مساهمة منها في تعميق النقاش حول القطاع الفلاحي في التنمية الجهوية نظمت مؤخرا جمعية «منتدى الزراعة والتنمية الريفية» التي تعنى بالقضايا الإستراتيجية للزراعة والحياة الريفية، ملتقى بمشاركة المعهد الوطني للبحوث الزراعية بتونس والمركز الجهوي للبحوث الزراعية بسيدي بوزيد. وارتكز هذا الملتقى على تحليل خصائص نمط التنمية الفلاحية وقدرته على إنتاج ثروة عالية في الجهات المعنية من خلال الاستفادة من الثروات الطبيعية، كما اهتم أيضا بإدارة عملية تعصير القطاع الزراعي وبقدرة هذا الأخير على تسهيل عملية تراكم مستدامة ومنصفة بالجهة. ونظر الملتقى أيضا في أهمية الدور الذي تلعبه الجهة ضمن إستراتيجية التنمية الشاملة للبلاد وأثرها على مكانة الفلاحة في تنمية الجهة المعنية ويبحث هذا المحور في العلاقة بين السياسة العامة المتعلقة بالتهيئة الترابية ومستوى التنمية في الجهات التي يسيطر القطاع الفلاحي على اقتصادها. في هذا الصدد تتمتع بعض الجهات بما يمكن تسميته «بالريع المجالي» مثل الجهات الساحلية التي تصعب منافستها من طرف الجهات الداخلية دون تدخل استباقي من الدولة يساعد على تصحيح اختلال التوازن الجهوي، وانطلاقا من هذه المحاور تسعى جمعية «منتدى الزراعة والتنمية الريفية» إلى فتح حوار حول العلاقة بين الزراعة والتنمية الجهوية في هذه الفترة من خلال تنظيم هذا الملتقى الوطني الذي تم عقده بجهة سيدي بوزيد التي تمثل إحدى الجهات المعنية مباشرة بإشكالية الندوة. وكانت الندوة قد تضمنت عدة مداخلات تناولت بالتحليل دور العلاقة في سياسات التنمية بتونس خلال العقود الماضية ودور الفلاحة في التنمية الجهوية بكل من الوطن القبلي والوسط الغربي والواحات حاضر فيها كل من محمد اللومي ومحمد صالح باشطة وعلي عبعاب وخولة البغدادي وعبد الحميد الحاجي. وللإشارة فإن أسئلة عديدة طرحها الحضور تعلقت بنمط الزراعة التي يمكن إدراجها في السباقات الجهوية والوطنية من خلال دعم الابتكار والتجديد وتشغيل خريجي الجامعات وكذلك بضرورة البحث عن أفضل السبل والظروف لاستثمار دور الفلاحة وإدماجه في إطار نظرة شمولية للتنمية الاقتصادية الجهوية تأخذ بعين الاعتبار التكامل بين مختلف قطاعات الانتهاج دون التركيز كثيرا على الخطابات السياسية المهنية بعد الثورة التي تؤكد كثيرا على أهمية الدور الذي يلعبه القطاع الفلاحي في تنمية الجهات الداخلية رغم ما تزخر به هذه الجهات من موارد طبيعية أخرى قادرة على المساهمة في تحقيق التكامل بين مشروعات التنمية الفلاحية وبقية عناصر الاقتصاد الجهوي.