انعقدت عشية أول أمس بأحد نزل العاصمة ندوة صحفية للإعلان عن برمجة الدورة 27 لمهرجان الجم الدولي للموسيقى السمفونية والذي سيلتئم من 30 جوان الجاري إلى غاية 17 جويلية القادم. وأشرف على تأطير الندوة السيد بديع شعبان مدير المهرجان والسيد محمد الناصر مؤسس التظاهرة إلى جانب قائد أركسترا السنفوني بروما فرانسيسكو لافيكيا ورئيس قسم الفنون والمتاحف بمؤسسة روما برونوبياتيلو وسفير النمسا بتونس السيد جوهان فروليش. وخلال الندوة تم الإعلان عن اتفاقية شراكة تونسية إيطالية إذ تم تنصيب قائد الأركسترا الشهير فرانسيسكو لافيكيا مديرا فنيا لمهرجان الجم إلى غاية سنة 2016. ويأتي هذا التعاون في إطار تعزيز العلاقات الثقافية بين البلدين. وحول توليه هذا المنصب قال لافيكيا: «أدرت العديد من المهرجانات الموسيقية في المكسيك وإيطاليا وأن أتولى مثل هذا المنصب في مهرجان الجم ليس بالأمر الغريب إذ سنسعى إلى بناء مستقبل المهرجان حتى نتمكن من جعله وجهة سياحية هامة وهذا لن يتحقق إلا بوسائل الإعلام التي يجب عليها تكريس الوعي الفني والثقافي لدى الفئات الشبابية». المدير الفني الجديد للمهرجان تحدث أيضا عن الصعوبات المادية التي تواجهها لجنة التنظيم خاصة في ما يتعلق باستضافة الأسماء الموسيقية العالمية على غرار أندريا بوتشلي الذي يناهز «الكاشي» الخاص به 250 ألف دينار في حين أن ميزانية المهرجان أقل من ذلك بكثير. وقال لافيكيا في هذا الصدد: «نرحب ببوتشلي في مهرجان الجم في صورة تقديمه عرضا مجانيا». من ناحيته تحدث مؤسس مهرجان الجم السيد محمد الناصر عن صعوبة تكوين أركسترا سنفونية في المنطقة على الرغم من مرور 27 سنة على تأسيس التظاهرة. في المقابل أكد الناصر قائلا: «كل ما نفعله من أجل تونس وليس من أجل الجم فقط، أعتقد أن مشروع الشراكة مع الفرقة السنفونية بروما ستغير الكثير من الأشياء لكن سنوات طويلة تلزمنا لتأسيس أركسترا سنفونية في المنطقة». وفي كلمته التي ألقاها صرح مدير المهرجان السيد بديع شعبان بأنه تم الاتفاق على أن تكون الأركسترا السنفونية بروما ضيف الشرف في الدورات القادمة حيث ستقدم أربعة عروض متتالية في المهرجان. شعبان تحدث أيضا عن ضيوف الدورة المرتقبة إذ سيكون للجمهور موعد مع الفنان مارسيل خليفة إلى جانب أركسترا باليه أوبرا فيينا والفرقة السنفونية الوطنية العراقية. وعن مشاركة العراق لأول مرة في المهرجان ذكر مايسترو الفرقة محمد أمين عزت أن هذا التعاون لن يكون الأخير وعرّف عزت فرقته قائلا: «تأسست الفرقة منذ سنة 1949 واستمرت في نشاطها رغم الظروف السياسية الصعبة التي عرفتها العراق». في كلمة الختام أكد السيد محمد الناصر أن المهرجان يترجم مدى تناغم الحضارات وقال في هذا السياق: «صحيح هناك مسافات بين كل الحضارات على المستوى الثقافي والفكري والديني لكن مهرجان الجم يوحد بين كل هذه الثقافات».