سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
المباريات المؤجلة من البطولة ومباراة المنتخب في ميزان "سمير الجويلي":الدفاع جنى على الترجي... "الجليزة" ضحية الشوط الأول... وانتصار "النسور" لا يحجب العيوب
أسدل الستار أمس الأول على المباريات الثلاث المؤجلة لحساب الرابطة المحترفة الأولى لكرة القدم والتي حملت معها المزيد من نزيف النقاط للمتصدّر الترجي التونسي الذي سقط ولأول مرة هذا الموسم على أرضية ميدانه وتجرّع الهزيمة ذهابا وإيابا ضدّ النادي البنزرتي بالإضافة إلى عجزه عن تحقيق الانتصار في آخر أربع جولات ما قلّص الفارق بينه وبين ملاحقه المباشر النادي البنزرتي إلى نقطة يتيمة. من جهته واصل النجم الساحلي عودته شيئا فشيئا إلى مداره الطبيعي وحقق انتصارا مهما هو الثاني على التوالي وجاء على حساب مستقبل قابس الذي انقاد إلى هزيمة جديدة زادت من معاناته في مؤخرة الترتيب. وفي ملعب «حمدة العواني» بالقيروان عاد النادي الإفريقي بانتصار ثمين بعد أن أجبر نادي المكان على الخضوع لإرادته والانقياد إلى هزيمة قاسية. واستعدادا للتصفيات الإفريقية المؤهلة لمونديال البرازيل 2014 سحقت عناصرنا الوطنية المنتخب الرواندي بخماسية كاملة مقابل هدف وحيد في مباراة دولية ودية في انتظار الرسميات والمباريات الجدية التي سيستهلها أبناء المدرب «سامي الطرابلسي» بملاقاة منتخب غينيا الاستوائية في الثاني من شهر جوان القادم. ولتسليط الضوء على الأمور الفنية استضفنا المدرب «سمير الجويلي» فكان التحليل التالي: الترجي التونسي/النادي البنزرتي (0-1): دفاع الترجي في سبات عميق مباراة قمة بين المتصدر الترجي وملاحقه المباشر النادي البنزرتي دخلها الفريق المحلي بقوّة منذ اللحظات الأولى بغية مباغتة الخصم وقتل المباراة بالاعتماد على الضغط على النادي البنزرتي في مناطقه وأتيحت له عديد الفرص لكنه اصطدم بجدار من الاسمنت المسلّح لأبناء المدرب «ماهر الكنزاري» الذي يعرف جيدا لاعبي الترجي فردا فردا ونجح لاعبوه في امتصاص هيجان «الأحمر والأصفر» وخرج بأخف الأضرار مع نهاية الشوط الأول. وفي الشوط الثاني حافظ قرش الشمال على الرسم التكتيكي نفسه وبقي وفيّا لحبكته الدفاعية وخاصة استغلال سرعة الأجنبي «مبيغي يوسوفا» والبديل «حسان الحرباوي» اللذين أقلقا دفاع الترجي الذي سقط في فخ فتح المساحات وعلى إثر هجمة معاكسة وخطأ دفاعي فادح من العائد إلى التشكيلة الأساسية في صفوف الترجي «خالد القربي» تسبب في ضربة جزاء تبعث على التساؤل حول ما حلّ بدفاع الترجي الذي أضحى يمثل نقطة ضعف كبيرة لشيخ الأندية التونسية وقبل عديد الأهداف في الجولات الأخيرة وبلقطة مجانية أهدى القربي ركلة جزاء للفريق الخصم وحرم فريقه من خدماته وأجبر فريقه على الخضوع إلى الهزيمة الثانية على التوالي. انتصار النادي البنزرتي مهمّ للغاية من ناحية تقليص الفارق مع الترجي على مستوى نقطة وحيدة وإضفاء نوع من المنافسة على لقب البطل، بالنسبة للترجي عديد الأمور تبعث على الحيرة والأكيد أن اللااستقرار الفني أثّر في الفريق وما كلام مدربه الجديد «نبيل معلول» إلاّ دليل على أن الترجي مطالب بتعديل الأوتار قبل فوات الأوان وأعتقد أن هذا المدرب قادر على العودة بالترجي. ففي تصريحه عقب المباراة ذكر أن الترجي مطالب باستقدام مدافع وصانع ألعاب ما يحيلنا على أنه مدرك لما يحدث في الفريق وقد وضع اصبعه على الداء. مستقبل قابس/النجم الساحلي (1-2): لاعبو الجليزة دفعوا ضريبة شوط شوط أول ممتاز من جانب النجم الساحلي سيطرة كلية وضغط رهيب على مناطق الجليزة ما كلف الفريق المحلي القيام بعديد الهفوات والأخطاء لم يحسن استغلالها مهاجمو النجم لينتهي الشوط الأول على تعادل أبيض، هذه النتيجة جعلت لاعبي المستقبل يتراجعون إلى