عجلات مطاطية مشتعلة تقطع الطريق... حجارة وقطع آجر مهشمة ونفايات تملا الأرجاء... محلات تجارية ومنشآت عامة ومقرات إدارية أتى عليها النهب والسلب والخراب حتى عادت كمثل العرجون القديم وحتى من سلم منها ظلت ابوابه موصدة ولم يجرأ أصحابها على فتحها خوفا من معاودة الكرّة... تلك هي الصورة العامة التي باتت عليها معتمدية «التضامن» بالعاصمة على اثر المواجهات العنيفة والصدامات الحادة التي اندلعت بين المواطنين وأعوان الحرس الوطني منذ ليلة الأحد الماضي. مواجهات تشابكت فيها الايدي وتلاحمت السيوف والهراوات والأسلحة البيضاء بأنواعها وعلا دوي الرصاص في الهواء أرجاء السماء... امتزج صوت التكبير بتراشق التهم بالتكفير والعمالة... تجمع المئات من المتظاهرين منذ يوم الاحد وانطلقت الهتافات بضرورة حرق المركز الأمني... ما ان يفرق الامنيون المتظاهرين حتى يخيم الهدوء الحذر لسويعات قبل ان تعود «حليمة لعادتها القديمة» وتشهد المنطقة عودة الاشتباكات والصدامات. في حي الانطلاقة: من هنا ينطلق الجهاد! وليس بالبعيد عن معتمدية «التضامن» جدت بمنطقة «حي الانطلاقة» مواجهات وصدامات حامية الوطيس بين الأمنيين و«بعض العناصر المحسوبة على التيار السلفي وبعضها من السلفية الجهادية التي تحرض على العنف وبث الفتنة وكذلك عناصر تابعة لعصابات إجرامية مورطة في تجارة الخمور وذات سوابق عدلية» حسب تصريحات الناطق الرسمي باسم وزارة الداخلية السيد خالد طروش . و تعود اسباب هذه المواجهات حسب بعض مصادرنا المطلعة إلى «الدعاوى التي ما طفق يرددها بعض الائمة ومعتلي منابر المساجد بالمنطقة منذ ليلة الاثنين والتحريض على الجهاد في سبيل الله بغية فرض رؤية البعض في اعتماد الشريعة كمصدر اساسي للتشريع زد على ذلك شعور عدد من العناصر المتورطة في هذه الاحداث بالاستفزاز خاصة على اثر التصريحات الأخيرة ل «جلال بن بريك» والصور التي تمّ عرضها في معرض العبدلية بالمرسى يوم الأحد الماضي» - حسب محدثنا -، مضيفا «هو الأمر الذي انساق وراءه عدد كبير من الشباب الذي من السهل استقطابه بمثل هذه الدعاوى واخذ يهشم ويعنف كل من اعترضه». في دوار هيشر: الغاز المسيل للدموع...لتفريق الجموع ! شهدت منطقة «دوار هيشر» بدورها مناوشات ومواجهات بين عدد من شباب المنطقة والأمنيين، حيث سعت بعض العناصر إلى الوصول إلى مركز الحرس الوطني بدوار هيشير قصد تخريبه وإضرام النار فيه،و هو الأمر الذي اضطر أعوان الحرس إلى استعمال الغاز المسيل للدموع بغية تفريق الجموع...هذه المواجهات أسفرت عن تعطل حركة الجولان خاصة بعد ان عمدت مجموعات إلى قطع الطرقات. سوسة استهدفت أمس مجموعة من الأشخاص مقر المعهد العالي للفنون الجميلة بسوسة، وقامت برشقه بالزجاجات الحارقة ممّا تسبب في حرق الباب الخارجي للمعهد كما قاموا بالاعتداء على فرع تابع للمعهد بمنطقة باب الجديد سوسة وقد أرجعت بعض المصادر السبب إلى احتجاج بعض الأطراف الذين احتسبوا على السلفيين على ما عرض في معرض العبدلية بالمرسى. وأكد مصدر جدير بالثقة ل «التونسيّة» أن الحادثة جدّت في ساعة مبكّرة من صباح أمس لكن لولا تفطّن حارس المعهد وعملة التنظيف لوقعت الكارثة. كما أكّد المصدر ذاته أن والي الجهة وبعض الوحدات الأمنية قاموا بالتنقّل على عين المكان لمعاينة الأضرار. وأضاف المصدر ذاته أن الأمور عادت إلى نصابها وأن الطلبة التحقوا بأقسامهم وأن حراسة أمنية مشدّدة فرضت على المعهد تحسّبا لأي اعتداءات جديدة وأضاف أنّ هذه الحادثة بثّت الذعر في صفوف المواطنين بالجهة وخاصة في صفوف العملة بالمعهد رغم انّه وقع احتوائها منذ البداية. كما عمد عدد من اهالي منطقتي «النفيضة» و«بو فيشة» الى تعطيل حركة العبور من والى مدينة الحمامات احتجاجا على الاوضاع التي وصفوها ب «المزرية» وعدم الاستجابة الى المطالب التي ما فتئوا ينادوا بضرورة تحقيقها. تطاوين قامت أمس مجموعة من التيارات المحسوبة على السلفيين حسب شهود عيان بالاعتداء على مقرّ الحزب الجمهوري وسط المدينة بإتلاف جميع محتوياته ورميها في الشارع ممّا تسبّب في خسائر مادية كما تمّ الاعتداء على المركّب الثقافي بتطاوين احتجاجا على المسّ من المقدّسات الإسلامية في معرض قصر العبدلية بالمرسى. قليبية برج قليبية الأثري هو الآخر تعرّض أول أمس إلى الحرق وقد افادنا مصدر مأذون من المنطقة أنّ السلفيين براء من هذه الحادثة على عكس ما تروّج له بعض الصفحات الفايسبوكية والتي تعمل على تهويل الحادثة وأشار المصدر ذاته إلى أنّ الحريق جدّ أوّل أمس وكان عن غير قصد ناتج عن رمي أعقاب سيجارة قرب مأوى السيارات وأوضح انّ الحريق تمّ من الجهة الشرقية للبرج وأضاف انّ الحماية المدنية تدخّلت على الفور واحتوت الحريق لتخرج منه المنطقة بأخفّ الأضرار. باجة باجة هي الأخرى لم تسلم من موجة الاحتجاجات حيث احتجّ عدد من مواطني منطقة قبلاط من ولاية باجة على الأوضاع الاجتماعية التي يعيشونها والتي يصفونها بالمهمّشة خاصة المواضيع المتعلّقة بالمقاسم الفلاحية والمقاسم السكنية بقبلاط والمديونية للفلاحين والأراضي الفلاحية المهملة ليطالبوا بالتشغيل والتنمية وقد هدد المحتجون بعصيان مدني في صورة عدم الاستجابة لمطالبهم.