قال السيد عز الدين قاسم الخبير في الشؤون البحرية ونائب رئيس المنظمة العالمية للخبراء في الشؤون البحرية بباريس وربّان أعالي البحار ل«التونسية» إنّ البلدان الإفريقية تعتبر من الأسواق الواعدة للمستثمرين التونسيين وقد تنقذ الإقتصاد التونسي خاصة وأن البلدان الأوروبية تعيش في الوقت الراهن عديد الأزمات. وأضاف :«كان هناك العديد من الأفكار في السابق لكنها لم توظّف فالبلدان الإفريقية غنية جدا بالثروات الطبيعية ويمكن الإستفادة من المبادلات التجارية بين تونس والدول الإفريقية ويمكن تصدير ما يسمى ب«ملح البلور» والذي يُوجد بكثرة في تونس وكذلك الفسفاط وبالإمكان استيراد اللوح خاصة وكذلك «القهوة» وعديد المنتوجات الاستهلاكية الأخرى. ويرى السيد عز الدين أن الإستثمار ممكن لو توفرت الإرادة السياسية وتم تدعيم البنية التحتية وخاصة النقل البحري. وذكرّ بضرورة تفعيل دور ميناء «النفيضة» خاصة وأنه سبق وأعدّ دراسة في الغرض لكن مضى على وجودها في رفوف الوزارة المعنية أكثر من 20 سنة وهي تتعلق بإحداث ميناء ذي مياه عميقة ويربط تونس والبلدان الإفريقية. وأضاف: «هذا الميناء واجب وطني وحان الوقت لتجسيد هذه الدراسة على أرض الواقع» هذا بالإضافة إلى تجهيز البنية التحتية مع البلدان الإفريقية لإيصال البضائع وتدعيم المبادلات التجارية». وإلى جانب ذلك تطرّق السيد عز الدين إلى ضرورة إحداث «محاكم تجارية» مختصة تكون منفصلة عن محاكم الإدعاء العام وهو مقترح قدّم في 2008 لوزارة العدل وتم تجاهله. وقال إن دور هذه المحاكم هو تسهيل المبادلات التجارية البحرية والجوية والبرية واستخراج الرخص وتسهيل الإجراءات ويمكن تكوين طلبة في هذا المجال. هذا بالإضافة إلى تدعيم اختصاص الهندسة البحرية وصناعة مراكب الصيد والمراكب التجارية وتصديرها إلى الخارج مشيرا الى أن ذلك ممكن بإحياء ميناء منزل بورقيبة وإنشاء مرّكب لإصلاح وصيانة البواخر وهو إختصاص نفتقر إليه حاليا حيث يمكن توجيه الطلبة مباشرة بعد «الباكالوريا» وتكوينهم في عدّة اختصاصات بحرية مما يوفرّ أكثر من 50 ألف موطن شغل. من جهتها قالت السيدة هيلة بن عربية رئيسة الجمعية المتوسطية للإستثمار ل«التونسية» والتي إلتقيناها على هامش المؤتمر الإفريقي الأول حول الفرص الاقتصادية بالقارّة الإفريقية والذي انتظم نهاية الأسبوع المنقضي في نزل «تاج مرحبا» بسوسة وكان تحت إشراف رياض بالطيب وزير الإستثمار والتعاون الدولي وبالتعاون مع كنفدرالية مؤسسات المواطنة وبحضور ممثلي عدة سفراء وملحقين اقتصاديين من الدول الإفريقية ك«مالي» و«الكوديفوار» و«جنوب إفريقيا» أن هذا المؤتمر يأتي في إطار نشاط الجمعية والذي يهدف إلى إيجاد أسواق جديدة للمستثمرين ورجال الأعمال. وأشارت الى أن السوق الإفريقية تعتبر من الأسواق الواعدة وللأسف الميزان التجاري ضعيف إذ لا يتجاوز 7 و8 بالمائة ولذلك ارتأت الجمعية إيجاد جسر للتواصل والتعاون مع هذه البلدان مما سيخلق فرصا للتشغيل والتبادل الفلاحي والصناعي . وأضافت : «وجدنا ترحيبا كبيرا من البلدان الإفريقية التي تمّت دعوتها لهذا المؤتمروالآفاق متاحة حاليا للتعاون والإنفتاح على عديد الأسواق». هذا المؤتمر يعتبر فرصة أولى وسيتوج بعدة لقاءات وزيارات في الأيام القليلة القادمة إلى الكوديفوار لتدعيم المبادلات التجارية في انتظار انعقاد المؤتمر المتوسطي الإفريقي للتنمية والمزمع تنظيمه في بداية جانفي 2013 والذي سيكون بدعم من الاتحاد التونسي للصناعة والتجارة.