التهميش على الجهة. في حدود منتصف النهار تحول الاحتجاج السلمي الى مواجهات حامية الوطيس بين المحتجين و الامنيين عندما حاول عدد من المعتصمين اقتحام مقر الولاية و طالبوا برحيل الوالي لتقصيره في ايصال مطالب الجهة لسلطات الاشراف ، كما عمدت مجموعة من شباب تتراوح اعمارهم بين 16 سنة و 25 سنة الى رشق زجاج نوافذ مقر الولاية بالحجارة و تهشيمه وإتلاف محتويات مكاتب طابقه السفلي الامر الذي استوجب تدخلا امنيا استخدم فيه الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين في حين قامت قوات الجيش بإخلاء مقر الولاية و اخراج الوالي. وعقب هذا التدخل الامني ، تفرق المتظاهرون عبر شوارع المدينة و دخلوا في حرب كر و فر مع رجال الامن على مستوى شارع منجي سليم و مقر البلدية اين تواصل تبادل التراشق بالحجارة لساعات طويلة واندلاع حريق هائل بالمعهد العالي للإعلامية بالكاف مما اظطر الى تدخل الحماية المدينة التي اخمدت الحريق بعد عناء ساعات طوال . ما الاسباب يا ترى؟ وعن اسباب هذا الاعتصام اكد السيد "عادل الخليفي" احد المنظمين للوقفة الاحتجاجية ل"التونسية" ان ولاية الكاف لا تزال بعد الثورة تعاني من الاقصاء والتهميش يدفع ابناءها ثمن سياسية تنموية غير عادلة لا تزال تساهم في ارتفاع نسبة الفقر بالجهة واضاف عادل ان نصيب ولاية الكاف من الميزانية التكميلية المصادق عليها من طرف المجلس الوطني التاسيسي لم تتجاوز 0.67 بالمائة وهو الاضعف على مستوى الجمهورية. كما استنكر محدثنا تواصل سياسة تهميش واقصاء ولاية الكاف من البرامج التنموية واوضح من جهة اخرى ان هذه الوقفة الاحتجاجية جاءت للمطالبة بادماج عملة الاليات والحضائر في المؤسسات التابعين لها والقضاء نهائيا على كل اشكال التشغيل الهش والبت نهائيا في مشروع سراورتان واعادة استغلال المناجم المغلقة اضافة الى تمكين جهة الكاف من سعر تفاضلي في المحروقات والغاز خاصة في فضل الشتاء وتهيئة المسالك الفلاحية في اقرب وقت ممكن هذا مع عديد المطالب التنموية العاجلة الاخرى. من جهة اخرى عبر عدد من اصحاب المحلات المحاذية لمقر الولاية عن تذمرهم من تعطل مصالحهم وتلف سلعهم نتيجة الفوضى التي صاحبت هذا الاحتقان، حيث اكد لنا السيد "لطفي" و هو صاحب محل لبيع الغلال، ان اغلب تجار المنطقة عامة تضرروا نتيجة هذه المواجهات ، مضيفا "و قد تضررت بصفة خاصة جراء تبادل التراشق بالحجارة التي اتت على اغلب واجهات المحل مخلفة اضرار جسيمة لحقت بالبنيان و بالسلع". و جدير بالذكر اننا علمنا من مصادر مطلعة بالجهة ان مدينة الكاف ستكون من بين الولايات التونسية التي ستجسد مشاركتها في الاضراب العام الذي دعى الاتحاد العام التونسي للشغل الى شنه يوم 4 جوان القادم و ذلك كما يقول مصدرنا "حتى نبرهن لكل من يظن ان رجال الكاف صامتون على الظلم و الجور و متابعة سياسة التهميش و التحقير انه مخطئ"-على حد تعبيره-.