الخلف كثيرا وكأنهم اطمأنوا على النتيجة النهائية للمباراة وقبلوا اللعب في مناطقهم بصفة شبه مطلعة وقاموا بالهفوات نتيجة ذلك الضغط استغله أحسن ما يكون «مونغولو» لتسجيل الهدف الأول قبل أن يضاعف زميله الهدف الثاني وبقي بعدها مستقبل قابس يلهث وراء النتيجة ونجح في تذليل الفارق لكنه فشل في التعديل، وآلت الكلمة النهائية لأبناء «فوزي البنزرتي» هذا الأخير الذي بدأ يتحسس طريق العودة بالفريق إلى مداره الطبيعي وفي المقابل هزيمة جديدة ل«الجليزة» تعقد من وضعيتها في قاع الترتيب والمهمة أضحت أكثر صعوبة وعلى الجميع الالتفاف حول الفريق لإنقاذ ما يمكن إنقاذه وعلى اللاعبين التفكير في المباريات التي ستجمعهم بمنافسيهم المباشرين من أجل تفادي النزول. شبيبة القيروان /النادي الإفريقي (1-2): الإفريقي بثبات رغم الصعوبات مباراة شوط بشوط الأول كان لأبناء عاصمة الأغالبة الذين دخلوا المباراة بمعنويات مرتفعة في ظلّ النتائج الإيجابية المحققة مؤخرا بتشكيلة مثالية وأغلقوا المنافذ أمام لاعبي الأروقة في النادي الإفريقي مقابل الاعتماد على الخروج من مناطقهم بطريقة سلسلة وخلقوا عديد الفرص السانحة للتسجيل لكن دون تجسيم يذكر. الشوط الثاني مسك خلاله أبناء المدرب «باتريك لوفينغ» بزمام الأمور وهددوا مرمى الشبيبة وكان لهم ما يريدون في مناسبتين، انتصار يبقى مهما للأفارقة رغم عديد النقائص وعديد الغيابات المؤثرة على غرار العيفة والتي عادت سلبا على الأداء العام للفريق واتسم بالتذبذب إلى جانب غياب الروح وحب الانتصار الذي لمسناه في أكثر من لاعب أما بالنسبة للشبيبة فالهزيمة لا تنقص شيئا من الفريق. المنتخب التونسي /المنتخب الرواندي (5-1): انتصار لا يحجب العيوب كنت أتمنى أن يكون المنافس أقوى من المنتخب الرواندي الذي ظهر بشكل متواضع إن لم يكن ضعيفا، منتخبنا دخل اللقاء بطريقة هجومية صرفة بالاعتماد على العلاقي وخليفة والحرباوي في أول ظهور له. ما لمسته شخصيا هو غياب البنّاء والتدرّج السليم والسلس من المناطق الدفاعية إلى الحالة الهجومية سجلنا هدفا أول من مجهود فردي من صابر خليفة في الشوط الثاني قام المدرب الوطني بعديد التحويرات التي أتت أكلها وأثمرت خمسة أهداف. لكن، ومثلما أسلفت الذكر لا يمكن بأيّ حال تقييم المستوى الحقيقي للنسور من خلال مباراتهم ضدّ رواندا ولا يمكن أن نبني تصوّرات للأداء الحقيقي لزملاء «وسام يحيى» قياسا بهذا اللقاء، ومع ذلك يمكننا الإشادة بالدور الإيجابي الذي قدمه البعض على غرار البولعابي والحرباوي في أول ظهور لهما بأزياء المنتخب الوطني، هذا دون أن ننسى المردود المتميز للاعب «وسام بن يحيى» الذي يستحق مكانه كأساسي وليس «بنّاكا» فهذا الأخير يتمتع بإمكانيات فنية عالية بالإضافة إلى نظرة شمولية للميدان وكان المموّل الأول لزملائه بالتمريرات الحاسمة وكان وسيلة ربط فعّالة بين خطي الوسط والهجوم ومع ذلك هناك سلبيات بالجملة على الإطار الفني التنبّه لها وقراءة ألف حساب لها في باقي المشوار، فمثلا المنتخب الرواندي ورغم الأداء الضعيف الذي ظهر به إلا أنه أحرجنا وأقلقنا كثيرا فما بالك بالمنتخبات الإفريقية الأخرى؟ وأيضا صابر خليفة استعمل كلاعب رواق والحال أنه رأس حربة ويبدع أكثر في هذه الخطة وعلى الإطار الفني أخذ هذا العامل بعين الاعتبار إلى جانب التعويل على العناصر الأكثر جاهزية والتي أكدت ذلك في لقاء رواند من أمثال القصراوي الذي أنقذ الشباك من عديد الأهداف المحققة وأيضا لاعبي النادي الصفاقسي الهمّامي والغربي اللذين ظهرا بمستوى عال. الانتصار يبقى مهمّا لكنه لا يحجب العيوب وعلينا أن نكون أكثر موضوعية وأعتقد أنه بعودة لاعبي الترجي والإفريقي والنجم والبنزرتي ستتوفر ل«سامي الطرابلسي» عديد الحلول وسيمكنه إيجاد التشكيلة المثالية.